د اشرف الكردي فارس يترجل


الدكتور اشرف الكردي يترجل ابدأ بالقول سبحان من رفع السماء من غير عمد , وسبحان من قهر عباده بالموت والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الهدى والرحمة لقد عرفت الرجل في ثمانينيات القرن الماضي كان الرجل طبيبا بارعا يشار اليه بالبنان في اختصاص امراض الاعصاب وكنت خريجا جديدا يرى الامور كلها من خلال الثورة وفلسطين فعشقنا لفلسطين كان وسيبقى اكبر من عشقنا لانفسنا وكان الرجل قريبا للاخ القائد ابوعمار ولم يكن ابا عمر طبيبا معالجا وبارعا فقط بل كان سياسيا متميزا يعرف خفايا الامور ومناصرا قويا للقضية الفلسطينية والتي كان يعتبرها قضيته كيف لا وهي قضية العرب والمسلمين الاولى بل وقضية احرار العالم, كان الرجل يعشق بغداد ويتحدث عنها بحرارة ,كيف لا وهو احد خريجي جامعاتها العريقة,كان الرجل يحدثني عم معاناة الاكراد وحقوقهم وكان يتحدث عن بطل تحرير القدس المجاهد صلاح الدين الايوبي ويقول متى سيظهر في هذه الامة صلاح الدين من جديد كان الرجل واقعيا وطموحا وكان يميل الى العقلية العسكرية احيانا وعندما اصبح وزيرا للصحة استهجن الامور وكان يقول علينا بالتغيىر وعلينا ان نعطي الشباب حقوقهم ورغم قربنا منه الا اننا اشتبكنا معه كنقابة وكان يقول لن يبتزني احد وعندما اعلنا الاضراب سألني أين انت فقلت له انا مع الاطباء لا اتغيروان موقفنا كنقابة واضح ولا يقبل التأويل وبعد ايام ارسل لي انذارا واضحا صاغه امين عام الوزارة في حينه وبعد ان انتهى الاضراب زرته مع د باسم الدجاني والنقيب الحالي د احمد العرموطي وكنا زملاء في المجلس في ذلك الوقت , وكان وديا جدا وجرى نقاش هادئ وموضوعي وشعرت بالسعادة والدهشة عندما اعلمني انه كان سعيدا بموقفي وان وقوفي مع الاطباء كان القرار السليم الذي يحترمه وقال لو لم تنحاز لصالح الاطباء لاعلنت ان الامر فيه رائحة يرفضها الجميع وعندما جاء موسم الحج عام 1998 سألني ان كنت لا زلت فدائيا كان الجواب نعم والف نعم وكان رده السريع حضر نفسك للذهاب مع حجاج فلسطين عام 1948 وذهبت فعلا مع بعثتنا الطبية وبالتالي كان السبب بعد الله عز وجل في تأديتي لفريضة الحج ,كان المرحوم لا يسكوت عندما يشعر ان الامر يحتاج الى الحديث ولا يتكلم عندما يكون الصمت هو الاولى وهذا فن عظيم لا يجيده الا الكبار, كنا نختلف معه ونتفق ولكن ذلك لم يفسد للود قضية كلن كريم النفس يحرص على من يصاحبه في السفر وكان رجل موقف له من يؤيده ومن يعارضه وكان لا يهرب من معركة او استحقاق ويواجه بصلابة الرجال كان عالما في مجال اختصاصه ومتابعا لكل جديد في امراض العلوم العصبية وكانت اخر زيارة قد حملت شجونا كثيرة حدثني عن اغتيال القائد ابو عمار وشكوكه حول الموضوع وخوف البعض من تبعات القضية ,كان قد حسم امره ان ابو عمار قد اغتيل وهكذا ترجل الفارس والطبيب وفي قلبه حب فلسطين والاردن والعراق وحبه لصلاح الدين اهله , كان يقول لي ان دولة د عبد السلام المجالي يستحق ان يكون قدوة وكنت اقول وادي عربة فيسكتني الرجل ويقول يا ليت قومي يعرفون ولا يوضح ابدا واليوم وقد ودعنا الرجل واصبح في دار الحق فمن حقه علينا ان نتلوا الفاتحة علر روحه وان ندعوا الله عز وجل ان يغفر الله وان يسكنه فسيح جناته وان يجعله ممن يردون على حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم ويشرب من يده الشريفة شربة لا يظمأ بعدها ابدا والصبر والسلوان لعائلة الراحل الكبير والذي يعتبر من القامات الطبية الاردنية عالية المستوى والذي يشار اليها بالبنان والله غالب على امره وانا اليه وانا اليه راجعون

عضو مجلس نقابة الاطباء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات