الاحزاب هي مصلحة الوطن


في هذا الظرف الصعب جدا والذي يمر به الأردن, أصبح لزاما على كل مواطن منتمي لوطنه ان يبدأ بالتفكير الايجابي الجاد الفوري بالعمل على تغير أنماط حياته وتفكيره, نعم الكل يريد الإصلاح, والاختلاف مع النظام السياسي هو في سرعة العملية الإصلاحية وأحيانا مدى جديتها وشفافيتها, ولكن الإصلاح وكما نريده كلنا يجب ان يكون شاملا عاما, يشمل كافة اطر المجتمع الأردني, لا يجب ان ننتظر ان يكون الإصلاح بالهرمية من أعلى والوقوف الى حد معين في المنطقة الوسطى, بل يجب ان يكون فياضا من كل الاتجاهات, النظام والمجتمع والفرد والتجمعات الفكرية الشعبية.
من هنا نجد ان التركيبة المجتمعية الأردنية والتي كانت تقودها العشائرية بنظامها المتوارث والمتجدد أحيانا كثيرة, قد أصبحت قادرة والى حد كبير جدا على إفراز أنماط قيادية وتوجيهية للمجتمع, وخير دليل على ذلك هي التجمعات الشعبية الوطنية المطالبة بالإصلاح والتجديد, او ما اتفق على تسميتها الحراك الشعبي الأردني, لا ننكر أنها ما زالت لم تصل الى مرحلة النضوج المهني الفكري لتحقق غاياتها وأهدافها, والسبب بدون أدنى شك أنها متفرقة موزعة غير مترابطة, حتى وان كانت الشعارات او المطالب تظهر أنها عكس ذلك الا ان آلية العمل المشترك مفقودة تماما, هنالك من الاسباب الكثير التي تجعلها هكذا وأهمها ان هنالك بعض من ايدولوجيا فكرية سياسية منخرطة في قيادتها او توجيهها, هذه الايدولوجيا تجعل من اجتماعها ان لم يكن صعبا فهو بغير ناجح.
الأحزاب الأردنية وعلى مدى تاريخ الأردن الحديث منذ بدء الإمارة وإذا ما استثنينا فترة الخمسينيات والتي كانت تمثل في حينها ربيعا عربيا كما الان, فإنها بقيت تدور في فلك الظرفية والسببية, وكثيرا ما يأتي إنشائها بناءا على توجيهات عليا, ولكننا ونحن نؤمن اليوم ان كل شيء تغير وان الربيع العربي احدث الفارق بقوة الإرادة الوطنية الشعبية, فعلينا أيضا ان نؤمن ان الفرصة الان سانحة جدا لتوجيه دفة العمل الحزبي والتحكم بها بما يؤمن عملا وطنيا قادرا وراغبا ذاتيا على تحقيق أهداف وطموحات التجمعات الشعبية.
لدينا في الأردن حزبيون بامتياز ولكن ليس لدينا أحزاب جادة, هذا ما كان وان كنا نلمح حاليا ان هنالك نظرة جديدة باتجاه تكوين أحزاب جديدة او اعادة هيكلة لأحزاب قديمة, لا نقارن هنا الإخوان المسلمين وحزبه" العمل" لأنه ليس تنظيما أردنيا صرفا فهو جماعة لها تاريخها الممتد حديثا منذ البنا رحمه الله, واشترك على قيادتها نخبة النخبة في العالم العربي والإسلامي في عصر كانت النخبة عملة نادرة, ولكن ان تكون لك قوة الإخوان المسلمين وإدارة تنظيمهم المتميزة ليس بالأمر المستحيل بل على العكس حاليا هي الفرصة الذهبية اذا أردنا ان نحقق الأهداف ونصل بالأردن الى بر الأمان بكل من رضي به وطنا يسكنه ويسكن فيه.
كانت مشكلة الأحزاب الأردنية الوسطية التي ليست فروعا او امتدادا لأحزاب خارجية فكرية او عقائدية, تكمن في أمرين اثنين أولهما التمويل لبقاء واستمرار الحزب, وثانيها اعتمادها على الدعم المعنوي الحكومي المتمثل بمؤسسي الحزب من رجالات الدولة, اليوم أيضا نرى ان هنالك أحزاب تم تأسيسها برجالات لا يصنفوا على أنهم رجالات دولة رسميا, وبنفس الوقت نرى ان هنالك توجها جديا نحو بناء مؤسسية حزبية تضمن القدرة على التمويل الذاتي للحزب واستمراره بالعمل الحزبي الوطني, وهذا بحد ذاته وان كان سيسجل التاريخ لمن أطلق الفكرة الا ان المستقبل سيكون لمن يقود الحزب وينتظم فكره وعمله في برامجه.
ان كان في تونس قد هرمنا, أليس الأوان الان ان تهرم الأغلبية الصامتة وينتهي سكونها, و سلبيتها و ردود فعلها الغير منتجة ومثمرة, اليوم الكل يخرج في تظاهرات واعتصام, الكل ممن كانوا يسمون الأغلبية الصامتة, الكل منهم اليوم سيشارك ولكن للأسف مشاركة في اتجاه أحادي جعل الأزمة عليه خانقة غير واضحة, التعبير الشعبي الحراك الشعبي الشارع الأردني, النظام عليه بالإصلاح فورا والشعب أيضا عليه بالإصلاح فورا, فما زلنا بعيدين عن الانتظام والتجمع ضمن سياسات واضحة وبرامج وطنية فعالة ستبقى روح الأغلبية الصامتة تراودنا في مكاننا وتكون الكلمة لمن يتحدث عن نفسه فقط.
المواطن الحزبي المنتظم البسيط هو اكثر قدرة على تحقيق إرادته المشتركة مع ارادة أخيه المواطن الأخر, ولم يعد هنالك بيت أردني محصن ضد رياح التغير التي تعصف في المنطقة, وبدلا من انتظار تسونامي يهز ويسقط الجدران لماذا لا نستعد ونعوض ما فاتنا وقد أتتنا الفرصة رغما عنا, لماذا لا نبدأ بالبحث والتفكير إما بالتأسيس الجديد او الانخراط في أحزاب موجودة, ولنظهر مدى جدية هذه الأحزاب ومصداقيتها, فان ساهمت في توحيد الجهود فلقد حققت أهدافها وان فشلت فالحزب ليس دينا سماويا يكفر من يخرج منه, بل هو أجمل ما فيها انك تغيره لما فيه مصلحة وطنك وشعبك.
هذا كله يجعل المسؤولية الكبرى على الأحزاب الأردنية الوسطية الموجودة على الساحة, فهم أيضا تشملهم الدعوة للإصلاح, عليهم بذل مزيدا من الجهد الجاد والتفاعل الايجابي للوصول الى كافة شرائح المجتمع والاهم اختيار اللغة الحزبية المناسبة التي تفهمها كل شريحة, الحزب ان لم يكن له أعضاء جدد من الشعب الذي كان صامتا فهو ليس بحزب ناجح او على الأقل فان إدارته ليست ناجحة, ورياح الرحيل ستشملهم حتما.
هذه هي معالم الإصلاح الشامل الذي نتمناه , إصلاح يبدأ من كل الاتجاهات دون هرمية الانتظار والتسلسل الزمني, فمن اي باب أصلحنا فلقد عملنا خيرا, النظام الشعب التفكير الثقافة التعليم الصحة الاقتصاد الأحزاب...الخ, كل فئة يتم إصلاحها ستكون مؤشر حيوي ودافع قوي لفئات اخرى للاصطلاح السريع, اليد الواحدة لا تصفق وحدها, النظام يريد الإصلاح ونحن نريده والحكومة تريده والعالم يريده, هل سنبقى ننتظر غيمة ربانية او قيادة ربانية؟؟, لنبدأ العمل الان دون تأخير, وليكن بالمعلوم ان العمل الحزبي لا يتناقض مع عنونة العشيرة الأردنية الواحدة أننا كلنا ان كنا من اجل الأردن ووحدته ومنعته وبقائه وطنا لكل الأردنيين الأحرار, ابن العشيرة حزبي وأبناء الحزب الواحد عشيرة, والأحزاب الوطنية كلها بمكوناتها ستمثل الواجهة الحضارية المستقبلية للأردن الخالي من الفساد والقادر على الاستمرار دون معونات او مكرمات او صفقات ترضية.
كم قلنا أننا سنلبي نداء الوطن حين يستصرخ بنا, أليس الوطن هو من ينادي اليوم ان توحدوا ولا تفرقوا, من اجل الوطن يهون كل شيء فلنفكر جديا ان نطبق ما نقوله حتى نرى واقع ما نتمناه.
حازم عواد المجالي
Hazmaj1@gmail.com



تعليقات القراء

نعم نعم
نعم نعم
بلى بلى
خاصة
لما المواطن الاردني
ينتخب ابن عمه
الا العجايز و المقبلين عالموت
بنتخبو الاخوان
خوف من الله و طمعا بعفوه
11-02-2012 12:03 AM
هل
حسب !!!
11-02-2012 06:22 AM
الى نعم نعم
حسب حِسبتك

ونظريّتك تلك

اذن ( اذاً )

أنا ( أعوذ بالله من أنا )

وأنت سننتخبهم

حسب المواصفات والمقايسة
11-02-2012 06:26 AM
الى نعم نعم الثاني\تعليقه3
نعم نعم
احسنت
اني
موافق
بلى بلى
بللا يبليك(الدعاوي السيئه الله ما بسمعها)
11-02-2012 08:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات