الدوار الرابع


....كثُر الحديث عن أسماء الأماكن ,فأصبحنا نردد أحداث وحراك معان والطفيلة والكرك والسلط ودوار الداخلية وساحة النخيل ووسط البلد والدوار الرابع وسلحوب والمفرق والزرقاء وجرش وساكب وعجلون وقد يطول سرد أسماء الأماكن. والحديث عنها مرتبط ارتباط وثيق بالربيع العربي و الأردن هو جزء منه . فمطالب الحراكات الشعبية مطالب مشروعة لدى كل الأمم ,مطالب إصلاحية متمثلة في إحداث إصلاحات سياسية حقيقية في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية والتي بتحقيق مجموعها سيحدث وكتحصيل حاصل إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ....الخ

وسبب هذه المطالب يعود للتغول على حقوق الشعب ومقدراته الوطنية مثل الفوسفات والممتلكات العامة الأخرى حتى طال التعدي الأخضر واليابس .

الحراكات إبتدأت منذ أكثر من عام وهي تطالب بإصلاحات مشروعة ,وما يتردد على لسانها أنهم لم يرو صرفا ولا عدلا من وجود تلك الوعود ، وما زال هناك عدم حزم في محاربة الفساد و إحداث الأصلاح المنشود . ومن هنا لا بُد من إصلاحات تُرضي الشعب وترفع من قدره وتضع الفاسدين وتحاسبهم وتعيد حقوق الشعب الى كينونتها المفترضة الطبيعية وليس الطارئة .

أحداث الدوار الرابع آلمت قلوب الأردنيين ,من الأستخدام المفرط للقوة ضد الناشطين الأصلاحيين ,الذين تمت مداهمتهم من قبل قوات الدرك وتم تفريقهم بالقوة وإعتقال البعض منهم والأفراج عن البعض الآخر .

هنالك تُهم وجهت لهم من إطالة اللسان والتجمهر غير المشروع وإقلاق الراحة العامة والتحريض على تغيير النظام وهذه تهم تجعل الكل يتسائل لماذا كل هذا ؟

المنطق يقول أن المطالب الحقة للحراكات التي هي من الكلّ الأردني وهي مطالب مشروعة والكل يطالب بها من رأس الدولة الى أدنى القاعده ,والذين ينصحون النظام من مستشارين وغيرهم بالتريث بالإصلاح بزعمهم أن الحراك سيزول مع لعبة طول الوقت هم بالحقيقة لا يحبون النظام ولا يتمنون له الخير ,ولقد نسوا أو تناسوا أن الأردن جزؤ من الكل العربي , وحقيقة أن الحراكات الأردنية المطالبة بالأصلاح لم ترفع شعار إسقاط النظام البته .

وما يصدر عن حراكات الشارع هو حالة عرضية لحالة مرضية ,فمن غير المعقول معالجة العرض وترك المرض ,فالعرض حراكات وربما خروج كلمات هنا وهناك لا دخل للحراكات بها من قريب أو بعيد ولكن المجتمع الأردني به أكثر من 6 مليون مواطن فمن غير المعقول أن يتم وضع قفل على فم كل واحدً منهم ,فالعلاج المقدم بوصفات غير وطنية ولا مؤهلة للتعامل مع هكذا حالة قد يتسبب بحالة لا يحمد عقباها ثم نقول لو كنا فعلنا كذا وكذا .

الوضع الآن يستدعي الأفراج عن معتقلي الحراكات كلها , حراك جرش الناشط المهندس باسل الرواشده والمحامي عماد العياصرة والأستاذ صابر الرفاعي وغيرهم وأحرار الطفيلة الأبية وعدم إستغفال و إستعمال العنف مع هذا الشعب الحر الأبي .
rramadneh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات