المعارضة الإسلامية إلى متى تعارض الأقوال؟!


عقدت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة في مقر جبهة العمل الإسلامي، مؤتمراً صحفياً، وها هو الروتين الخاص بهم شخصياً يعود مجدداً، ففي كل مسيرة وفي كل تصريح لهذا الحزب، نستمع لروتين مُبهم ومُناقض لما تدعو له أهداف حزبهم، فهم تارةً نراهم في الشرق وتارة أخرى في الغرب، مفردات معادلاتهم التي تُصاغ مدتها أسبوع لا أكثر، أوجدت تحركاتهم حيرة لدى الشعب ما بين مؤيد لأقوالهم المنافية لأفعالهم ،وما بين الصحوة من البعض لهم ولأهدافهم الغير معلنة ، خلال مناقشتي للعديد من الأشخاص تحدثوا جميعاً عن قوة الحزب التي لا أنكر وجودها ،وعن وجود أيدي له في كل مكان وهم يشكلون الغالبية، أنا لا أنكر لأن التستر بستار الدين الذي لا يعرف إلا الثوابت بعيداً متغيرات السياسة ،سَيُسْهم بحد كبير إلى وجود آتلاف شعبي كبير حتى لو كان الحزب حديث النشأة فكيف إذا كان مخضرم وقديم بعض الشيء وصاحب امتدادات!.

الإصلاح السياسي :- تحدّث الأمين العام للحزب السيد حمزة منصور،عن الإصلاح السياسي بلسان الشعب بدايةً من هو حتى يتحدث بلسان الأردنين جميعاً ثانياً من خوله لذلك ؟! وهل كل الشعب مؤيد لحزبه ولشخصه الكريم حتى يتحدث بلسانهم ؟! ، منذ انطلاق الحراك الشعبي الذي لا أنكر دوره الفاعل في تحريك سكون أمان الفساد،ونحن نعيش مع معادلات معقدة المفاهيم تحتاج لخطة عمل مطولة، أي نعم أننا بحاجة لتحرك متناغم والضرب بيد من حديد للتخلص من الفساد ومحقه، لكن نحتاج لمنح فرصة مراقبة للحكومه فالبارحة زرعنا الشجرة (الحراك السياسي) واليوم تحتاج هذه الشجرة للعناية (فرصة مع مراقبة للحكومة والنواب) وغداً سنحصد حصاداً وفيرا (ثمرة الإصلاح ونحن نحدد سلبية وإيجابية ذلك) إذا ما كانت العناية عناية حثيثة لكن ليس كل يوم زراعة !!

حيث ما زال الشارع الأردني يعاني من ضعف في إدراك مفهوم منح الفرصه المُراقِبَه للحكومه، فمع قُدوم الحكومة لم تأتي بجديد نظراً لنشغالها بالمسيره الفلانية والإعتصام الفلاني والمشاجره الفلانية، أمر بحاجه إلى تجاوز جاد من قبل الهيئات المحرضة لذالك الامر وحسم موقفها، فالأحداث التي تثيرها س من الأحزاب وغيرها من الأحزاب التي لا أريد التعقيب على إسمها ،ما هي إلا طريق للفتنه التي أخشاها قبل الفساد ، وهي التي تدعو للحذر منها وتجنب السقوط بدوامتها، وهي اليد الخفية المحركة لذلك الفعل المسيء للقيم والمبادئ الأردنية، ورسالة الدين الإسلامي السمحة.

الديمقراطية الستار المكشوف دائماً واللعبة الخفية :- في كل مؤتمر صحفي يُعقد يزدل الستار عن الديقراطية وقانون الحريات الحزبية والنقابية ، في الوقت الحاضر نعيش مشكلة كبرى هي صياغة معاني المفردات كما تهوى المصالح الشخصية أمام العامة ،فالديمقرطية ليست أن أهاجم بل على العكس وأبدأ بالتجريح بأشخاص هم أهل للديمقراطية فمقولتي الخاصة وقاعدتي العامة تنص على أن : الديمقراطية إن كان مفهومها أن أهاجم دولتي التي رعتني ورعت نشأتي واحتضتني بأمنها الوطني الشامل بمختلف أشكاله فأنا أول مؤيد للنظام الإقطاعي ، فالديمقراطية هي حرية التعبير عن الرأي ضمن حدود لا يجوز تجاوزها مهما على شأن ذاك الأمر، هي تقديم النقد البناء والحل الجذري للمشكلة قبل طرح المشكلة نفسها وليس كما تتعامل المعارضة مع هذا المفهوم ! . 

الأجهزة الأمنية هم السد المنيع :- تعتبر الأجهزة الأمنية في الأردن الجدار المنيع والمدرسة النموذجية والنجمة المضيئة في السماء، كيف تهاجم يا شيخ حمزه هذه الأجهزة التي قد لا تعرف وأنا أجزم أنك لا تدرك مدى صعوبات عملهم؟! فمن ينكر دور و توجيهات الملك عبدالله الثاني الداعم الأول للإصلاح الجاد ودوره في توجيه الأجهزة الأمنية لاحتضان المسيرات والحفاظ على الأرواح والممتلكات ،رأينا مصر وسوريا وتونس وغيرها وكيف تعاملت أجهزتها الأمنية مع حراكهم أظن أن العلامات الفارقة كثيرة جداً لذا فإن الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها ضمن محددات الدستور فالأمن العام والدرك والدفاع المدني والمخابرات العامة هم سياج الوطن وسيبقوا كذلك نشامى لهم صولات وجولات بالحق ولا يُقَيّدْ عملهم ويحكمه إلا دستور ناظم مُحَدّدْ لواجباتهم المناطة بهم وسؤال بسيط موجه للمعارضة من يتدخل في حال حدوث اضطراب بسيط تحركه أيدي خارجية (لا قدر الله )في الأردن أنت أم دائرة المخابرات العامة والأجهزة الأمنية؟! الإجابة للمعارضة . 

مكافحة فساد غائبة بهفوة المعارضة :- تطالب المعارضة دوماً وكما جاء على لسان أحد ممثليها بالكشف عن ملفات الفساد التي لم تفسد بفعل قانون وإنما فسدت بفعل تنفيذ لآليات القوانين ،بالله عليكم كيف تفتح الملفات وأنتم تعرقلون سير العملية الإصلاحية بمسيراتكم وتحركاتكم الدائمة؟ التي تهدم مصلحة الوطن أتدركون كم من الدنانير التي تنفق في سبيل إحتضان مسيراتكم ؟! وكم من التخطيط الذي يشغل الحكومه عن عملها المؤسسي الذي تطالبون بوجوده لحتضان حراككم ، مع هذا الحراك الغير منظم ترفعون عنوان أسمى (إستفادة فاسد أمام هفوة معارضة قبل الشعب) بمعادلة بسيطة وغير معقدة ليسهل فهمها كالآتي :- مجرد تحريك س من سيارات الدولة إلى موقع الحراك تحتاج لوقود مسجل عبر فواتير خاصة تُصاغ من قبل فاسد يبيع الدوله لتر البنزين بما (يتحقق مع مكاسبه) هفوة وحنكة فاسد غير مبررة والحقيقة ليست حنكة وإنما منح فرصة منا حتى يستفيد على حسابي وحسابك الشخصي إذن من يخطط لذلك فهو فاسد نظرياً قبل الفاسد فعلياً! وعندما يأتي ويذكر الفساد نذكر له المثل الذي ينص (عذر أقبح من ذنب ) !! .

عنف مجتمعي مصتنع :- يسود في مجتمعنا الأردني الأصيل صاحب الوحدة الوطنية ظاهرة العنف التي اتسع نطاقها كثيراً في جامعاتنا ومدارسنا ومؤسساتنا المختلفة والسبب في ذلك وجود التفرقة المجتمعية فمجرد إضافة النكهة السياسية كلمة (المعارضة) لقاموس المجتمع فهي تبني المجتمع على صفين يُوْجِدْ فجوة بينهما تقود لعنف مجتمعي ، يصف اسم الحزب نفسه (بالإسلامي) أين موقفكم من ذلك؟ أين رسالتكم الإسلامية التي تشددون عليها؟ وتؤكدون بوجودها ضمن أهدافكم وأقوالكم تناقض واضح للقاسي والداني ، فالدور السياسي لكم كصناع لقرار الغالبية العظمى من الشعب يجب ألّا يطغى على دوركم الإنساني والإسلامي والتربوي وكما يؤكد البعض على هيمنتكم على الساحه المحلية مع أني أخالف ذلك في التقليل والحد من هذه الظاهرة ما أريد أن أقدمه للمعارضة الإسلامية كهدية بسيطة مرآة لتنظر بها على مُنافاة وتضارب أهدافهم ورسالتهم لتطبيقهم لما تدعو له تلك الأهداف فلا أظن أن الإسلام يدعو لنشر الفتنة التي تقدم لنا حرباً أهلية يا معارضه لا قدر الله كما في سوريا ومصر وليبيا نحن لسنا بحاجة لتجربتهم فنحن نملك دولة تملك ملكاً فهم نبض الشارع حمى الله الأردن ملكاً وشعباً من كل مكروه.

دائماً أنتم في الموقع :- أؤكد على وجود الإسلامين في جميع المواقع رأيناهم في الحياة الحزبية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها اختتمت بنقابة المعلمين التي تحصّلوا بها على أغلبية في التصويت ولكن الحنكة في إعادة الثقة لصورتهم المزعزعه في نظر الشعب تمثلت بمشاركتهم بأهداف غير معلنه في مسيرة القدس المليونيه التي جرت يوم الجمعة الموافق 30-3-2012 فالربيع العربي انطلق بعد إيمان شعبي بضرورة وجود نهضة إصلاحية وروح إصلاح حقيقية والوضع الراهن الذي نعيش عواصفه يحتاج لبعد نظر للمستقبل القريب البعيد لصورة المنطقة فالدول العظمى تتحاور مع الإسلامين الذي ينكرون ذلك والإسلامين يرفضون التحاور مع الحكومة أي مصلحة وطن تلك؟!

فأنا أدعو المعارضة لإعادة النظر بآلية تطبيق أهدافهم والبعد عن المكر وكسب أغلبية شعبية بتقديم حقيقي لصورة الإسلام المشرقة والغير مُصتنعه وأدعو الشعب لضرورة وجود وعي قومي ونظرة مستقبلية حتى لا نقع بعواصف سياسية لا تحمد عقباها وآزمات دولية نحن بغنى عنها وكما يقول المثل الشعبي (الباب يلي بيجي منو ريح سِدّو وإستريح) .



تعليقات القراء

يا عمو
قبل ان تتكلم في السياسة يا عمو وتنتقد حزب عمره اكبر من عمرك انت ووالدك ..اعرف ان من يتكلم باسم الحزب يطرح رؤى الحزب .. فعيب ان تقول من هو حتى يتكلم باسم الشعب !!
02-04-2012 06:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات