وطن تحت الإنشاء ؟


إن المتتبع لمجرى الأمور في البلد وخصوصا ما يتعلق بسن القوانين والتشريعات ، وامور تحسين الوضع المالي والمطالبي يخرج بنتيجة واحدة فقط هي أننا وطن مازال تحت الإنشاء وأن الثمانون عاما الماضية لم تكن أو ربما كانت ولكن في مخيلة بعضهم لأنهم أرادوا أن يوهموا الأخرين أن هناك وطن وبلد وله شعبه وله حدوده الجغرافية .
ربما يقول البعض أننا كشعب مارسنا الصمت لسنوات طويلة وخصوصا فترة الاحكام العرفية التي أكلت من عمر الوطن عشرات السنين ، وجاء الربيع العربي وحرك بنا ما كان ساكنً لكن الأمور لاتفسر هكذا بل لابد من إرجاع الأمور لقواعدها الرئيسية والتي تبدء من أننا تمتعنا في لحظات محددة ومن خلال اشخاص محددين بثواني من عمر هذا الوطن عندما كان به شبهة إستقرار لاتتعدى سنين قصيرة جدا من عمرنا ، وحاولنا جهدنا أن نمارس التمتع بها من خلال ذكرياته لفترات أطول .
وكانت صدمتنا بأننا وطوال تلك الفترات الزمنية نسينا أن نحدد مجموعة من المفاهيم يتم الاتفاق عليها بيننا والتي تؤدي الى خلق حالة من التوافق الاجتماعي وتكون مخرجاته توافق سياسي تتشكل من خلاله أركان الوطن وبغض النظر عن حدوده الجغرافية التي قيدة عقلنا عن التفكير بما يحوي الوطن داخل حدودة ، وفجاءة بدأنا نحبث عن معنى المواطنة وحق المواطنة وواجباتها .
وقد أدى ذلك التيه بنا لأن نترك مجموعة من المرتزقة يتقولون كما يشاؤون ويصطادون في متاهة المفاهيم لدينا ، ويخرجون علينا في كل يوم بمفهوم جديد للمواطنة ويحددونها بتواريخ وكأن الوطن يقاس بمساحة الزمن فقط وتنسى مساحة الجغرافيا نتيجة لضيق رؤيتهم للأمور وتحديدها بأقل من أنوفهم النتنة ، وتركنا لهؤلاء وغيرهم من الاشخاص وبدعم من خارج جغرافيا الوطن أن يفسروا مواطنتنا كما يريدون بل وصلت بهم الأمور في البحث بين أوراق التاريخ الممزقة والملقاة بحاويته عن بقايا أصول لهم تعطيهم حق تقرير مصير وطن بكامله .
وبعيدا عن اي تفسير يؤخذ منه ما يؤخذ ويلقى بالبحر ما تبقى أريد من الشعب الأردني أن يعطيني شيء واحد متفقين عليه من مفاهيم المواطنة والوطن والشعب والجغرافيا بإستثناء مفهوم الملك الذي نجد بالالتفاف حوله مهربا لنا من البحث الجدي عن المفاهيم التي نشاهد إختلافاتنا الكثيرة جدا عليها؟ وكان الأجدر بنا أن نتفق على تلك المفاهيم منذ سنوات طويلة ونقوم بتطويرها بما يخدم جغرافية الوطن وشعبه ، أما الأن ونتيجة لهذه المتاحة في البحث عن تلك المفاهيم علينا في البداية أن نقر إقرارا واضحا لالبس فيه أننا لازلنا وطن تحت الإنشاء مكتفين بوجود عمود واحد يمثل الاساس ( الملكية ) وبدون جدران ، وأعاننا الله على ذلك .



تعليقات القراء

مؤيد
ثمانون عام لا شيء في عمر الامم والشعوب وان نكون وطن تحت الانشاء بداعم الصفة الملكية فهذا ليس غريب او جديد على مجريات التاريخ وحكايات انشاء الدول ليحفظ الله لنا هذا الداعم فبعد التفكير التفافنا حول الملك هو الشيء الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان وهو الشىء الوحيد الثابت لدى الاردنيين واقصد هنا البسطاء منهم فقط واستثني المنظرين والطامعين واصحاب الاجندات الغريبة، البسطاء فقط من ابناء هذا الشعب الذين تتوحد صفوفهم بصورة عاطفية تلقائية خلف هذا الداعم الوحيد جلالة الملك
02-03-2012 11:23 PM
تذكرني
(والتي تبدء من أننا تمتعنا ....)

تذكرني

ب

"زواج المتعه"

وهو

"متعه"

بلا

واجبات

او

مسؤوليات

مع عظيم مودتي و احترامي
04-03-2012 07:59 AM
صقر1
اليهود بنو دولة عظمى في ستون عاما بالباطل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! اما نحن فبعد ثمانون عاما ما زلنا تحت الانشاء!!!!!!!!!!غريبة !!!شوه كاينين نساوي منذ ذلك الوقت نايمين؟؟والا ميتين؟
04-03-2012 04:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات