الفجوة المجتمعية في الأردن


لقد بات من الضروري أن نفكر طويلا في مشكلة الفجوة المجتمعية في الأردن لما لها من تأثير واضح على اندماج المجتمع الأردني وسيادة سياسة التوافق الثقافي والتاريخي بين مختلف شرائح السكان. ولا يأتي ذلك إلا من خلال الاطلاع على الحاجات المجتمعية والدراسات المعمقة لميول ورغبات السكان، والتخلص من سياسة التفريق بين الناس واعتماد معايير عدة للتعامل معهم، وعدم التعامل مع الناس المتنفذة بأسلوب المحاباة وتوليتهم المناصب العامة، وحرمان غيرهم من أرباب الكفاءة والتميز.
لقد خلقت تلك الحالة فجوة مجتمعية في الأردني تسببت بإيجاد تحولات غير مسبوقة في الشارع الأردني وسرعة تأثره بالأحداث التي تجري في الدول المجاورة، إضافة إلى المزيد من التحديات التراكمية والتي أهملتها معظم الحكومات المتعاقبة على الأردن، ولا يخفى على احد أن تلك الوضعية أوجدت أنماطا متباينة بين شرائح المجتمع الأردني والمزيد من الطبقية المنفرة والعنف المجتمعي، وفي حال استمرار عجز الحكومات عن تقديم العلاج الضروري لهذه الحالة سوف تتفاقم الأمور بشكل قد يضر بأمن البلد واستقراره داخليا. ولعبور تلك الفجوة والتخلص منها يجب علينا تبني سياسة فكرية تتناسب وثقافة المجتمع الأردني بحيث نصبح مجتمعا منتجا لثقافة وأنظمة سياسية تتناسب مع طبيعة الأفراد وأصولهم وميولهم السياسية. بالإضافة إلى ذلك ينبغي على الدولة توفير العدالة في توزيع المكتسبات بين الناس وعدم حصرها بين فئة بعينها وحرمان الباقي منها. ناهيك عن توفير الأمن الغذائي والحاجات الإنسانية حسب المستوى الحضاري والمعايير الدولية وبذلك تكون الدولة قد حصنت السكان داخليا وخارجياً. فأفضل طريقة لقياس التقدم في هذا المجال هو المقارنة ما بين القديم والحديث، والوقوف على نقاط القوة والضعف واستلهام العبر والدروس المستفادة، وتسهم هذه الطريقة في اكتشاف المزيد من المشكلات الأعمق والتي حلها يتناسب مع الواقع الاجتماعي الأردني. فمن الأهداف الأساسية لأي حكومة أن تعمل على خلق الغنى الروحي والمادي لدي الموطن بمعنى أخر العمل على تحقيق العدل الاجتماعي والحرية الأساسية وان يسود القانون على الجميع .فالنهوض بمستوى العدل الاجتماعي الأردني وردم الفجوة المجتمعية يتطلب مشاركة أهلية أيضا إلى جانب الحكومة ومن كافة القطاعات الشعبية وعلى اختلاف مستوياتهم لان المجتمع اعرف بعاداته وتقاليده وبالتالي ما يناسبه من تطور وخطط علاجية، مما يؤدي إلى عدم تراجع الأمر واتساع الهوة الثقافية وترسيخ ثوابت المجتمع.
حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.
رئيس ملتقى المزرعة الثقافي
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات