التعليم الدامج لذوي الاحتياجات الخاصة وتكافؤ الفرص


لعلنا نتفق جميعا أن من حق فئة عزيزة على قلوبنا جميعا ان تتمتع بكامل حقوقها ألا وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة في مبدأ تكافؤ الفرص في المجتمع، في وقت تسارع الكثير من الدول إلى المصادقة على الاتفاقيات الدولية بشأن تعزيز حقوق الأشخاص المعوقين وكرامتهم ، وإدخالها في التشريعات المحلية لكل دولة ، ونحن هنا في الاردن نفخر باننا قد وصلنا الى مرحلة متقدمة في هذا المجال آملين أن يواكب قرارات الحكومات المتعاقبة تطبيق وتنفيذ التشريعات المحلية والدولية المتعلقة بقضايا الإعاقة.


والتعليم الدامج للجميع له أهمية كبيرة في حياة المجتمع ككل، وفي حياة الأشخاص المعوقين بشكل خاص.. فمن التعليم تبدأ الحياة المهنية والاستقلالية المادية ويرسم الشخص لمستقبله كما يريده هو لا كما تجبره عليه الظروف عند فقدان البيئة الملائمة. وللمهنية والتعليم التقني والمهني دور كبير في التسريع من عملية استقلالية الأشخاص المعوقين المهنية.

فأولى الخطوات نحو الدمج الاقتصادي الاجتماعي تتحقق بالتعليم؛ التعليم الذي يحترم التنوع ويكون دامجاً بما للكلمة من معنى.. تعليمٌ يكون فيه المكان للجميع، يكون فيه المنهاج للجميع، ويكون فيه الكادر التعليمي ضمن المؤسسة واعياً لحاجات وطاقات كل فرد متعلم بغض النظر عن كونه شخصاً معوقاً أو غير معوق. ومن التعليم الأكاديمي والمهني والتقني ينطلق المواطن إلى ميادين العمل والحياة ليؤسس لحياة كريمة قائمة على تكافؤ الفرص في المجتمع، تحت ظل القانون.

لكن بعض القطاعات بما فيها قطاع التعليم المهني والتقني، ما يزال وللأسف الشديد في الأردن مقصراً في حق المتعلمين المعوقين، رغم حقهم بالتعليم على قدم المساواة مع الأشخاص غير المعوقين. ومن أهم ما يحول دون دمج الأشخاص المعوقين فيه هو البيئة غير المجهزة لاستقبالهم ، إضافة إلى توفير الكادر البشري ومهارات التعامل مع الاحتياجات المختلفة للأشخاص المعوقين، ومن ثم المنهاج التعليمية غير الدامجة المتعلقة بذلك.

لذلك يجب تحديد جملة من الأهداف الإستراتيجية للعمل عليها يداً بيد انطلاقاً من إدراج المعايير الدامجة في هيكلياتها ، والعمل على رفع مستوى تنمية القدرات وتطوير آليات العمل المشتركة، وصولاً إلى تطبيق التشريعات الخاصة بالأشخاص المعاقين.

يمكننا أن نعمل على تأمين الأرضية الملائمة والمطلوبة للدمج المهني انطلاقاً من أهمية دور مؤسسات التعليم المهني والتقني، ليكون هذا القطاع صديقاً للأشخاص المعوقين مستقبلاً إياهم محترماً للتنوع، وليكون التعليم فعلاً للجميع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات