تحصيل حاصل .. ؟


بعيدا عن كل الدموع التي ذرفت والضحكات التي خرجت من الحناجر ومقابلات الفضائيات أو مقالات الصحف والمواقع الأردنية الاخبارية ، بعيدا عن كل ذلك أجد أن ماحدث في مجلس النواب يوم الاربعاء هو تحصيل حاصل ولاشيء جديد على الساحة السياسية في الأردن ، وعلى مستوى الحراك الشعبي في الشارع الأردني يوم الجمعة التي تبعت الدموع والضحكات ومهما إرتفعت سقوف الشعارات أو المطالب نجد أن الصمت مطبق في مطبخ القرار السياسي الأردني وكأن ما يدور في الوطن ليس من شأنه وإنما مهاترات مواطنية تنتهي بإنتهاء اليوم ، وكولسات سياسية تبقي يده ممكسة بالعصا في المنتصف وليس من حق أحد أن يتمادى ويأخذها لجهته .
لأن هذا المطبخ إستطاع أن يضمن حصته من الاصوات في الوطن وهي حصة تبقيه بعيدا عن أية مسائلة شعبية ويكتفي هو بأن يصرح بين الحين والأخر أنه صاحب سقف مطالبات أعلى من مطالبات الشارع وهو صاحب المبادرة في التغيير والاتجاه نحو دمقرطة الحياة السياسية في الوطن ، وهنا نسأل لماذا كل هذا الصمت عن ما حدث يوم الاربعاء تحت قبة المجلس ؟ ، وجميعنا يعرف أن الحل أو عدم الحل بيد هذا المطبخ السياسي وليس بيد أحد أخر .
وعند الحديث عن علاقة الارتباط الوثيقة ما بين هذا المطبخ والشارع الأردني نجدها علاقة قائمة على صفة الاحتفالية ويرافقها أدوات إعلامية تحسن إخراج الطبخة بأفضل أشكالها الدعائية وتمتلء الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية بالصور وسعيد الحظ من تقترن صورته مع صورة المطبخ السياسي حول الطبخة تكون بالنهاية طبخة بدون طعم ، لأنها لاتغني ولاتسمن من جوع المواطن للحل الملموس على أرض الواقع ويكفي أن يغادر المطبخ السياسي للشارع لتعود الأمور لما كانت عليه بل نجد أصحاب القرار يجدون لأنفسهم الحجة والمبرر بأنهم سيعملون على تحقيق ما طرحة المطبخ السياسي من مطالبات لصالح الشارع إن طال الزمن أو قصر.
من كل ما سبق هل هي حالة من الإنفصام السياسي يعيشها المطبخ السياسي في البلد في علاقته مع السلطة التنفيذية والتشريعية ؟ أم محاولة لإيهام الشارع أن هاتين السلطتين قادرتين على إخراج البلد من أزمته التشريعية والاقتصادية والاجتماعية ولكن علينا أن ندعهما يعملان ونحكم على النتائج في النهاية ؟ ، ولكن يبدو أن المطبخ السياسي في البلد قد نسي أن هذه الطريقة قد مورست من قبل ولعقود من الزمن وكانت النتيجة ضياع زمن الشعب بدون إصلاح وبقاء هذه الحالة من الإنفصام السياسي قائمة .
ويبقى السؤال مطروح هنا هل فعلا لاصوت يعولوا فوق صوت هذا المطبخ السياسي في البلد ؟ ، وبالتالي على الجميع أن يمارس الصمت المقدس عند خروج هذا الصوت وإذا حاول أحدهم أن يخرج صوته في لحظات القدسية تلك ستنهال عليه كل لعنات الشعب والأرض لأنه يعتبر خارج عن إجماع الصمت المقدس وبالتالي عليه أن يغرد خارج قاعات الوطن كما يشاء وبكل ما أوتي من قوة ، وأن لايفسد هذه اللحظات المقدسة .
إن ما حدث في البلد يوم الاربعاء الماضي وماتبعه من حراك في الشارع يوم الجمعة لايمثل لهذا المطبخ السياسي شيء فهو مجرد تغريدات خارج قاعة الاستماع المقدس وبالتالي الصمت المقدس المطلوب ممارسته من الجميع لأنه في النهاية هناك كلمة واحدة ستخرج من جميع الحناجر تقول أن هذا المطبخ يريد ولكن الله يفعل ما يريد ، وبالتالي علينا أن لا نتطاول على إرادة الله ونطالب هذا المطبخ السياسي بأكثر مما يريد .. وتختم الجلسة بكلمة أمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات