شلة زعران .. ؟


في ليلة لم يكن بها ضوء قمر وبعد يوم ماطر إمتلأت السماء بالبرق والرعد وأنزلت حبات البرد إجتمع مجموعة من الزعران في غابة من اشجار النخيل حول مادئة ضمت ما لذ وطاب من أطايب الطعام والمشروب ، وطاف عليهم ولدان وصبايا يقدمون لهم ما يلزم الجلسة من طقوس ورافقتهم موسيقى هادئة مع مئات من لمبات الإنارة بكل الالوان .
وكان الهدف من هذه الجمعة الغير رحمانية الخروج بأكبر قدر ممكن من المنافع لهم من خلال وجودهم كزعران في الوطن ، وتعددت وجهات النظر من حيث الطرق الأفضل والأقصر والتي تحقق أكبر مكاسب لهم وكان هناك إقتراح أجمع عليه الجميع تمثل بالسير على قاعدة أمنية قديمة حققت منافع كثيرة ونتائج على أرض الواقع وهي أن يقوم هؤلاء الزعران بعرض خدماتهم على السلطة التنفيذية من باب التعاون المثمر لكلا الطرفين ، فهم كزعران يعلمون من أين تؤكل كتف الزعرنة ومن هم أكثر زعران البلد خطورة ، وما هي الطرق المثلى التي يمارسها الزعران في فرض الخاوات والاتاوات وهم بذلك يمارسون مهنتم وبمباركة شرعية من قبل السطة صاحبة الولاية على الأمور التنفيذية .
وبعد أن أجمع جميع الزعران على هذا الاقتراح بداؤ بوضع الخطة التنفيذية للوصول لهذا الهدف ، وكانت أول مراحل هذه الخطة أن يفتحوا كل ما لديهم من ملفات وحكايات وقصص عن فساد السلطة التنفيذية وبدون رحمة وأن يعيثوا في الارض فساد ويرفعوا من سقف عنفهم ومكاسبهم كي تصل البلد لحالة من عدم الهدوء ويعيش الناس بخوف من تغلوهم على هذا الشعب ، وتتمثل الخطوة الثانية بإغلاق كل ابواب الحوار مع الجهات ذات العلاقة لفترة زمنية تكفي كي تقوم تلك الجهات بالطلب منهم أن يجلسوا معا على طاولة الحوار للوصول إلى حل يرضيهم كزعران ولايشترط أن يرضي الشعب .
ووضعت الخطة بكامل عناصرها ووزعت الادوار بين جميع الزعران وأعطي كل أزعر ما يتناسب مع شخصيته ومعرفة الناس له ، فالازعر الذي يمارس البلطجة والصوت العالي وكل بمهمة الصراخ على كل شيء حتى الهواء والازعر الذي يستخدم طريقة الخديعة من خلال لسانه الحلو وضع في المكان المناب وكذلك الأزعر الذي كان يحب معارضة الزعران من أجل المعارضة بقي في موقعه وأوكل بأن يطلق كافة الصفات والشتائم على هؤلاء الزعران ، وهو في النهاية أزعر منهم وفيهم .
وفي ختام حفلة العشاء في غابة اشجار النخيل أبرق مخطط المرحلة لمن لم يحضر من الزعران وأخذت موافقتهم على ما تم الاتفاق عليه ، وختم الاجتماع بقسم يقول ..نقسم نحن الزعران بأننا لن نبقى ولانذر من خيرات هذا البلد شيء ، وأننا معا يد واحدة على الشر والشر ولا شيء غير الشر وأن الخير بالنسبة لنا هو ما يدخل جيوبنا من أتاوات ومنافع .. والشيطان على ما نقول شهيد ؟.
وفي نهاية هذا الحدث يقصد بكلمة أزعر باللغة وكما جاء بمعجم المعاني هو الرجل قليل الشعر ( ولافرق بين الشعر والشعور والاحساس) أو المكان القليل النبات ، والكلب مقطوع الذنب أو لص خاطف .. والله من وراء القصد ؟



تعليقات القراء

متابع
صح لسانك
29-03-2012 07:54 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات