نقابة المعلمين والموازنة المطلوبة


لم أشأ أن أقيّم المعلم في هذا المقال .. فدوره لا يحتاج إلى الإضاءة لأنه واضح وراسخ ومعروف .. كما أننا نعي دور التعليم في صناعة المجتمع المعاصر، وهو دور أثبتته تجارب الشعوب التي سبقتنا إلى مرتبة أعلى من التطور والرقي .. إذ يبقى العنصران الأساسيان المعلم والتعليم حجر الزاوية في تقدم المجتمع واستقراره وتطوره .. ونظن أن ذوي الشأن في ذلك يعرفون أهمية دورهم وخطورة حضورهم الفاعل في مجال التغيير نحو الأفضل .
ونحن هنا في الأردن .. وبعد مخاض مرهق انفض مولد نقابتنا .. الهيئة التي ستُعنى بشؤون المعلمين خاصة فيما يتعلق بالحقوق التي سترفع من شأن المعلم معنويا وماديا ، كما هو الحال مع النقابات الأخرى المشابهة كنقابة الأطباء والمهندسين والصحفيين وغيرها ، وكل ما نتمناه أن تمارس نقابتنا دورها المستقبلي حيال مجتمع المعلمين بالصورة المؤملة .
دعوني ومن خلال هذا المنبر الإعلامي تسجيل تحية اعتزاز وفخار إلى كل الزملاء الأشاوس في نقابة المعلمين .. فنحن نعي تماما حجم التحديات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم .. لان المستقبل بإرهاصاته الكبيرة ملئ بالتفاعلات والتناقضات .. على الرغم من أن بعضا من أحبتي في الهيئات والفروع ينقصهم قليل من الخبرة في إدارة العمل النقابي بالشكل المطلوب فالتجربة جديدة .. إلا أن ذلك آت لا محالة والمستقبل كفيل بصقلهم وتفاعلهم مع العمل بكل همة ومسؤولية .
إن المبادرات الطيبة والمباركة من الزملاء الاكارم في نقابة المعلمين للمشاركة في المناسبات والفعاليات المختلفة ضمن مجتمع المعلمين لهي توجهات طيبة الغرض منها الحضور والتواجد من اجل إثبات الذات لطالما حلمنا تحققها على الدوام .. وكما أتمنى من الزملاء في هيئات الفروع مشاركة الزملاء في المجلس كل في فرعه القيام بدورهم على أكمل وجه .. بل ويجب أن نلمس منهم فاعلية وتواجدا وتواصلا واضحا وفوريا مع كافة المناسبات وحضورا للفعاليات في كافة تجمعات المعلمين وأينما وجدوا .
لكنا نلتمس من وزارتنا العتيدة _ وزارة التربية والتعليم _مبادرات ايجابية للعمل مع الزملاء ومساعدتهم خاصة أعضاء مجلس النقابة ليتمكنوا من أداء رسالتهم وذلك من خلال تفريغهم للعمل النقابي بالصورة التي نأملها جميعا .. فانا أعي تماما حجم الإجهاد والإرهاق الذي يواجهه الزملاء في المجلس ما بين عملهم الوظيفي ومهماتهم النقابية خاصة الزملاء في المحافظات والذي يتطلب منهم طبيعة العمل النقابي الحضور اليومي إلى العاصمة خاصة في هذه المرحلة .. فمسؤوليات كبيرة والتحديات جسيمة .. وما يريده الزملاء في الميدان تحولا واضحا في المشهد النقابي الخاص بمجتمعهم من اجل انجاز الكثير من المهمات التي تنتظر التنفيذ .
إن الدور الذي تتبناه نقابة المعلمين ومدى ما يمكن تحقيقه لأعضائها من مكانة يستحقونها ، تحتاج من ذوي الشأن أنفسهم المتابعة والتقييم والحث على تقديم ما هو أفضل للمعلمين سواء من الناحية المادية ، كالرواتب وسبل العيش الكريم وما إلى ذلك ، بالإضافة إلى الجانب المعنوي ممثلا بالخطوات التي ترفع من شأن المعلم ومكانته في المجتمع.
إننا حين نسأل عن مدى حصول المعلمين على حقوقهم التي يستحقونها خلال مرحلة النضال السلبي من اجل انتزاع الحقوق وإحياء النقابة .. لابد أن نقر بالقفزة الجيدة التي تحققت للمعلمين في مختلف درجاتهم ، لكن المشكلة ستظل قائمة مع حضور التضخم وتصاعد الغلاء الذي سؤدي مع تقادم الوقت إلى تقليل جانب من الامتيازات المادية الجيدة التي تحققت للمعلم ، ناهيك عن تصاعد التضخم وحضوره المستديم ، وقد لا ينحصر هذا بالمعلم وحده.
أن المعلم يستحق أجرا كبيراً يتسق مع مكانته الاعتبارية في المجتمع ودوره الكبير حيال الطلبة الذين يعدّهم لمستقبل أجمل، ولكن لو أننا تساءلنا : هل المعلم على وجه العموم أدى دوره التعليمي التربوي كما يجب ؟. وهل بعض المعلمين يقومون بدورهم التربوي داخل الغرف الصفية وبالصورة المطلوبة منهم ؟ وبتوازن بين الحقوق والواجبات .؟ سؤال لا بد من الإجابة عنه بكل شفافية ووضوح ..
لابد أن تضع الإجابة المنصفة بعض علامات الاستفهام بهذا الصدد ، بمعنى ليس كل المعلمين يؤدون دورهم كما يجب وهي قضية نسبية تتعلق بمستوى الإخلاص والشعور بالمسؤولية .
أما وعندما تتبنى نقابة المعلمين شعارات تتعلق بإطلاق المستحقات والتحفيزات المختلفة للمعلمين ، ولاضير في مثل هذه الدعوات وذلك أملنا ، ولابد أن لا تنسى جانب الموازنة بين الحقوق والواجبات ..بل ويجب علينا التذكير بها على الدوام .
بمعنى أوضح أن نقابة المعلمين عندما تطالب بحقوق المعلمين ، فإنها معنية تماما بتحفيز المعلمين وتذكيرهم وحثهم على القيام بدورهم التربوي على أفضل وجه لتحقيق التوازن المطلوب بين الحقوق والواجبات، وهنا لابد من القول أن ثمة جهات أخرى تسهم في إضعاف العملية التربوية وليس المعلم هو العنصر الوحيد فيها ، بيد أن المعلم يتحمل أيضا جانبا من المسؤولية بسبب ضعف الشعور بالمسؤولية لدى البعض وهو أمر لابد أن يُعالج بوسائل الحث والتحفيز والرقابة واستخدام الوسائل الحضارية التي تليق بمكانة المعلم في هذا المجال بل ويجب أن يكون للنقابة دور رائد في ذلك .
لا نريد أن نرهق الزملاء الأفاضل في نقابة المعلمين بالمطالب الكبيرة التي ستشكل أعباء إضافية على كاهلهم ولكن نذكرهم بأن المطلوب هو انتهاج حالة التوازن في هذا المجال ، وهذا يعني أن من يطالب بتحسين ظروفة فلا بد أن يكون عطاؤه وإنتاجه التربوي موازيا ومتوازنا مع هذه المطالب ، بل لابد أن نذكّر بأن أهمية التعليم الارتفاع بمستوى الطلاب التربوي يشكل رسالة إنسانية تتفوق على أي جانب .
اعذروني إن أطلت عليكم لكن كل ما نتمناه هو وضع مبادئ وأسس للارتقاء بمهنة التعليم والمطالبة بالتنمية المهنية للمعلم و تحقيق الرضى الوظيفي المنشود لأخلاقيات المهنة .. كما وأننا بحاجة إلى وضع آليات للمساءلة لمن لا يلتزم بأخلاقيات رسالة التربية ومهنة التعليم و شروط النقابة وكذلك وضع خطط وبرامج ومقترحات للنهوض بكفايات التدريس المطلوبة وفق معايير ومواصفات محلية وعالمية.
وفقنا الله لخدمة رسالتنا ووطننا ملتزمين بقول الحق عز وعلى في سورة التوبة
) وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العظيم
Fsltyh@yahoo.com



تعليقات القراء

هههههههههههه
ههههههههههه
20-05-2012 11:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات