بماذا تقوم اسرائيل بازالة الغامها ؟


تعرضت مناطق مختلفة من الأردن لاصوات انفجارات مدويه واهتزازات يومى الاربعاء والخميس الماضيين نتيجة للتفجيرات الاسرائيليه لحقول الالغام المحاذيه لنهر الاردن منطقة المغطس. تقوم اسرائيل بتنفيذ ذلك من خلال وضع متفجرات بكميات كبيره في حقل الالغام وربطها مع الالغام الموجوده في هذا الحقل وتفجيرها كلها بنفس الوقت مما ينتج عنها انفجار ضخم وهذا ما يسمعه ويشعر به المواطنين الاردنيون وكأنها بقوة قنبله تكتكيه نوويه صغيرة الحجم.

من المهم إن نذكر هنا ان الاردن صادق على معاهدة حظر الألغام اوتاوا عام 1999 وقد تخلص الأردن من مخزونه من الألغام وكما نص البرتوكول في هذه المعاهدة . إسرائيل لم توقع لغاية هذا التاريخ على هذه لاتفاقيه ولا تزال تملك اسرائيل ملايين الألغام الارضيه ولا تزال تستخدمها وتدعي انها لاتستطيع ان تكون عضوا في مثل هكذا اتفاقيات لأسباب امنيه.

ولقد قامت الاردن خلال عام 2006- 2008 وخلال 18 شهرا وبمساعدة نرويجيه بازالة الألغام من جانبها على الحدود الاردنيه الاسرائيليه بتنظيف 14 مليون متر مربع من الاراضى الواقعة بين العقبه والبحر الميت وإزالة 58000 الف لغم مضاد ضد الإفراد والدبابات. تكلفة هذا المشروع 9 ملايين دولار وتمت تغطيه من بعض الدول المانحه .

نتسائل هنا لماذا قامت الأردن بإزالة 58000 لغم دون إن نسمع اى تفجيرات أو أصوات أو اهتزازات وكما نسمعها الان من اسرائيل . ونتسائل ايضا لماذا لم تقم اسرائيل باستخدام نفس اسلوب الطريقه الاردنيه والمشهود لها عالميا في مجال ازالة الالغام بأستخدام الاليات والمعدات الخاصة في هذا المجال والمتوفره لدى اسرائيل بدلا من هذه التفجيرات المزعجة والمؤذيه .
.
هذه العمليه لايمكن فقط تسميتها عملية ازالة الالغام كما يطلق عليها البعض انما تفجير كميات ضخمة من المتفجيرات تصل في بعض الاحيان من 5000-10000 كلغم وهى مؤذيه للبشر والبيئه لقد استشهد الطفل الاردنى تامر العجارمه 12 عاما في ام البساتين نتيجة لهذه التفجيرات في العام الماضي .

لقد تسبب لغم قبل عام في بتر ساق طفل اسرائيلي كان يلهو قرب منزله وقامت وفود من الكنيست بزيارة هذا الطفل ونجحت هذه الوفود بان تتخذ قرار من الكنيست بازالة جميع الالغام الموضوعة في قرية هذا الطفل وخاصة حقول الالغام القريبه من المدارس . لم نسمع اى استنكار او ادانة باستشهاد تامر العجارمة من مجلس الامه الاردني او زيارة اهل الشهيد من قبل المسؤولين.

الاصوات الناتجه عن هذه الانفجارات مشابه لصوت ما تقوم به اسرائيل من تفجيرات في منطقة النقب ايضا بفحص اسلحتها الفتاكه حيث تقوم في بعض الاحيان بتفجير 100 طن من المتفجيرات تعادل تقربيا قوة 3 درجات على مقياس رختر. بنفس الوقت تقوم اسرائيل بهذه التفجيرات لمعايرة اجهزة الرصد الزلزلى لديها.

كنا نتمنى ان تكون نقابة المهندسين الاردنيه قد انهت تقريرها بدراسة مدى تأثير هذه التفجيرات على الابنيه في الغور ومناطق عمان المختلفه فلقد قامت بتشكيل لجنة قبل عام بهذا الخصوص ولغاية هذا التاريخ لم نسمع منهم شىى.

ما صرح به مصدر مطلع يوم الأربعاء الماضى بان هذه الأصوات المدويه ناتجه عن إزالة بعض الألغام الاسرائلييه بحيث لاتزيد عن كمية التفجيرات المتفق عليها. كما ان الاعلان الاسرائيلي الذى افاد بان اسرائيل ستقوم باستمرار تطهير منطقه الغور من الالغام خلال الاشهر المقبله بمعنى سوف نتعرض للانفجارات والاهتزازات والاصوات خلال فترة قادمه طويله فهل هذا مقبول ؟ ولماذا لا نعترض على كمية المتفجرات الضخمه التى تهز الابنيه وترعب اطفالنا.

الغريب بالامر ان اسرائيل حاليا تقوم بزرع الالغام على الحدود الشمالية في الجولان السوري
بذريعة تخويفها من تدهور امنى سريع وخطير في سوريا يؤدى الى تهديد باختراق مئات السوريين الحدود تجاه المنطقة المحتله في الجولان. وبنفس الوقت قامت اسرائيل بازالة عشرين الف لغم من بعض مناطق الجولان بهدف تشجيع الاسرائيليين على الاستيطان وزرع اكبر مساحة ممكنه من الارض وتكثيف عملية الاستيطان.

لذلك من المحتمل ان ما تقوم به اسرائيل من ازالة حقول الالغام وخاصه مع الحدود المحاذيه لنهر الاردن ومنطقة الاغوار تاتى في عملية اطار الصيانه واعادة تاهيل هذه الالغام التى زرعت من قبلها بنحو 30 عاما لتكون جاهزه وبقدره عاليه وتكون خط الدفاع الاول للجدار الاسمنتى الاسرائيلي الذى ينادى به نتنياهو.

الإدعاءات الاسرائيليه التى تقول بان مناطق الحدود امنه مع الاردن ولذلك لا داعى لهذه الالغام. هذه الادعاءات لايمكن الوثوق بها حيث من المحتمل ان تقوم اسرائيل بعمليات الاستيطان وزراعة هذه المناطق مستقبلا وتقوم بربطها بالطرق الالتفافيه الاسرائيليه. وباختصار اننى غير متاكد ايضا بأن تكون ازالة هذه الالغام لها علاقة بالتهجير نحو الوطن البديل. فلماذا الان؟


مأمون أبونوار

الكاتب لواء طيار متقاعد

 



تعليقات القراء

خيوه
خيوه

"لا تغلب حالك"

ما حدى

بقرا

ورق
19-02-2012 01:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات