خُدودْ حُمر .. خُطوطْ حُمر ؟


غريب أمر الحراك الجنوبي بينما كانت عمان تخرج كل يوم في ساحة المسجد الحسيني وتوزع عليهم المياه المعدنية والعصير وامام السفارة السورية ( كمن تتحالى بشعر بنت أختها ) يرقصون ضد نظام الاسد ويتغنون بحريتهم كونهم في الاردن يصرخون كما يشاؤون ،كانت الطفيلة هي الوحيدة التي تبكي من غاز مسيل الدموع ، والأن وبعد عام وأكثر من حراك الجنوب تُعتقل الطفيلة لوحدها فقط ويستمر الاعتقال وتكال التهم وتقاس بمقاييس تضع رب العباد بمصاف الرجال من حيث القذف والشتم في العقاب وتزيد، ويتم الاعتقال في عمان على الدوار الرابع تيمناً بالطفيلة وبسبب اعتقالاتها وهي بالتالي الأصل وما حدث في عمان على الرابع هو الفرع .
ومع ذلك تجد من يتطاول على رب العباد يخرج من بين الجموع مبتسما وسعيدا وفاردا جناحيه في الهواء ، أما من يشتم الرجال البشر يقاد الى السجن وتصبح له تهمة وربما تصل للجناية ويعاد مسلسل تفسير الدين كما يريد مفتي السلطان ومقونن التشريعات الدنيوية ، ونعود مرة أخرى للخطوط الحُمر من الهتافات ومن صاحب الصلاحية بتحديد اصابتها بالقلب أو الحوم حوله .
وكما كانت تنصب خيم الفاسدين الأن نصبت خيم المقاولين على الانتماء للوطن ووضعت الخطوط الحمراء في صناديق من ذهب ويطاف عليها كما يطاف عند اذيال الكعبة ، ونعيد السؤال هنا من هو صاحب الحق بوضع الخطوط الحمراء من الزرقاء من الزهرية ومن جميع الوان الطيف ؟ .
والغريب هنا أن مقاولي الاعلام بدأوا في تنفيذ النظام الاعلامي التعبوي الخاص بهكذا موقف وأعطوا أنفسهم الحق بأن يكونوا قضاة وحكام في نفس الوقت ، ونحن لسنا بعيدين عن تصريحات معالي راكان المجالي عندما قال أن على الاعلام الحكومي والشبه حكومي أن يخرج من نظامه التعبوي ويقوم بدوره بالتحليل وطرح الاراء بشكل متوازن وحيادي وبعيدا عن نغمة طبول الحرب والقتال ، ومع ذلك يخرج علينا الكثير من المزاودين على أحقية الانتماء والولاء من عدمهما ونبقى ندور كما يدور الثور في الساقية حول ما هي الخطوط الحمراء ومتى يتم تجاوزها ؟ ، وما هو مفهوم حرية التعبير للفرد في المجتمع ؟ ، وكيف يمكنك كمواطن أن توصل صوتك عندما تستمر لوحدك بالبكاء والصراخ فقط لأنك من الجنوب وليس هناك من مجيب ؟ ولماذا وصلت الامور الى تداخل مفهوم النظام والحكومة للحد الذي أصبحنا كمواطنين لانعرف الخط الفاصل بينهما ؟.
أما عن علاقة الخدود الحُمر بالخطوط الحُمر فالخدود الحُمر تأتي إما بسبب الخجل الذي ربما أصاب او سيصيب الحكومة والنظام من وراء الاعتقالات أونتيجة البكاء من الغاز المسيل للدموع أو الضرب عليها .. والطفايله وحدهم يعرفون سر العلاقة ما بين الخطوط الحُمر والخدود الحُمر ؟



تعليقات القراء

متابع
فعلا خطوط حمر اوخدود حمر حيرتني بس في النهاية احسنت
03-04-2012 09:39 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات