الحراك الشعبي بين طبع الاستبداد وطموح للحريات والديمقراطية


بخلاف بعض الاستثناات في التاريخ السياسي العربي فان مكانة الفرد والتفرد بالقرار هي الاغلب ابتداء من راس هرم الدولة الى مستوى الاسرة والعائلة .
ففي عرف الدولة العربية ذات التاريخ المزور في اغلبه طغت ثقافة الحوار العمودي المبنى على النفاق والمدح والتمجيد بمناسبة وغير مناسبة وخاصة عند الانظمة المتسلطة ورعايا الولاء المدفوع الاخر وندرة الحوار الافقي باشكاله المبني على مبادئ حقوق المواطنة والحريات العامة والولاء المبنى على الانتماء للوطن والمبادئ والعقيدة الانسانية بشكل عام .
دولة القانون والمؤسسات هي العمود الفقري للدولة المدنية في معطياتها الديمقراطية حيث ثشبه الشجرة المثمرة في دورة الحياة واشكال النمووتجدده الدائم بداية من الجذور وانتهاء بقمتها النامية في تبادل وظيفي للادوار ما بين الورق والاغصان .
اما الدولة المشوهة فتبدا دورة حياتها من القمة عكس سنة الخلق ودورة الحياة الطبيعية فتتاثر بالضروف بشكل اسرع وهذا حال شجر المناسبات يزرع ليخدم مصلحة في مكان وزمان معين تنتهي بانتهائها وهو حال دولة الولاء مدفوع الاجر المقدم على الانتماء للوطن .
لهذا وذاك كان وما زال وسيبقى المواطن العربي تواقا للدولة المواطنة والحريات العامة يناضل من اجلها ولن يصلها لتشوه في الفكر والموروث يبقية في ثوب الماضي رافضا التطور مع المعطيات الايجابية التي تخدم الانسانية
• المشترك بين الحراك الشعبي العربي والمحلي .

ان اسقاطات مشهد الحراك العربي على الساحة المحلية عبارة عن ردة فعل وتقليد يحمل الشكل ويفتقد المضمون متاثرة بعدد من العوامل :
1- الديمغرافيا المتحركة المانعة لقيام عمل جماعي مؤسسي مجتمعي ناجح .
2- تغليب القناعة بالولاء المدفوع الاجر من قبل الدولة لدى الاكثرية (الاغلبية الصامتة) .
3- قوة نفوذ مراكز القوى المتفقة بمصلحتها مع التداخل الخارجي .
4- الاعتماد في اساس بناء الدولة على مجموعة مؤثرة من شرذمة فاسدة من بقايا العهد العثماني .
5- ترسيخ ثقافة الاستهلاك الاهوج مقياسا للمدنية والتطور .
6- الاغتيال المفرط لرمزية الشخوص الاجتماعية والاقتصادية ورجالات فطر الدولة ووقطط الوظيفة العامة ومحاولة اختصارها بشخص عن غير قناعات مما ادى لفقدان الجميع للهيبة والرمزية وزوال الخطوط العرفية الحمراء في فوضى حمقاء .

• عرب وغرب من كسب :
في المشهد العام اطار عربي لمشهد سوريالي ومضمون تائه بين غرب سرابي وشرق صحراوي ولا مجال الا الاستمرار لعل الحال يولد المحال لغد الامن والاستقرار من فوق سرج خيل على ظهر حمار .



تعليقات القراء

فلاح أديهم المسلَم
لقد قرأت حول الشأن الوطني الأردني مئات المقالات والبيانات على مدار عام ونصف علاوة على ما قرأته في السنوات السابقة , وكان يتلجلج في صدري أفكار , وتجول في ذهني خواطر حول مكامن الداء وأسباب الخلل , فجاء هذا المقال الرزين الرصين الموجز المحكم ليضع النقاط على الحروف "لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " فكان فارقا بين التهويل والتضليل والأحلام والآمال والواقع المرير , ملخصا وصف الحالة بدقة العقل السياسي المفكّر الواعي على جميع جوانب الخلل منذ النشأة الأولى , وحتى هذا اليوم , والعجيب أنّ اسم الكاتب "فاروق " فصدق من قال للمرء من اسمه نصيب .... للكاتب الشكر الجزيل ودعائي الصادق بالتوفيق ومزيد من التقدم والنجاح , والشكر موصول لموقع جراسا رئة الأحرار ومنبر الأخيار .
29-05-2012 09:19 AM
زينه
ظهر ...."صحيح"كلام رائع وجميل
29-05-2012 10:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات