يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى


درتان على جبين الوطن

يوم الجيش وذكرى ثورة العرب الكبرى من أيام الوطن الخوالد التي نعتز بهما ونفتخر والجيش والثورة قصتان تلاحمتا من اجل الوطن والأمة وهما وجدا معا" وسطرا بطولات تاريخية ومفصلية في مرحله مهمة في التاريخ العربي بشكل عام والتاريخ الأردني بشكل خاص حيث تمخض عنهما وكان من بين نتائجها أن كان الأردن الذي نفخر به وبقيادته الهاشمية الحكيمة فكانت البدايات الأولى مع بداية إعلان الثورة العربية التي أطلق رصاصتها الشريف الهاشمي الحسين بن علي من الحجاز معلنا" الثورة على الظلم والطغيان الذي دام قرابة أربعة قرون من الزمن طمست خلالها الهوية العربية والقومية العربية انطلق الشريف حسين بن علي في ثورته العربية انطلاقاً من ثلاثة مبادئ أساسية تدور حول انتماءه الشديد لعقيدته الدينية, وولاءه لعروبته, وإخلاصه لأمته,حيث قال تأكيدا على ذلك ( إنني أحب قومي وبلادي وديني أكثر من أي شيء في هذا الوجود وإننا نحارب من أجل غايتين شريفتين هما حفظ الدين وحرية العرب عامة).

بقي هذا الوضع المتأزم الدى العرب حتى قيض الله الهاشميون البررة بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي وأبناءه لإنقاذ هذه الأمة من سيطرة حزب الاتحاد والترقي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الأحرار العرب الذين تنادوا بإحياء القومية العربية وطالبوا باستقلال العرب ووحدتهم في دولة مستقلة خاصة بهم وعندما ارتكب حزب الاتحاد والترقي الذي يقوده جمال باشا السفاح الجرائم الكبيرة بتعليق الكثير من الأحرار العرب على أعواد المشانق فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير فبدأت الاستعدادات للتحرك باتجاه إعلان الثور ضد العثمانيين لتحقيق أهدافها التي تمثلت في استقلال ووحدة وحرية الأقطار العربية في قارة أسيا وفقاً لميثاق دمشق الذي وضعته جمعية العربية الفتاة, وحمله الأمير فيصلبن الحسين لوالده في أيار 1915م, ولم تخرج رسائل الشريف حسين- مع مكماهون تموز 1915م- نيسان 1916م عن إطاره.

أما الهدف الثاني الذي كان الشريف يسعى إلى تحقيقه فهو الدفاع عن الدين الإسلامي الذي شوهه الاتحاديون وفي ذلك يقول الشريف" نحن نحارب من أجل غايتين شريفتين حفظ الدين وحرية العرب عامة".

فقاد الهاشميون الجيوش العربية التي انطلقت من الحجاز بعد أن التف حولهم كل الأحرار العرب وكان من بين هذه الجيوش الجيش الشرقي الذي قاده الأمير عبدالله بن الحسين متوجها "به صوب الشام في بداية العشرينات من القرن الماضي حيث كانت وجهته إلي سوريا لتحريرها للمرة الثانية بعد خلاصها من الأتراك وعلى اثر ما حدث أعقاب معركة ميسلون عام 1920 التي استشهد فيها القائد العربي (يوسف العظمة) ودخول الفرنسيين لشمال سوريا التي وقعت بموجب ذلك تحت الانتداب الفرنسي ولأردن تحت الانتداب البريطاني على اثر ذلك استنجد آهل سوريا بالشريف حسين بن علي لتخليصهم مما هم فيه

من هنا كان سبب تحرك هذا الجيش الذي قاده الأمير عبدالله بن الحسين الذي وصل به مشارف مدينة معان عام 1920 ومن هناك نادي بالأحرار العرب الذين استجابوا له وتجمعوا للانضمام للجيش الذي تحرك به سمو الأمير عبدالله قاصدا" سوريا لتخليصها من الوضع الراهن

في هذه الأثناء حصلت تطورات على الساحة الدولية وحصل ما يعرف بمراسلات (حسين مكماهون) وبضغط من الشريف حسين على بريطانية باستمرار تقدم الجيش إلي سوريا وتصميم الأمير عبدالله بالسير بهذا الجيش الكبير لتحقيق رغبة والده مما أرغم بريطانيا فيما بعد بالاعتراف بتأسيس اول كيان با إمارة في منطقة شرق الأردن يرأسها الأمير عبدالله أمام هذه الظروف كان لا بد من إيجاد موطئ قدم للتحرك فيما بعد لتحرير سوريا وما تبقى من الأراضي العربية في بلاد الشام وغيرها واخذ الأمير عبدالله على توطيد أركان هذه الإمارة الفتية التي تم تأسيسها عام 1921 حتى أصبحت إمارة مستقلة في 25/5/1923

من هنا كانت البدايات الأولى لتأسيس الجيش العربي الأردني من النواة الأولى لقوات الثورة العربية الكبرى التي جاءت مع الأمير عبدالله من الحجاز بعد انضمام العديد منهم في معان وأطلق عليها اسم (الجيش العربي ) ليظل هذا الجيش جيشا" لكل العرب كما هي الثورة العربية الكبرى لكل العرب وشكلت أول حكومة أردنية برئاسة رشد طليع

تطورت هذه القوات التي اتخذت من اسمها الجيش العربي من حيث التسليح والتدريب وزيادة عدد منتسبيها حتى أصبحت قوة قادرة على حماية الأمارة في بداية تأسيسها

فعمل الأمير عبدالله على تقويتها حتى جعل منها مملكة مستقلة عام 1946 بعد أن استطاع انتزاع اعتراف بريطانيا بها لتعرف في الخامس والعشرين من عام 1946 باسم المملكة الأردنية الهاشمية ويصبح الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين ملكها الأول ولقب بالمؤسس في عهده خاض الجيش العربي الأردني غمار حرب عام 1948 دفاعا"عن فلسطين ومقدساتها في كل من القدس واللطرون وباب الواد والشيخ جراح وجبل المكبر وغيرها لتنتهي في عام 1951 حقبة مهمة من تاريخ الأردن في عهد الملك المؤسس الشهيد عبدالله بن الحسين الذي استشهد على عتبات المسجد الأقصى لننتقل من بعد إلي مرحلة مهمة آخري من تاريخ الأردن قادها الهاشميون البررة في العهود المتتالية ففي فترة حكم المملكة الثانية بقيادة الملك طلال رحمه الله الذي أنجز للأردن وتم في عهده تحديث الدستور الأردني بالرغم من قصر مدة حكمه وعمل على تقوية العلاقات الأردنية العربية وعلى صعيد التعليم الابتدائي جعله إلزاميا وفي المملكة الثالثة وهي من الممالك المهمة كانت في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله الذي تسلم زمام الأمور منذ عام 1952 وحتى 1999 حتى توفاه الله بعد انجازات كبيرة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية على مدار قرابة نصف قرن من الزمن كان من أهمها اهتماماته بالجيش حيث كان يعطي جلّ اهتمامه بالجيش من حيث تدريبه وتسليحه لتطوير كفاءته القتالية لمواكبة الجيوش المتطورة في المنطقة وخاض الجيش العربي الأردني في عهد المملكة الثالثة في عهد الملك الحسين بن طلال معارك تاريخية فاصلة منذ أن كان الصراع العربي الإسرائيلي فخاض غمار حرب عام 67 بعد أن عرّب قيادة من الانجليز عام 56 وتم طرد كلوب باشا وما تبقى من القيادة الأجنبية التي كانت تقف حائلا" بين تطور الجيش العربي فشارك الأردن وحرب الجولان عام 1973 وحرب الكرامة عام 68 التي قلبت موازين الصراع العربي الإسرائيلي حيث سطر الجيش الأردني فيها أروع الانتصارات لا بل أول انتصار على إسرائيل منذ صراعها مع العرب ولأول مرة يتم تحطيم الآلة الإسرائيلية من خلال تحطيم اسطورتة التي لا تقهر وقدم جيشنا العربي الباسل خلال هذه المعارك ما لا يقل عن 2454 شهيدا" امتزجت دماءهم الزكية بتراب الوطن

لم يقتصر دور الجيش العربي على الحرب فكان بيد يحمل السلاح وباليد الأخرى يعمر البناء ويعلي البنيان فكان له دورا" تنمويا واقتصاديا" في مختلف المجالات يساهم في البناء والأعمار إلي أن تطور هذا الجيش في عهد المملكة الرابعة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي زاد من تطويره وتحديثه بأحدث الأسلحة والمعدات منذ أن تسلم جلالته سلطاته الدستورية عام 1999 وحتى وقتنا الحاضر فساهم الجيش في دفع عجلة الاقتصاد الاردني من خلال إقامة الشركات والمصانع التي ساهمت وتساهم في فتح الطرق ولأعمار وتجهيز المطارات وإقامة السدود كما تساهم في دعم الطبقات الفقير ومحدودة الدخل بتوفير السلع الضرورية من خلالها توفر الأسواق الاستهلاكية العسكرية في مختلف محافظات وقرى وأرياف وبوادي المملكة

ولا ننسى دور هذا الجيش خارج الوطن والمساهمة في نشر الأمن والأمان في مختلف مناطق الصراع في العالم حيث يحمل بيديه رسالة السلام والإنسانية يقدم من خلالها أيضا المساعدات للشعوب المنكوبة في العديد من المناطق المضطربة من العالم وهذا لم يكن ولم يكون لولا العناية الكبيرة من لدن جلالة الملك عبدالله بن الحسين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة الذي جعل للجيش هذه السمعة الكبيرة التي تتمتع بها هذه القوات مما جعلها مؤهلة لهذا الدور خارج وداخل الوطن

وفي الختام سيبقى الجيش العربي الأردني الباسل وستبقى الثورة العربية الكبرى درة لا بل درتين في جبين الوطن الغالي ونتمنى لهذا الجيش العربي الهاشمي في يومه وفي ذكرى ثورته ثورة العرب الأولى كل التوفيق والسؤدد ليبقى الجيش حامي الحمى وسياج الوطن المنيع تتكسر على صخرته كل النفوس المريضة التي تسول لها نفسها من النيل من هذا الوطن وقيادته وكل عام والوطن وقائده المظفر جلالة الملك عبدالله ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة بألف خير

Email: hassan_abo_zaid@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات