الإعلام و مواجهة أزمة العنف


إطلاق العنان للإعلام والإعلاميين لم يتأتى من فراغ بل يدخل في جوهر صلب موضوع الأزمة، فالعنف فرع ٌ من مجموعات الأزمات التي يواجهها المجتمع الدولي المحلي والإقليمي والعالمي، نعم لقد تم غزو ٌ فكري للمصطلحات والمجموعات القيمية الأصيلة المنبثقة من العادات وأصالة المجتمعات،وهذا ما يسمى بالعولمة الاجتماعية للقيم التي تمتد لتغير قيم الشعوب بمرور الزمن، والمشاهد لصور العنف المتعددة ربما منها ما هو الصارخ والمستهجن الصاخب ومنها ما هو المبرر، وعندما نوجه كاميرا الفيلم ونتابع مجريات حلقات بدايات العنف في المجتمعات يوقفنا الرموت كنترول بعجلته ما قبل العصر الجاهلي، فقد كان القوي يأكل الضعيف حيث السب والشتم والظلم وظلم المرأة والكراهية والسلوك العدواني وغيرها من الصورة التي تحللت واندثرت بتسابقها مع مكوك التسارع الحضاري والثقافي، والملخص لما سبق إن ظاهرة العنف أو ما اسميها أزمة العنف وجدت منذ أمد بعيد أستطاع العالم والمجتمعات أن تتخلص من شظاياها ضمن سلاسل زمنية ليس من السهل حصرها، حتى استطعنا أن ندثر هذا المفهوم ونحل مكانه فن التعامل البشري بجميع صوره الحضارية والإنسانية النبيلة والجميلة، لكنه اليوم يعود من جديد عبر وسائلنا الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها، فبعض الوسائل الإعلامية تجعل "القوة هي الحل"، والبطش هو البديل، والغدر هو الطريق. خطورة هذا النوع من الإعلام هو أنه يحاول إصلاح الخطأ بخطأ آخر، خطأ الملل بخطأ القوة، خطأ السطحية بخطأ العنف. ومجموع الخطأين لا يكوِّن صواباً. وفي المقابل الأخر لدى المتحضرين يجعلون الحوار واحترام الرأي والرأي الأخر هو الطريق الصائب في تجنب العنف.

فكيف يستطيع الإعلام مواجهة أزمة العنف وخطره؟ فما دور الإعلام وقنواته في تخفيف وطئه العنف؟ هل يستطيع الإعلام الالكتروني تشفير وفلترة الدعوات المنادية بالفزعات أو أصبح لها مصطلح مرادف بالفزاعة أو الفزاعات، إننا نستطيع إيقاف العنف من خلال أنفسنا أولاً ثم الإعلام ثانياً، لا ندري أين يتجه بنا الإعلام وكيف السبيل إلى وقف العنف الدائر في المجتمعات من خلال الإعلام، فقد وضح الرسول عليه السلام خطر الإعلام في قوله: (إن من البيان سحراً ومن العلم جهلاً ومن القول عياً). ويكمن الخطر الإعلامي في وقتنا الراهن بأنه لم يبقى في أيدي تستأمن عليه، كيف لا وقد أصبح البعض يستعمل الإعلام ليس كوسيلة تثقيف، وإنما توجيه إلى ماذا؟ إلى العنف، والتشجيع على التخريب والدمار والفتنة، دمرت دول وشردت أهاليها ومات قادتها من وراء بعض المحطات التي أذاعت أخبار لا تكاد تكون نشراتها الإخبارية صحيحة كلياً، فكيف لنا أن ننتظر من الإعلام المساعدة وهو السبب الرئيسي لانتشار الفتنة والمصعد الأساس لازمة العنف، ومن هنا أقول يجب على المنظومة الإعلامية الصحفية والإذاعية المركزية والمحلية والمتخصصة والعامة، أن تعيد وسائل الإعلام إلى هدفها السامي والنبيل، بعيدا ًعن التهويل والتشتت بالأفكار، مع ضرورة أن تراعي التغطية الموضوعية والتي لابد لنا من وقفة تأمل للواقع العربي الذي لا يحتاج منا لكل تقدير ومحبة بعيداً على التهويل والأهواء، وان يكون عرض أخبارها مباشرة ومتسلسلة حسب أهميتها وبعيدة عن الإيهام، وتقديم الحقيقة ومنع ترويج الأكاذيب وتزيف الحقائق، ومن هنا نستطيع أن نخرج من بوتقة المتلقي السلبي أو الجمهور السلبي بعيدا عن العشوائية والمراوغة والعناد.

ويبقى ما تبقى من جهد علينا نحن المتلقين للإعلام من تمييز بين الإعلام الصادق والإعلام المراوغ ومجابهة الحملات الشعبية الإعلامية المعادية والشائعات المغرضة، وأن لا نكون مثل غيرنا قالوا سمعنا وأطعنا وإنما قولوا سمعنا وعقلنا وكفانا ما لعقه غيرنا، والانتباه لمن يدس لنا السم بالعسل، وليكن فيصلنا قول الإمام علي رضي الله عنه: (العاقل من وعظته التجارب)،
أما آن لنا أن نتوقف دون مشاجرات وانفعالات بعيدين عن الشد العصبي .....



تعليقات القراء

من روائع
قول الإمام علي رضي الله عنه: (العاقل من وعظته التجارب)،


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد


من روائع الامام علي (كرم الله وجهه) في الحكم

1_اعمال العباد في عاجلهم نصب اعينهم في آجلهم
2_البخل عار
3_العجز آفة
4_الصبر شجاعة
5_الزهد ثروة
6_العلم وراثة كريمة
7_صدر العاقل صندوق سره
8_الصداقة دواء منجح
9_اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه
10_قرنت الهيبه بالخيبه
11_قرن الحياء بالحرمان
12_من ابطئ به عمله لم يسرع به نسبه
13_من تبينت له الحكمه عرف العبره
14_من اطال الامل اساء العمل
15_الغنى في الغربه وطن والفقر في الوطن غربه
16_العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى
17_اذا تم العقل نقص الكلام
18_من ملكه الياس قتله الاسف
19_لا قرين كحسن الخلق
20_لا ميراث كالادب
21_لا علم كالتفكر
22_حب الدنيا راس كل خطيئه
23_القلوب اوعيه وخيرها اوعاها
24_لا يعاب المرء بتاخير حقه انما يعاب من اخذ ما ليس له
25_اسلم تسلم اسال تعلم اطع تغنم
26_اطع اخاك وان عصاك وصله وان جفاك
27_انما العاقل من وعظته التجارب
28_اجعل رفيقك عملك وعدوك املك
29_في تقلب الاحوال علم جواهر الرجال
30_صحة الجسد من قلة الحسد
31_من سعادة المرء ان يطول عمره ويرى في اعدائه ما يسره
32_اياك وكثرة الاخوان فانه لا يؤذيك الا من يعرفك
33_اعصي هواك والنساء وافعل ما بدا لك
34_من كان همه ما يدخل جوفه كانت قيمته ما يخرج منه
35_كفاك خيانه ان تكون امينا للخونه
36_اشد من البلاء شماتة الاعداء
37_بحسن العشره تدوم الموده روائع الامام علي
كرم الله وجهه
09-02-2012 06:14 PM
عبدالحميد القيسي
يرجى من الكاتب العزيز اعادة ضبط اللغة واعادة ترتيب افكار المقال وشكرا
07-07-2012 07:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات