عشتار الهاربة


ما زالت عشتار تسافر في انحناءات الضمير، وتعتلى سفوح العقوق والوحدة، وتقيم خيمتها على مفترق الطرق، وتستدق النظر علها تحاور من يستنطق شفتاها ولو بسؤال عقيم، من يا ترى اخترع الحقيقة ونخب عشتار؟ فأصبحت لحنا تغنيه القفار، وعلى أنغام حاضره تتمايل الصبايا مع كل من تسلحوا بالفكر المستعار وأضاءوا الطريق بمشاعل الغربة، وأعادوا مجد عشتار، فأصبحت تتعبد بشجية القوافي، وتتفرد بعشق عشتار.
أفكار خرجت من رحم التاريخ الهارب من أصابع الزمن، لتظهر في سنابل الحقول المنسية أو في عقول من استعظموها بساحات أللا حدود. وعلها الفطنة ما اكتشفت خبايا سطور هذا الزمن، لتستحلف الأسفار و تستنطق المساحات الهاربة، مذهلة عصور من خباياها، تسافر إلى عتمة الضمائر المستعصية عن التعديل. إنها عشتار في جبروتها المخلوق بأيدي صغيرة، لا تقاربها عتمت العصور الغابرة، واجتياح المسافات. من يا ترى أبدع خصر عشتار وألقاه عشقا في قلب تموز، والبس الحقيقة والخرافة ثوب الأساطير البالية في هذا الزمن. ومن انطقها لتقول بكل اكتمالي أتجلى وأعطي النبوءات للبشر، أنا اينانا معذبة تموز،إلهة الحب والجمال، أخي أوتو، إله الشمس فنسبي أصيل أصيل، فبقيت عشتار خالدة في أذهان الخرافة، ووشما من تراتيل الذاكرة المنسية، لتقامر على ضفاف الزمن طمعا بمغنم الخلود.
من يا ترى أوقد الشمعة الأولى لميلاد عشتار، وأقنعها بطلب الفصول الأربعة، لتصهل في عنان الركب وأدراج الرياح نقشا قرمزيا في عيون تموز الحالمة بالعشق والأزلية. فهيهات المحال بان يكون يا تموز، فارشكجال ما زالت تغار أن تدخل عشتار إلى الجحيم، و ما زال الركبان يتقربون منها طمعا بالخصب والربيع، فما نضجت عقولهم بعد من الخرافة السرمدية، وما زال تموز يحلم بغناء عشتار الجديدة في كل مساء. أحقيقة هي أم خيال ما نراه من تمايل بمعبد عشتار. من هم يا ترى ومن أين جاءوا؟ ولماذا أعادوا مجد عشتار؟ ولماذا نجحوا في إباحة ألا مباح بالدرهم والدينار، غريبون عن أشعارنا إنهم عباد عشتار.
. رئيس ملتقى غور المزرعة الثقافي

awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات