غفوة نائب


تطالعان بعض وسائل الإعلام وتبث صورا لبعض أصحاب السعادة النواب(النوام) وهم في غفوة أو سبات عميق، وأحيانا يأكلون الفستق والتسالي بأنواعها، والمصيبة الأعظم أن ذلك يتم أثناء جلسات مجلس النواب أي عندما يناقشون هموم وقضايا الوطن، والقوانين والأنظمة والتشريعات. والأعجب من ذلك أننا لا نستطيع أن نفعل تجاه تلك الجريمة أي شيء لماذا؟ لأنهم نواب أصحاب حصانة، وأصحاب سعادة يتسابق لهم الكثيرون لمد الولائم بما لذ وطاب لأنهم نواب، يقدمون الوعود والمواثيق لمن انتخبهم ويتحججون بان مطالبهم قيد الدراسة، وإنها مسالة وقت لاغبر(حط في الخرج).
ولا ندري لماذا يتغير النائب عندما يصل إلى العبدلي ليذهب في سبات عميق بعدما كان مستيقظا أثناء الحملات الانتخابية يوجه الخطابات الرنانة، والوعود المغلظة بان يفعل كذا وان يحقق ما لم يحققه أي إنسان قبلة أو حتى بعده أي انه نائب الأبد. وعندما يصل إلى قبة البرلمان يغط في نوم عميق. وان أفاق يوافق بلا منازع ويصوت بدون تردد. ولا أريد هنا أن اذكر أسماء للسادة أصحاب السعادة والمعالي وما يمنعني من ذلك وجود أسماء في مجلس النواب نكن لها كل الاحترام والتقدير لكنهم قليل. فمتى يصحوا بعض السادة النواب (قبل أن يحل المجلس كما هو متوقع) بدل أن تذهب عليهم كما دخلوا المجلس خرجوا منه مع سبق الإسرار والترصد، ومنهم من شوهد على شاشة التلفاز عندما اقسم اليمين فقط. وبعضهم سيغادر دونما رجعة وكله أمل بان يحصل على الجواز الأبدي والحصانة السرمدية، حتى وان كان قد حصل على لقب نائب إما بالتزوير أو بالشراء أو فزعة عشيرة .
إن الوطن في الوقت الراهن بحاجة إلى كل نائب متيقظ فطن يقدر موقعه والمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه منطقته الانتخابية، وما تحتاجه من أمور لقربه من موقع صنع الفرار، لا أن يبحث عن أمور شخصية ومصالح على حساب من وضعوه في موقعه. وهذا يقود إلى موضوع جديد وهو أن نحسن اختيار النائب القادم دونما تحيز لقرابة أو عشيرة أو نسب. بل معيار الكفاءة والقدرة على إدارة المواقف حتى نحصل على مجلس صاحي ولو بنسبة 70% وهذا جيد، خصوصا وان المرحلة المقبلة من حياة الأردن العزيز قد تكون مرحلة حزبية وحكومات منتخبة أي أن الوزير من مجلس النواب فهي مصيبة إذا نام النائب عندما يكون وزيرا. نوم العوافي لمن نام من أصحاب السعادة الحاليين والسابقين.
حمى الله الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
* رئيس ملتقى المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات