الحراك الشعبي وتصحيح المسار


منذ بدايته التي كانت قبل اكثر من عام كان الحراك الشبابي سباقا وخلاقا في كل اطروحاته ورؤيته المستقبلية من حيث المطالبة بالاصلاحات الدستورية ومكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين وكان له تاثيره في الشارع والرأي العام وصانعي القرار ايضا .

والاحزاب السياسية في تلك المرحلة كانت على مسافة بعيدة من الحراك ومطالبه وتأثيره وقد حاولت جاهدة اللحاق بمطالب الحراك وسقوفه بما يتوأم مع مصالحها واهدافها حتى تحقق لها ما كانت تصبو اليه ثم ما لبثت ان هجمت على الحراك الشبابي لتختطفه واكبر دليل على ذلك الاعلام الحزبية المختلفة التي ترفع وكأنها ليست مسيرة اصلاحية بل استعراض للقوة ما بين الاحزاب .
لقد مر الحراك الشبابي بالعديد من المراحل والتطورات ولكنه انتكس في مرحلتيين مفصليتين من مراحله اولاهما عندما عجز عن ايجاد مركزية في قراراته او مرجعية موحدة امام الجهات الاخرى لتكون ممثلة له او معبرة عن ارائه فيما يستجد من معطيات على المشهد السياسي ويعزى هذا العجز الى اختلاف الرؤى السياسية ما بين الحراكات او الاختراقات ما بين صفوفها .

وقد ادى هذا العجز الى غياب الحراك الشبابي عن دوائر صنع القرار ومناقشته فيما يخص الاصلاحات الدستورية من قانون انتخاب او محكمة دستورية او ما شابه وقد سلم كل انجازات بالمرحلة السابقة الى الاحزاب السياسية التي تطرح رؤى ومواقف تتلائم مع رغبتها وحجمها
اضف الى ذلك هرولة فعاليات شعبية من الممكن انهم كانوا يناصبوا الحراك الشبابي العداء لتاسيس احزاب سياسية تحضيرا لمرحلة الانتخابات(16 حزب سياسي تحت التاسيس اضف اليها حزبا رخص الشهر المنصرم تحت مسمى حزب الاصلاح لاحظ التسمية حتى الاسم مستمد من الحراك الشبابي)
اماالانتكاسة الثانية فهي الدخول في زواريب المطالبات المناطقية التي اعطت دافعا للجهات الامنية ان تقمع وتعتقل حسب معطيات ودوافع غير واضحة ومسميات مختلفةبل ومسوقة اجتماعيا حتى اصبحنا في بازار لتلفيق التهم واختيار اسمائها .

ومما ادى الى انحراف بوصلة الحراك الشبابي وتشتيت تركيزه وتقزيم اولوياته ومطالباته من اصلاحات شاملة ومحاسبة فاسدين الى افراج عن معتقليين
واذا استبقنا الزمن لعام واحد فقط و توقعنا ما سيكون الحال عليه فانه مشابها لشباب الثورة المصرية الذين جلبوا الحرية بدمائهم ومن ثم ينال ثمارهامجموعات اخرى قد تكون معادية لهم او يكون شباب الحراك مجموعة من المعتقلين السياسيين لاي سبب كان او استفزاز لا تحمد عقباه في حين تتقاسم الاحزاب السياسية التشكيلة الحكومية المنبثقة عن الانتخابات البرلمانية المشكلة ولا استبعد ان يكون وزير الداخلية المقبل الذي سيامر باعتقال الحراكيين احد الحزبيين الذي كان بعيدا عن ادنى سقوف مطالبات الاصلاح
فالحراك الشبابي مطالب برؤية مستقبلية واضحة وهادفة حتى يتفاعل ويشارك بالتغيير المرتقب او على الاقل ان لا تنتقل اخبار الحراك الشبابي من الصفحات السياسية الى صفحة الحوادث
ام هل سيستمر النهج الذي تولد نتيجة الانتكاسات حتى يصبح الحراك كحصان طروادة وسيلة لعبور الاسوار قبل النصر ومن ثم وسيلة للتدفئة بعد النصر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات