الحنكه الملكية أمام الحكومه والنواب


شهد الوطن العربي بأكمله منذ القرن الماضي وقفات هاشميه مشهودة تعبر عن حنكة وجرئه وتخطيط محكم من قبلهم تتمثل في إدارة الأزمات المختلفه واحتضان المشاكل ووضع حلول جذريه لها ولقد لمسنا ذلك منذ عهد الشريف الحسين بن علي في مواقفه المشهوده في الثوره العربيه الكبرى مروراً ووصولاً للعهد الميمون لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وتحديداً في مواقفه الأخيره سواء في الربيع العربي وحسن التدبير والتصرف في احتضانه أو في الوقفه الأخيره أمام قضية المعلمين التي لم تحل إلا من قبله لكن بطريقه غير مباشره ومن هذا الموقف تحديداً يتضح للقاسي والداني حنكة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الوقوف أمام هذه التحديات التي تعرقل سير العمليه الإصلاحيه .

لقاء نواب حمل العديد من مفاتيح الفرج :- منذ أيام قليله وعندما كانت مشكلة المعلمين في ذروتها التقى الملك رئيس الحكومه د.عون الخصاونه ومجلس النواب هذا الموقف وفي ذاك الوقت تحديداً لا يعبر إلا عن فكر وتخطيط عميق في جذور المشاكل التي نعيشها ،في تحليلي الشخصي مشكلة المعلمين حُلت من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني شخصياً وبطريقه غير مباشره وتم ذلك بتحليل بسيط لموقف أثناء قضية المعلمين عرض وزير العمل د.ماهر الواكد على لجان المعلمين علاوة تصل إلى 12.5% دون الرجوع إلى رئيس الوزراء الذي بدوره استهجن تصرف معالي ماهر الواكد وكان في ذاك الوقت وكما تابعنا قرار رئيس الحكومه بالموافقه على نسبة 10% ولكنه أخطأ ولم يخطئ!!.

رؤية الملك ورئيس الوزراء:- توجهت أنظار رئيس الوزراء في ذاك الموقف إلى عجز الموازنه وهي التي كانت الحكم بقراره هو لم يخطئ في هذه النقطه بل أخطأ عندما تجاهل النتائج السلبيه جراء إضراب نواة الأمن الإجتماعي للغد المشرق للأردنين (المعلمين)وتجاهل أيضاً مقومات الأمن الإجتماعي جراء الإضراب وما تنعكس منه من صورٍ تخل في مفهوم الأمن الإجتماعي وحتى القومي الذي هدف الهاشميون وتحديداً في العهدين عهد جلالة المغفور له الحسين بن طلال وعهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى إلى تعزيزه وتنميته وقد ظهرت نتائجه ملموسةً في الربيع العربي الذي مرّ على الأردن مرور الكرام كسحابة صيف عابره حملت القليل من الرياح التي حركت سكون الفساد وسلطت المجهر على العديد من البؤر الفساديه وكانت سبباً في فتحها تمثلت رؤية جلالة الملك في موقف الإضراب بالنظر إلى مفهوم الأمن القومي الذي أصبحت تهدده هذه القضيه وتجاهل عجز الموازنه وهذا الموقف يحتم علينا رفع القبعه له بتجاوزه المشكله والمشاكل التي سأتناولها فيما يلي .

درس ملكي صارم :- قدّم جلالته درساً صارماً للسلطتين التشريعيه والتنفيذيه في أن تنظر إلى القضايا بالنظر لعنوان الأمن القومي ومعززاته وركائزه حيث جاء هذا الدرس موضحاً لهم بأن هذا المفهوم هو اساس استمرارية الدوله والإصلاح المنظم فيها فنحن رأينا العصيان الشعبي في تونس ومصر وليبيا وغيرها ماذا قدمت بغض النظر سواء الدولة أكانت امتلكت عجزاً أم فائضاً في ميزانيتها قدمت لنا إنفلات وإنقلاب شعبي على نفسه قدمت لنا ضحايا جراء حرب أهليه قدمت لنفسها نظرات خارجيه فهذا الدرس كان جيداً للحكومه التي لم تخطئ قط لكنها غفلت قليلاً .

ضرب الملك عصافير عده في حجر واحد (حنكه مليكنا المفدى) :- لقاء الملك في ذلك الوقت قبل اسبوعين تقريباً لمجلس النواب كان بمحظ الضربه بيد من حديد للملك حيث تم مناقشة الموازنه العامه من قبل النواب التي أعتقد بل وأجزم أنهم استمعوا لتوجيهات ملكيه لإقرارها بشكل يضمن رفاهية شعب أبا الحسين وراحته وأمنه واستقراره وبشكل يضمن تجاوز مشكلة الإضرابات التي أصبحت تشكل عائقاً وتحدياً كبيراً للحكومه في متابعة النهج القويم للإصلاح والإنتاجيه واعتقد أن جلالته أراد هنا أن لا يتكرر ما حدث في عام 2012 من أحداث إضراب عن العمل التي تقدم لنا صور تحبط العزيمه ،وتقديم صوره مغايره مليئه بالإنجاز والعطاء الموصول في عام 2013 جراء إقرار الموازنه بشكل مرضي للجميع غير ذلك أراد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أن يكسب الحكومه ثقة شعبيه بقدرتها على تجاوز الأزمات وأراد أيضاً أن يحل قضية المعلمين جذرياً للمضي قدماً بالمسيرة تحت الراية الهاشميه المظفره والتأكيد على أن مجلس النواب صاحب قرار في الحياة السياسيه وهو يستطيع إنجاز الملفات المطروحه أمامه حتى نهاية عام 2012، أنا أسلفت الحكومه لم تخطئ لكنها تجاهلت مفهوم بغاية الأهميه (الأمن الإجتماعي) لكننا لا نملك في هذا الوطن إلا ملكاً لديه حنكه لا تتكرر!!.



تعليقات القراء

بعمر الورود
جراسا الغاليه

المحرر المبجل

هديه من كهل

الى كل من هو بعمر الورود

"معلما"



عمر الورود









في الشتاء ... أربعة أيام

في الصيف ... يومان فقط

هكذا قال لي بائع الورد.

إذن فعمر الورد قصير، لكنه خلال أيامه المعدودة يستطيع أن يصل إلى أرواح الذين نحبهم ليجعلنا نتوهج في أعينهم، و رغم أن عمر الوردة قصير إلا أننا لا ننسى الورد، لأن ذكرياتنا عن الورد لا تكون موجودة في العقل بل تتلألأ كنجمة في فضاء القلب مع بقية النجوم التي لا تموت ..







تسلل البرد إلى غرفتها، إلى قلبها إلى روحها، ارتعشت لكن ليس من البرودة، وضعت يدها على قلبها شعرت بالحزن لكنها لم تعرف السبب !

برنامج على التلفاز يروي قصصا واقعية، القصة اليوم غريبة، أم فقدت ابنها و هو صغير و التقت به صدفة بعد عشرين سنة، صدفة؟ بل حكمة.

ينتهي البرنامج بإهداء لكل أم بمناسبة (عيد الأم) الذي يصادف هذا اليوم.

تأثرت بما شاهدت، "الله يرجعك لقلب أمك سالم يا بني"

دعت في قلبها و قرأت المعوذات لتطرد الشياطين من قلبها.

أين هو الآن يا ترى ؟

قلبها تسابق مع يدها إلى الهاتف، اتصلت به ، لم يرد ، تسارعت نبضات قلبها أكثر رغم أنها تعودت ألا يرد عليها، عاودت الاتصال، فقلب كقلبها لا يعرف الاستسلام ... في سبيل من يحب.

بالرغم من أن إخوته الآخرين كانوا أطيب منه معها إلا أنها أبقت له مكانا خاصا في قصر شاسع المساحات تحوطه البساتين، هناك في قلب أم، أي أم جنة عرضها السماوات و ليس فقط تحت أقدامهن، هناك في قلب أم أي أم أطفال يلعبون بالمراجيح لا يكبرون أبدا.

مهما كبر مهما تغير سيبقى هو الطفل نفسه الذي كانت تحمله و تنظر في عينيه تتأمل بصمت،

هو نفسه الطفل الذي كانت تضحك عندما تراه يتثاءب مغمضا عينيه و يفتح فمه الصغير.

خرجت من الغرفة إلى الصالة، لماذا صار البيت مهجورا كئيبا يحتضر على فراش الوحدة؟

تقف بالصالة، بقربه و هو يخطو خطوته الأولى كطير يحاول الطيران لأول مرة،

يتعثر و يقع على الأرض، يبكي فتلف عليه أجنحتها الحريرية، تقبله لأن البلسم من شفتيها علاج كل الجراح الصغيرة، تغني له بصوت عذب خافت فيهدأ، تكلمه و هو ما يزال طفلا لا يفهم:

"مستعجل على الطيران؟ انتظر، ستطير يوما ما ..."

ها هو يجلس بين أحضانها تلاعبه,

تخفي وجهها بيدها عنه لحظة، فيستغرب، فهو لم ير خسوفا للقمر من قبل,

تكشف عن وجهها فيبتسم من جديد

تمر على باب البيت الحزين، الباب الذي فتحه ليخرج إلى الدنيا،

عند ذاك الباب الحزين تقف بالقرب منه في أول يوم له بالمدرسة، يبكي و يرفض أن يذهب لوحده، يتمسك فيها بقوة كأنها هي الأرض و أن فضاء أسودا مظلما شاسعا يريد أن ينتزعه منها و يجذبه نحو أعماق المجهول، مرت سنين كالبرق انظروا إليه لآن لقد كبر يتركها دون أن يستأذن منها حتى !

الآن صار يستطيع أن يستسلم لذاك الفضاء المظلم بكل أريحية و يترك أرضه الزرقاء بلا أن يلتفت للوراء، و يبق الباب حزينا تخرج من جسده الطاعن في السن أياد وردية لأمهات كأغصان شجر تبحث عن شمس قد رحلت.

أغلقت الباب الذي انفتح بفعل الرياح ربما أو بفعل الذكريات، صعدت الدرج، دخلت غرفته، على مكتبه وجدت كتابا باللغة الانجليزية موضوعه هندسة الطيران!

"لازلت تريد أن تطير؟ "

حدثت نفسها،

"تريد أن تطارد أحلامك ؟ لكنك عندها ستبتعد عني"

للأحلام بشاعة لا يبصرها صاحبها، متى ما سلك طريقها ابتعد عن أشخاص كان يسكن قلوبهم، فإذا وصل أبصر.

سقطت دمعة من سماء قلبها على ورقة شجر في بستان من بساتين قلبها كان موجودا فيه يلعب، دمعة لم يرها أحد، تحركت الدمعة على متن ورقة الشجرة، هوت في الهواء لفترة ليست بقصيرة، سقطت على غلاف الكتاب، على صورة الطائرة، فتحت الكتاب، تصفحته، رفعت بصرها فرأت طفلها أمامها جالسا، نظرت للكتاب مرة أخرى، صار كتابا قديما منسيا يعود لسنين مضت، " أنا سالم و أختي عبير"، رفعت بصرها من على الكتاب مرة أخرى، ها هو أمامها يحفظ و يسمّع النشيد بتململ، و ما إن كاد ينتهي حتى قفز بحماس على ألعابه ليلعب مع تلك الألعاب لعبة قدرية متناسيا كل من حوله، متناسيا ملاكا يرمقه بنظرة رقيقة، يلعب لعبة قدرية تنسيه كل شيء كل شيء، فيلعب و لا يعي نبضات قلبها التي تطوف حوله في حج مقدس يبدو أنه أزلي لا تذكر متى بدأ و يدوم مادام قلبها ينبض فإذا توقف قلبها يوما أكملت أصداء تلك النبضات الحج المقدس، العاب قدرية سيستبدلها بعد زمن قصير بألعاب أجدد منها و أحلى، العاب قدرية تكبر معه و تتغير أشكالها و أحجامها لكنها هي ذاتها لا اختلاف، قابلة للتبديل تشغله عن أشياء أهم، ألعاب قدرية بدأت معه صغيرة و كبرت، فتلك السيارة الزرقاء الصغيرة صارت سيارة زرقاء حقيقية الآن يقودها حيث يشاء، نقود لعبة المونوبولي الملونة صارت نقودا حقيقية تملأ جيبه و عقله، العروسة الصغيرة صارت فتاة سيتزوجها و الفارس ذو السيف صار هو، تلك الأشياء هي ذاتها الألعاب الصغيرة التي تلهينا عن الأشياء الأجمل و الأروع ... و الأبقى.





أمام سيارتي الزرقاء المهشمة، لم يعرف أحد من الذي تهشم قلبها هي أم السيارة،

وردة بيضاء تساقطت أوراقها لازالت على قيد الحياة رغم الحادث

كنت سأهديها الوردة اليوم في ذكرى عيد الأم ...

كانت أمنيتي أن أهديها الوردة، لكن عمر الورد قصير...

في الشتاء ... أربعة أيام

في الصيف ... يومان فقط

هكذا قال لي بائع الورد ...







_______________________________



" و لكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون"(الأعراف: 34(





أحن الى الكأس التي شربت بها

و أهوى لمثواها التراب و ما ضما

المتنبي



"تحفة الله الرائعة هي قلب الأم"

غريتري





"اني مدين بكل ما وصلت اليه و ما ارجو أن أصل اليه من الرفعة الى امي الملاك"

لينكولن



"قد ضيعت الوقت، و الوقت الآن يضيعني"

شكسبير



مع عظيم مودتي

وهنا يطل ابريغش

ويهمس:

"افق ايها الدب"

لقد اصبح الجو دفئا
29-02-2012 08:39 AM
نوره المغروره
يسعد صباحك
مشكككوووووووووووور
على الموضوع بيلزم والله

مع حبـــي
29-02-2012 12:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات