خواطرعلى بوابة القدس وهمسة في أذن عمر وصلاح


رحلنا في مساكننا يا قدس غير أنك مازلت تسكنينا.... شربنا من كل الينابيع ماءً زلالاً، لكننا من غير نبعك ما ارتوينا ..
نشتاقك يا أميرة المدائن دون أن نراك، فكأنا ولدنا من رحمك أبناءً ننجذب لك مهما طان البعد، ونحبك حتى صار الحب كمداً، فما يكون لنا دونك عشق أو هوى ... ويأخذنا السهد حتى نكاد نذبل في مراقدنا نبحث عن الوصل في حلم ورؤيا تجمعنا بطهرك.
القدس، تلك التي عرفها الزمان مدينة تطل على السماء فتطاولها، وتنحني لها السماء كلما اشتاقت أن تشم رائحة نبي مر عبرها أو رحل إليها ....أو مسك شهيد ارتفع على أرضها ....
القدس تلك التي سقتها الأيام ضوء الشمس فاختزنته نوراً يضيء وينتشر في كل أرجاء الأرض قداسة وطهراً وبراءة ..
اليوم هو يوم الأرض ، واليوم هو عرس القدس ... فعلى أرض عمان المباركة تتجمع وفود من كل المعمورة تعلن رفضها للصمت وتعلن أنها لن تتخلى عن مسرى نبينا العظيم.
اليوم تزحف القلوب تسبق الأقدام لتعلن حكاية عشق أبدية لبقعة هي الأطهر وهي الأكثر قداسة في عالم مليء بالرجس والظلم.
ستزحف الجموع ليراها حتى العمي وتراها الدولة البغيضة "إسرائيل" وتعلم أن الأمة اجتمعت على محبة تلك الأرض وارتضت أن تدفع الغالي والرخيص ثمناً لتحريرها.
هذه الزحوف هي من بقايا زحوف عمر و ابن الجراح، وهي من بقايا أجناد صلاح الدين ...
اسمح لي يا سيد الرجال، يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهمس في أذنك وأتذكر ما كنت عليه من عز وفخار ..
ايه يا عمر ...كم كنتَ عظيماً بثوبك المرقع ورجليك اللتين غاصتا في الطين وأنت تتسلم مفاتيح بيت المقدس وتوقع العهدة العمرية مع صفرونيوس ..!!! كنت عظيماً بحق العظمة رغم أن كساءك كان قد امتلأ بالرقاع.... ذاك الثوب يا عمر أطهر وأكثر ثقلاً عند الله من كل ما ارتداه زعماء الخنوع في عالمنا العربي اليوم ...
سبعة عشر رقعة يا سيد القادة كانت دليل حقك في القدس ... عدّها "صفرونيوس" فكانت في عينيه سبعة عشر دليل على أمان القدس وأهلها...
ايه يا عمر ... من أين لنا بمثلك اليوم؟ من أين لنا برجل يقود الجمل بخادمه فتنقاد له قيادات ورجال أشداء وتفتح له الحصون؟
اليوم يا عمر اختلفت أحوالنا، ففي كل قصر من قصور حكامنا آلاف الخدم والحشم وكلاب المتعة والحراسة ...
لم نسمع بزوجتك يا عمر "السيدة الأولى"، ولم تشتكي أنك ظلمتها وتركتها في "المطبخ" ولم تجلسها إلى جانبك، لكننا نرى ونسمع أن "الطرابلسيات" وما أكثرهن اليوم يجلسن على أريكة الحكم ويكثرن من الجواري والذهب والكلاب والقطط المدللة ... ألهذا ذلت شعوبنا ؟
لم نقرأ أبداً أنك امتلكت طائرة قصراً وحساباً بنكياً بمليارات الدولارت... بينما أصحاب الجلالة والفخامة يمتلكون كل هذا وشعوبهم تنافس القطط والكلاب على مخلفات المقتدرين في "حاويات القمامة" ليأكلوا ويبيتوا ليلتهم، أيكون هذا هو أيضاً سبب اندحارنا اليوم يا ابن الخطاب؟
يا صاحب الثوب المرقع عد إلينا وسنرقع ثيابنا مثلك إن كانت تأتينا بالعزة والنصر ...
أما أنت يا بطل حطين ... فما كنت أقل من ابن الخطاب ... سرت على خطاه حتى وصلت القدس محرراً ...
رحلت عن الدنيا ولم تمتلك أكثر من ثوبك الذي تغبر في معارك التحرير وكانت وصيتك " ذرّوا هذا الغبار على قبري عله يشهد لي عند ربي" ... اللهم ونحن نشهد بما علمنا لهذا القائد العظيم ولا نتألى عليك ...
يا صلاح الدين الكردي، قل لحكامنا أن العزة في حد السيف وليست بالقصور الفارهة ....
أخبرهم كيف جمعتَ كل قيادات الصليبيين أسرى وكيف بددت جموعهم، إذ تنقاد كل التيجان العربية اليوم لحضرة الشراذم من زعماء الأرض الذين نهبوا مقدرات أمتنا وامتهنوا عزتها وكرامتها ....
أتعلم يا ابن أيوب أننا ندفع الجزية اليوم ؟ ولو أراد أحدهم أن يأخذ من حرائرنا ما شاء لمتعته لما وجد حد سيف يوقفه ويوقف نزف الشرف في أوطاننا؟!!!
اتدري أن أطفال أمتنا يقتلون كالذباب على أيدي أحفاد الطفل الذي لحقت بأمه في معسكر أعدائك لتسمله لها بيدك الطاهرة وتنقذ حياته وتشفي لهفة أمه الفاقدة ؟
لا يا سيدي .. وعلى أيدي قادتنا أيضاً ممن يدعون الصمود ....
هذا هو حالنا يا صلاح الدين ... وهذا ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد في زمن زعامات كرتونية وزمن الطرابلسيات.
اليوم مسيرة القدس الأبية ... هنيئاً لك يا قدس، لكن متى نرى زحوف التحرير الصلاحية تجتاز النهر لنصلي في الأقصى؟
اللهم اجعل هذه الزحوف مقدمة زحفنا العظيم لتحرير أقصانا وتحرير الإنسان على ثرى القدس الطهور.



تعليقات القراء

وفاء خصاونة
اجمل ما قرأت النصر قادم باذن الله وستحرر القدس على ايدي حفدة صلاح الدين وتشرق الشمس من جديد في سماء الاقصى وأسأل الله ان نصلي سويا في باحة الاقصى الشريف والشكر الموصول للكاتب المخضرم على المواضيع الرائعة.دمت ودام قلمك
30-03-2012 05:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات