الزرقاء .. من ذكرى نكبة .. إلى إحياء حفلة


لا أعرف ماذا يفكر البعض من أبناء النكبة هل هي ذكرى فرح وإقامة حفلات غنائية وطرب وإبتهاج ، أم هي ذكرى حقيقية نستذكر فيها الوطن الذي يباع مواطنه في دهاليز هيئة اللم العالمية التي لم تفيد فلسطين وأهلها بأي شيئ منذ الإحتلال لغاية الإحتفال الأنتخابي .

الذي أقامته اللجنة الموكلة به ولا نعرف من هي الجهة المنظمة ومن هي الجهة الممولة لدفع أجور فرقة العاشقسن الغنائية ، التي أطربت الجمهور الحضوري الذي عاش ليلة فرح فلسطينية على الأرض الأردنية .

وعلى ملعب بلدي الزرقاء بين وسط سكاني ترجع أصول مواطنيه لفلسطين الذبيحة ، فلسطين السليبة فلسطين اليتيمة التي تفتقد للأب وللأم ، وتفتقد للبواكي من غير أمهات الشهداء في غزة ، وزوجات الشهداء في المخيمات الغزية ، وأبناء الشهداء الذين يطالعون على واجباتهم المدرسية .

على شعلة شمعة مضائة من دماء ذويهم ووالديهم ، حينما ينقطع التيار الكهربي ، الذي تتحكم به إسرائيل اللعينة ومصر الضعيفة بضعف قادتها المقيدين ، بإتفاقيات صلحية مكتوبة بنودها على الورق ومطبقة من طرف واحد ، وهو الضعيف العربي .

أما العايب وهو عدونا القوي فلا تعنيه أي وثيقة موقعة من قبل مندوب الدولة العبرية المتبجحة بقوتها ، والفارضة جبروتها على شركائهم في طابا وصرم الشيخ ووادي عربة ، الذين كوفئوا جميعهم من حضر كمتفرجين أوموقعين.

على إتفاقية عنها جاهلين ولا يعرفوا على ما تنص عليه الاتفاقية التي قيدت الأردن ومفاوضيه العباقرة ، ومنهم من نال الجائزة الكبرى وأصبح رئيسا ً للوزراء ، مثل عبد السلام ومعروف وفايز الفائز بمقعد عون الذي لم يصمد كثيرا ً.

أمام كم جارف من اللهيطة ومن الجهابذة والعلماء السياسيين والقادة العسكريين ، الذين سجلت لهم الأنتصارات يتلوها إنتصارات وزينت صدورهم بالنياشين والأوسمة الرفيعة والغليظة بعد أن سكتت المدافع .

وصدئت أسلحة المقاومة التي مثلها نفر المطبلين والراقصين على جثث الشهداء في غزة الثورة ، وأجساد الجرحى في مشافي العالم التي ما زالت جراحهم لم تبرء من أصاباتها النازفة دما ً طاهرا ً زكيا ً لونه أخضر من شجر زيتون نابلس جبل النار.

التي أطفئت من فوهات البنادق بالتآمر العربي الدائم والتجسس المحلي الجاثم على صدور أحرار فلسطيني الداخل ، الذين أعياهم الإنقسام بين فصيلي المقاومة الكبيرين حماس الجماهير ، وفتح الثورة التي أخمدت بفضل أعمال صقورها..

وهاهم أتباعها يقيمون الإحتفالات الإبتهاجية والسهرات الليلية وتوظف للحملات والدعايات الإنتخابية ، التي تتراوح مكانها في أردن الحشد والرباط أردن الأحرار ومعقل الثوار، أردن الشعب الذي يمثل سلة الأصوات المتنقلة .

لدعم أي مرشح متسلق منتفع يعيش على انقاض التفتت العقيم لضعفاء النفوس لأبناء القضية الفلسطينة ، التجارة الرابحة لكل بائعي الوطنيات الزائفة الرخيصة ، التي يركب موجتها بعض المندسين بين الصفوف المنرصة على رفوف عديد تجمعات الشعب الأردني الذي ينحدر من أصول فلسطينية .

ليكون المخزون البشري الداعم القوي لمن يحتاج أن يعلوا على سلالم الأمجاد الانتخابية ، في قوادم الأيام التي ننتظر سطوع شمسها التي تتولد الديمقراطية الجديدة فيها، في أردن التغيير في تركيبته التي لا تختلف في واقعها .

عن ما هو قائم في قوانينها تحت ظل مجلس نيابي ما زال يتعمد إبقاء قانون الصوت الواحد ، الذي قسم المقسم وقزم ما هو مقزم وأرسى قواعد الفتنة الشعبية ورسخ جذور العنصرية البغيضة والقبلية المنته روائحها .

التي تجلت في يوم إحتفال عيد ذكرى النكبة التي أقيم في ليلة سمر، تحت ضياء القمر على أرض الملعب البلدي في جناعة في الزرقاء، المدينة التي تؤي على تربتها مجموع الشعب الأردني بكامل تركيبته المجتمعية الشعبية .

الزرقاء التي تفرز كثير من القيادات الحكومية وبعد الوصول ينقطع التواصل ، بين من وصل ومن لا يعرف الأصول وإلا أي إتجاه يجول ، ِمن َمن يركب موجة التزعم الشعبي في زرقاء تغيرت وجوه وجهائها .

وتسيد جهالها وتقدم من القوم بعض سفهائها ، ولكن الشمس واضح شعاعها وبائن سطوعها ، فلا يجوز لمن كان فرض من هم قادة مجتمعها ، ومن هم فرسانها ومن هم رجالاتها .

سبحان الله كم من شخص إعتلا على ظهور أبناء الزرقاء ، وأصبح من عظماء القوم ومن رجالات الحكومة الأوفياء ومن قادتها النجباء ، منهم من ركب موجة الإنتفاضة وفاز، ومنهم من كان في الخارج مستشار إعلامي وأصبح زعيم قومي ومنظر دولي.. ومنهم من كان مفتي وخطيب وأصبح أقرب حبيب ، ومنهم من كان يخدم القريب والبعيد وأصبح معارض مخضرم وعلى الفضائيات يتكلم ويناقش ومنه الجميع يتعلم .

صدق الشاعرالشعبي من قال....

خلا الأرانب تعتلي فوق الذئاب وخلا بن آوى يصيد الغزال



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات