رسالة الأغوار الجنوبية


لقد تم كتابة العديد من المقالات عن لواء الأغوار الجنوبية والواقع المرير الذي لا يخفى على احد. لكن لا حياة لمن تنادي، وقد عانى اللواء ما عاناه وما زال يعاني من إهمال وإجحاف متعمد من قبل الحكومات المتعاقبة في الأردن حتى أن بعض المسؤولين لا يعرفون أين يقع لواء الأغوار الجنوبية، ويجهلون عدد سكانه أو مقوماته الطبيعية، ولا يعرفون إلا شركة البوتاس والبرومين أو المرور من اللواء إلى العقبة عبر الطريق الدولي. صحيح أن بعض المحاولات تلطف بها بعض صناع القرار من إقامة بعض المشاريع والتي فشل اغلبها بسب عدم المتابعة وأسوق هنا أمثلة منها: مصنع رب البندورة فشل وذهب أدراج الرياح وقد كلف خزينة الدولة مبالغ وهو الآن مهجور وسيأتي عليه زمان ليس ببعيد فيتحول إلى كومة خردة. المتحف ( اخفض متحف على سطح الأرض) الذي أقيم قرب كهف النبي لوط عليه السلام منذ خمس سنوات لم يفتتح لغاية ألان ولا نعرف لماذا أقيم أصلا ، التعليم متردي إلى ابعد حد ونتائج الثانوية العامة في اللواء خير مثال على ذلك.
واقع مرير وحياة صعبة ولا ندري ما هو الحل وأين يكمن الخلل. التيار الكهربائي في اللواء يحدث عن نفسه (ترقيع) انقطاع متكرر، القطاع الزراعي أكل عليه الدهر وشرب حتى أصبح المزارع متشرد من كثرة الديون، مياه الشرب ملوثة ورائحة الكبريت التي تعطرها تؤكد ذلك.
أهل الأغوار الجنوبية (الغوارنة) الوحيدون لا يوجد لهم واجهات عشائرية وكأنهم جاءوا من كوكب آخر. تهميش من قبل الحكومات لا يوجد وظائف عليا في الدولة لابن الأغوار في حين تنعم بها عائلات أردنية كابر عن كابر وهنا نطرح التساؤل الآتي: هل لواء الأغوار الجنوبية لا يستحق أن ينظر له من باب الاحترام والتقدير، ومتى سوف نتخلص من مسلسل جيوب الفقر، الأقل حظا، مناطق العوز، مسميات لا ندري من أطلقها ومتى ستنتهي. وما آن لهذا اللواء أن يمثل في الوظائف العليا في الدولة أليس من ألوية المملكة الأردنية الهاشمية علما بان بعض الوزارات وما أكثرها محرمة على ابن اللواء ولا نعرف أدنى سبب لذلك . وأقول هنا لكل مسؤول في الحكومات المتعاقبة: أن يراعي الله في لواء الأغوار الجنوبية وأن يهتم بالإنسان وتطوير الإنسان أسوة بالمكان بدل أن تأتيني السيارات المحملة بالخبز والأرز من المحسنين وكأننا في جنوب الصومال ( مع احترامي للصومال وأهله) ولولا زيارات جلالة الملك المفدى حفظة الله ورعاة والمكارم الهاشمية التي أوصى بها جلالة لبقى لواء الأغوار الجنوبية يعيش ما قبل عام 1970م حتى أسوار المدارس ابسط شيء لم يتم إقامتها إلا بأمر من جلالة الملك فهل وزراء التربية والتعليم قبل الزيارة الملكية لم يعرفوا أن جميع مدارس لواء الأغوار الجنوبية لا يوجد عليها أسوار وأين كان وزراء الصحة عن مستشفى غور الصافي عندما كان يعاني الأمرين؟ وأين المسؤول عن هذا اللواء، أمام الله تعالى.
حمى الله الأردن وجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
* رئيس ملتقى المزرعة الثقافي- الأغوار الجنوبية
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

ابن الغور
معك حق يا دكتور نواصرة فالاغوار الجنوبية مهمشة حقا والحكومات غير مباليه
05-03-2012 01:37 AM
عواد ثاني
مقاله على الوجع شكرا استاذ عواد
05-03-2012 10:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات