سماسرة الفتنة


لا شك أن للفتنة مظاهر وصور وقواعد راسخة، وفنون أتقنها الكثير من رواد هذه اللعبة، حتى اختلطت الأمور وأصبح من الصعب بمكان التفريق بين الغث والسمين. وما يعصف بالساحة الأردنية هذه الأيام ما هو إلا فتنة يحاول بعض السماسرة إيقاظها وتغذيتها طمعا بمغنم دنيوي جديد أو الاستمرار بالجاه وتحقيقا لأجندة خاصة لا تمت لهذا البلد بأية صله، واعتقد بان قواعد اللعبة قد انكشفت للشارع الأردني بشكل واضح سواء أكان معارض أو موالي، صامت أو غير مهتم ، ولم يعد لسماسرة الفتنة ترهيب أعين الناس بسحرهم أو الاستمرار بعرض تلك المسرحية أو حتى تمثيل دور ثانوي فيها.
والسؤال المطروح هنا من المستفيد الأول من سقوط الحكومة أو حتى نظام الحكم في الأردن ؟ ماذا يعني ذلك لا قدر الله؟ وهل سيحقق سماسرة الفتنة أهدافهم وأجندتهم الخاصة. ألا يمكن أن يؤدي ذلك إلى فوضى عارمة، وقد تصل الأمور إلى حرب أهلية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتدخل أجنبي واستعمار جديد، وزحام يعيق الحركة، ودمار لهذا البلد والذي يراهن عليه الكثير من أعداء الوطن وأصحاب الأجندة الخاصة. في ظل وجود عقليات لا زالت تحافظ على موروث الشمال والجنوب أردني أو فلسطيني ابن فلان أو ابن علان.
يوجد في الأردن خلل واضح ولا ندري بالضبط أين يكمن. ونحن بحاجة واضحة إلى عملية استقصاء دقيقة لوضع اليد على موضع الخلل وبالتالي معالجته، على أن يتم ذلك بكل حكمة وموضوعية وشفافية واضحة. حتى يكون الفصل للحق لا للعشوائية في ارتفاع الأصوات واغتيال الشخصية من غير وجه حق. ومن ألصعب اعتبار ما يحدث في الأردن عبارة عن سحابة مرت علينا من الربيع العربي، والذي سيصبح خريفا أو صيف لكثرة المسميات والدلائل .
أحزاب متعددة من حيث الكم والفكر. وقاعدة عريضة من العشائر الأردنية تختلف وجوهرها مع واقع التعددية السياسية في الأردن. وقوى شد تنجذب باتجاه آخر وتسير نحو مصالحها لتحافظ على مكتسباتها، من مال وجاه وسلطة. إلى أين يتجه هذا البلد العزيز. ولماذا نساهم نحن أبناء الأردن في خلق المزيد من الأزمات السياسية والتي أصبحت هذه الأيام مادة متداولة بين مختلف التيارات السياسية على المنابر والخطب، والضحية هو المواطن المسكين المغلوب على أمره،
فاعتقد\ بان المجتمع الأردني قد انقسم إلى ثلاث فئات من السكان أولها سماسرة الفتنة وهم أعداء الإصلاح وهم على درجة عالية من المحسوبية والتنظيم (لوبي) همهم الأكبر الحفاظ على (الأنا) السيطرة المال والمناصب . والفئة الثانية هم المتشدقون والذين يريدون إسقاط الفئة الأولى طمعا بالوصول إلى الصف الأول ولو على حساب هذا الوطن العزيز. أما الفئة الثالثة فهم الصامتون وهم الأغلبية في هذا الوطن وهمهم العيش بكرامة وتوفير ابسط مقومات الحياة الكريمة.
وفي المحصلة النهائية نستطيع كمجتمع أردني من أن نرتب الأشياء السياسية المبعثرة والمطروحة للنقاش على أسس منطقية متناغمة وفق قواعد موضوعية محددة، قوامها الولاء للعرش الهاشمي والهوية الأردنية. وان نقر بان الملك عبدالله الثاني حفظة الله صمام أمان لهذا الوطن من شماله إلى جنوبه. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى .
عواد عايد النواصرة- رئيس ملتقى المزرعة الثقافي. الأغوار الجنوبية.
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات