الانفجار المفاجئ في الجهة الشمالية للمسيرات الإصلاحية


يدرك خبراء السياسية الأردنية، بان المطبخ السياسي (نستعمل هذا المصطلح عادة لتجنب ذكر كلمة النظام والتي لا نعني بها الملك ولكنها تفهم هكذا ولكننا نعني بالنظام الأجهزة الأمنية والمستشارين والحكومة ) كان يتدارس قوة الحراك الداخلي، والظروف التي تواجه سير الربيع العربي، والذي علق بعدة دول أخرى، وعليه يعطي خطوات الإصلاح، وعندما توقف الحراك وناشطيه عند عدد واضح ومحصور شهدنا تلكؤ واضح بمطالب الإصلاح.

وكان كل غيور على الأردن يسعى لدحض هذه النظرية، لان الأغلبية غير المتدخلة لا دعما للدولة ولا للإصلاح، كانت تزيد لدعم المعارضة ضمنيا، حتى لو كان هذا النقل بطيء، لذا كنا نوجه نصائح واضحة بان يكون الإصلاح هو الحل الأول غير القابل لانحراف أو التأخير، وقلنا إن فترة الهدوء أو انحصار عدد المسيرات تعتبر فترة سلمية لبناء معالجات سياسية، واضحة، ولن نواجه أي قرارات اقتصادية يكون الشعب به شريكا، مالم تحدث محاكمات واضحة للفساد ، وعرابيه،وكذلك نقل الإدارة الحكومة لوزراء وأطقم موثوقة شعبيا، ولم يستمع احد، وظل يجري فحوصات أمنية أسبوعية على مداد الحراك، ولم يكن يدرك احد أن الأحاديث الفردية في الشارع الأردني تقترب أكثر من يطرح بالشارع المعارض أو الحراك ذلك أن الوجع مشترك بل أن الكثير من الحراك لا يوجد له مشاكل مادية بقدر خرج لتحقيق إصلاحات سياسية.



في نظرة حكومة لا اعرف مصدرها ظنت قبل شهرين أن الحراك الأردني انتهت فاعليته، ذلك لقياس أعداد المشاركين في حراك المحافظات، وان اغلب حراك الحسيني غير متراكب، ويجتمع على حركات متعددة غير منسجمة بالكامل، وتعتمد على أعداد المصلين، وهي الوجه الأكبر لمشاركة الاصول الفلسطينية سيما أعضاء كوادر الإخوان المسلمين وهذا يمكن معالجته بسهولة بعكس ابن العشائر الذي يجد قوى خلفية تسانده في حال تعرض لاعتقال، لذا بدا والإقدام على رفع الأسعار، وتبرئة ملفات الفساد التي شغلت الشارع وطولب بمحاكمة رموزها.

إلا أن الأسبوعين الأخيرين حملا مفاجأة أنعشت الحراك، وأذهلت الدولة، عبر مسيرتين ، متتاليتين في محافظة اربد نظمتمها الحركة الإسلامية والحراكات الشعبية، حملت أعداد كبيرة غير مسبوقة، وهذا يعني نجاح نبوءة أقطاب الحراك بان رفع الأسعار هو الأمل الوحيد الذي سيحرك الأغلبية الجامدة، من عاطلين عن العمل ومتقاعدين، وفقراء، لمواجهة التغول المادي وتوجيه بوصلة الإصلاح نحو طبقة الأثرياء التي نتجت من استغلال الوظائف بالدولة.

ومثلما أهمل الجنوب وتفجر بعد إشارات عديدة استمرت ، لعشرين عاما لم يسع احد لصناعة معالجة كاملة كنت أتوقع إن يخرج شيء ومن اربد التي تأخرت كثيرا حتى التحقت بالحراك ، وكانت عبر التجربة الأولى التي لم تكتمل حراك خرجا، ولكن اربد والجهة الشمالية ككل تستعد لتكون هي قائدة الحراك فلما.

شمال الأردن هناك تمايز مميز فنسبة التعليم بها تكاد تفوق اغلب مناطق العالم ، وليس المملكة فقط، وهناك أيضا حالة وعي واسعة، وبعكس الجنوب، فليست مغلقة عشائرية، بل في وسط اربد يوجد زخم واسع من الأصول الفلسطينية التي تشكل قاعدة واسعة لإخوان المسلمين، وكذلك تكتل عشائري واسع جدا، وفي اربد نفس مشاكل الجنوب، فهناك كثيرون غادروا الزراعة أو باعوا أراضيهم،وفي الشمال هناك تاريخ قديم للقيادات السياسة والحزبية ، وكما قلنا نسبة الحاصلين على الشهادات عالية جدا، وهذا شكل حالة مرتفعة بالبطالة سيما بين الإناث وليست كل شهادة تمكن صاحبها أو صاحبتها من العمل في عمان وهذا يعني شعور بالظلم ومع ضعف الزراعة وهي المدخول المسعف لأهل الشمال تسرب للفقر لطبقة كانت تعيش بالعقود الأخيرة بحال به رفاهية ولعل العمران الحجري بيان على هذا.

وان أردنا شرح معطيات الشمال الأردني فهذا يحتاج إلى شرح كبير لأسباب متعددة ، ولكن على الدولة أن تدرك لا مفر من نقل المرحلة الحالية، وان إبقاء النمط على إبقاء نفس الوجوه وترحيل المشاكل الاقتصادية برفع الضرائب والقروض الجديدة، فالأمر بات خطرا، والشراكة لن تقبل من مواطن لا يلفت إليه، سوى عند وضعه بحالة رفع الضرائب، ولن تكون اربد المفاجئة فحالة اغلب الأردنيين اليوم جاهزة لدخول جبهة الحراك ..

Omar_shaheen78@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات