معذبوا الارض


الميثيولوجيا ألأغريقيه تروي عن سيزيف أغضابه لكبير الآلهة زيوس فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل ألجبل لأعلاة فأذا وصل القمة تدحرجت للوادي ليعاود رفعها للقمه , وهكذا الى ألأبد ليصبح رمز العذاب ألأنساني .
بوحي من كتاب فرانز فانون معذبوا الارض نسرد حكاية سيزيف الذي يصف عذابات ألأنسان وأستلاب اشواقه وتوقه للحريه ونضالاته وتضحياته وبذله لتحقيق هذا الحلم ألأبي النبيل .
يروي فانون حكاية مضهدي رأس المال والعهر الامبيريالي ونضال شعوب العالم الثالث من اجل التحرر الوطني والتخلص من ربقة الاستعمارالكولنيالي لينتقلوا لمرحلة اخرى تلي مرحلة التحرر الوطني لمرحلة التحرر الأجتماعي فلا تحرر اجتماعي دون انجاز مرحلة التحرر الوطني .
لكن تمرس الامبيريالية وسعارها وأصرارها على نهب ثراوت ألشعوب بلغ حدا مكنها من ابتكار وسائل تكرس استلاب الانسان وعذاباتة وبؤسة واضطهادة بصيغ جديدة عبرأحلال عملائه وأدواتة كبديل للاستعمار الكولنيالي ليؤدوا نفس الدور لتداول ارث الاستلاب الانساني في حالة أحلال لطبقة تنفصل عن واقعها وشعبها وتسلبه ارادته وثروته وترهنها للأسياد ألآمبيريالين مكتفية بالفتات مؤديه لدور وظيفي طفيلي يضمن لها استتباب حالة النهب وسلب الارادة الشعبيه شريطه ضمان تدفق ثروات شعوبها لسادتها وتهيئة مؤسساتها لأعادة توظيف رؤوس الاموال العائدة للامبيريالية على شكل قروض تضمن عوائد مجزيه من فوائد هذة القروض تفوق الصادرات الصناعيه بكثير , وتفاقم حالة الخنوع وألأذعان في علاقة جدليه بين رأس المال المركزي ( الامبيريالية ) وبينها .
بذا تكون هذة الشعوب قد دفعت التضحيات وبذلت النضالات وألدماء و استبدلت الأستعمار الكولنيالي باستعمار رأس ألمال وأدواته الطفيليه الطبقه العميله ذات الدور الوظيفي لضمان هيمنة الامبيرياليه ومشروعها في حالة عذاب انساني ينتقل بها من صيغة بؤس واستلاب لصيغة بؤس وأستلاب بلون وشكل جديد وتكريس مقيت وبشع للأستغلال وألأضطهاد . وكأن قدر أنسان العالم الثالث أن يرسخ في ذل العذاب الأبدي مجسدا اسطورة سيزيف على نحو جديد .
ان تراكم الاستبداد سيفضي بالضرورة لتراكم كمي للنقمه والذي سيؤدي حتما لتحول نوعي في النضال لأنجاز مرحلة التحرر الأجتماعي فالتراكمات الكميه تؤدي بالضرورة لتحولات نوعيه , ومن يمتلك اداة التحليل العلمي وفهم كنة الديالكتيك وماهيته سيمتلك البصيرة ويعي ان الرأسمالية تمتلك عوامل فنائها ونهايتها في صلب نظريتها وممارساتها .
ولا يخفى على احد كيف استطاع ألرسمال المركزي ان يحوز على ثروات شعوب وامم الدنيا كلها في حالة نهب غير مسبوقة في التاريخ ألأنساني بحيث وضعت اقتصاد هذة الأمم على حافة الكارثه ووضعت ألاقتصاد الأميركي أمام اختبار مصيري سيعري سياسة النهب والتفاوت الطبقي الهائل بين من يملكون ومن لا يملكون ويدفع سريعا بالمواجهة فيما بينهم لتسريع الاطاحة بالرأسمالية برمتها.
النضال الدؤوب وحدة سيعجل في هذة النهايه وسيعجل بنهاية الأستبداد والأستلاب وألأستغلال ويصنع نهاية لأسطورة العذاب اللانهائي لسيزيف وللشعوب المضطهدة معذبوا ألأرض .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات