شهداء الوطن الابرار


ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون
كتب: العميد (م) حسن فهد ابوزيد

الشهيد الملازم محمد حمد الحنيطي احد شهداء 1948

الشهيد البطل محمد الحنيطي قدم صورة مماثلة من صور البطولة والفداء عندما ضحى بروحه وحياته رخيصة فداء للوطن ودفاعاً عن ثرى فلسطين مجسداً بذلك نموذجاً حياً في الإيثار والتضحية بأغلى شئ يملكه الإنسان في حياته في سبيل الدفاع عن الحق العربي أينما وجد .
استشهد بطلنا على أرض فلسطين وعلى مقربة من مدينة حيفا في معارك 1948 ملبياً نداء الواجب لينظم إلى غيره من كواكب الشهداء الأبرار الذين سبقوه على طريق الحرية والفداء، نشأ الشهيد البطل في بلدة أبوعلنداالبلده التي احتضنته وترعرع فيها وتعلم في مدارسها، ثمَّ التحق بعد ذالك بركب الجيش العربي الأردني برتبة ضابط ميدان وكان طيلة خدمته العسكرية مثالاً يحتذى للجندي الأردني المنتمي لوطنه ومبادئه العسكرية؛ فشارك في العديد من معارك 48 في فلسطين إلى جانب أشقائه في صفوف الجيش العربي بعد ذلك التحق بقوات المناضلين في حيفا فكان مثالاً للأخلاق العربية الأصيلة ونموذجاً صادقاً للعربي الذي لايعرف لينا" ولا هوادة .
تشكلت لديه خبرة عسكريه قويه في قيادة المعارك وتسلم زمام الأمور فقاد حامية الجيش في حيفا وكان أول ما أثار انتباهه النقص الواضح الملموس بالأسلحة والذخائر فعقد اجتماعاً سرياً مع أفراد قوته والمقاتلين معهم بالإضافة إلى قوة حدود الأردن وخاطبهم آنذاك قائلاً:(يا إخوان..... اليوم يومكم دافعوا عن بلدكم ووطنكم... أنتم المدربون والواحد منكم يساوي عشرين من الآخرين) هذا الخطاب أثار فيهم الحماس فلبوا النداء ووضعوا أنفسهم تحت قيادته، فبادر إلى توزيع قواته وتوزيعها على النقاط الحساسة وأعلن النفير العام وطلب من السكان التزود بالمؤن والوقود استعداداً للمعركة, ثم بدأ بعد ذلك بتقسيم المدينة إلى عشرة قيادات تحت إمرته بمساعدة بعض من زملائه من القادة يذكر منهم سرور برهم مساعده، وجميل باكير، ويوسف الحايك، وإبراهيم عوده وغيرهم.
اتخذ الشهيد من حيفا مقراً لقيادته في مكان يدعى (حمّام الباشا). وخاض هو وعدد من المجاهدين معارك حامية، تمكنوا خلالها من صد هجوم عصابات العدو وقتل العشرات منهم ، وفي 14 آذار من عام 1948 وقعت معركة بقيادته لمدة 18 ساعة عندما تقدمت مجموعة أخرى من عصابات الهاغاناه إلى مواقعهم فتصدى لها الشهيد البطل ومن معه من نشامى الجيش العربي والمناضلين وتمكنوا من دحرهم وتكبيدهم خسائر فادحة، وبعد ذالك اشتدت المعارك في مختلف أحياء حيفا، كان النصر فيها حليف الأبطال وعلى رأسهم شهيدنا البطل محمد الحنيطي، وأخذت الأمور الدفاعية تتحسن بمختلف مناطق حيفا من يوم لآخر فكانوا يستميتون في الدفاع عن أوطانهم رغم قله السلاح والعتاد التي كانت لديهم، وللحصول على الأسلحة ارتأى القائد الحنيطي بأن يذهب إلى بيروت لإحضار الأسلحة والذخائر من الهيئة العربية العليا التي كان مقرها بيروت ، وفي 17 آذار من عام 48 عبرت القافلة المحملة بالذخائر والأسلحة حدود لبنان ولدى وصولها إلى دوار مدينة عكا وبعد مسافة قليلة اعترضت سيارة يهودية أحدى سيارات الشحن المحملة بالأسلحة واصطدمت بها وعلى الفور انهال الرصاص على القافلة ومن فيها، وعلى إثر هذا الكمين استشهد القائد الشهيد البطل الملازم محمد حمد الحنيطي ملاقياً وجه ربه هو ومساعده وعدد آخر من زملاءهم ، مضمخين بدمائهم الزكية أرض فلسطين شهداء بررة لتمتزج دمائهم الزكية وتروي ثرى القدس الطهور.
لينطلق من بعد موكب الشهداء من مشفى الأمين في حيفا إلى الجامع الكبير "جامع الاستقلال" وقد جلّلت النعوش بالأعلام الأردنية تعلوها أكاليل الزهور يتقدمها نعش الفقيد الكبير الشهيد محمد حمد الحنيطي ليوارى جثمانه بعد ذالك في مسقط رأسه في بلدة أبوعلندا بربوع الوطن ليبقى شاهداً على الدور الذي قدمه شهدائنا دفاعاً عن فلسطين العروبة ومقدساتها الإسلامية.
ألف تحية وإكبار وإجلال لكل الذين وهبوا أنفسهم من أجل أن يحيى الآخرين على أرضهم بأمن واستقرار، الخلود لشهدائنا الأبرار شهداء الجيش العربي الباسل حامي الوطن ورافع رايته.
Eml-hassan_abo_zaid@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات