حاكم جلاد


يتذكر الكثير منا لعبة حاكم جلاد وما زالت تلعب في بعض المناطق لغاية الآن وعلى سبيل التذكير يتم الكتابة على قصاصات ورقية كلمة حاكم والأخرى جلاد ثم مفتش وأخيرا لص. وتطوى الورقات الأربع ويتم رميها على الأرض، ويختار كل لاعب من الأربعة ورقة واحدة ثم تبدأ اللعبة حيث يقول صاحب خيار الحاكم: أين المفتش ويجيب المفتش حضرتي، اخرج لصك، ويبدأ هنا التخمين لاستخراج الشخص الذي يحمل ورقة اللص، ثم يحكم عليه ويبدأ الجلاد عمله بضرب اللص حسب ما حكم عليه.
ذكريات جميلة للعبة جميلة ما أحوجنا لاستعادة ما اندثر من ارثنا الحضاري الأردني لنستلهم العبر ونخرج من عنق الزجاجة التي أحاطت بنا هذه الأيام لنستذكر زمن الآباء والأجداد، زمن البساطة والطيبة والحفاظ على مقدرات الوطن. لقد اختلطت المفاهيم وأصبحت الأمور تقرأ بالمقلوب. واختلط الحابل بالنابل وأصبحت الذئاب تحرس الغنم. إلى متى يبقى هذا المسلسل الدموي النازف بدماء غير منظورة يغرق هذا البلد بفوضى الفساد دون رقيب وحسيب . حتى أصبح أمر محاربة الفساد مطلب لا يختلف عليه اثنين في الأردن الحبيب. كل يوم اعتصام في منطقة ومسيرة في منطقة أخرى وبشكل مكثف، جميعها تطالب بمحاربة الفساد ورمز الفساد. ولا ندري إلى أين ستصل بنا السفينة وهل نمتلك وسائل النجاة المناسبة؟. والى متى سيتنعم الفاسدين بخيرات البلد في حين تغض الحكومة الطرف عنهم وكان شيئا لم يكن . وهل يخاف وطن بأكمله من محاسبة فاسد لأنه فلان ابن فلان. فجميع المطالب في الشارع الأردني تطالب بمحاربة الفساد والقضاء عليه بمختلف صورة حتى يصبح الأردن أنموذجا للتقدم والازدهار. مليارات ذهبت في مهب الريح دون حسيب أو رقيب، والحكومات لا تبالي بذلك حتى أن نواب الأمة لم يسلموا من القرابين التي تقدم لهم من الحكومة في سبيل غايات لا نعرفها بالتحديد.
يوجد في الأردن خلل واضح ولا ندري بالضبط أين يكمن. ونحن بحاجة واضحة إلى عملية استقصاء دقيقة لوضع اليد على موضع الخلل وبالتالي معالجته، على أن يتم ذلك بكل حكمة وموضوعية وشفافية واضحة. حتى يكون الفصل للحق لا للعشوائية في ارتفاع الأصوات واغتيال الشخصية من غير وجه حق. ومن ألصعب اعتبار ما يحدث في الأردن عبارة عن سحابة مرت علينا من الربيع العربي، والذي سيصبح خريفا أو صيف لكثرة المسميات والدلائل
لماذا لا نفكر بالوطن ومقدرات الوطن بشكل جدي ونبتعد عن سرقة أموال الدولة واعني بذلك ثلة الفاسدين في هذا الوطن الحبيب أنهم أبنائكم في المستقبل فاعملوا من اجلهم، ولا تسرقوا من اجلهم، فما دام مطعم من حرام. واغرسوا في هذا البلد حتى يأكل من سيأتي من بعدكم ولا تسرقوا مقدراته ليجوع من سيأتي من بعدكم. واعتقد هنا أن استئثار فئة معينة على المكاسب السياسية والمادية في الدولة وحرمان الباقي منها، قد جاء بنتائج يجب التوقف عندها واخص بذلك الحكومة والتي يجب عليها أن تنظر للجميع بعين واحدة، وان تتقبل الرأي والرأي الآخر بكل صدر رحب، وعدم استرهاب المواطن لأنه بالنهاية ابن الدولة. فأين النص الواضح للخطاب الأردني لإراحة هم الوطن الأردني سواء معارض منتمي لحزب أو معارض عادي همة تحسين أحواله المعيشية. فأين وسائل الإعلام الجماهيري وأين قنواتها الفاعلة في تحديد الاتجاهات السائدة نحو شؤون السياسة والولاء والانتماء؟وفي المحصلة النهائية نستطيع كمجتمع أردني من أن نرتب الأشياء السياسية المبعثرة والمطروحة للنقاش على أسس منطقية متناغمة وفق قواعد موضوعية محددة، قوامها الولاء للعرش الهاشمي والهوية الأردنية. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.
عواد عايد النواصرة- رئيس ملتقى المزرعة الثقافي. الأغوار الجنوبية.

حمى الله الوطن وقائد الوطن

awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات