في ذكرى الراحل العظيم الحسين أغلى الرجال واشرف النسب


في السابع من شهر شباط من كل عام يستذكر الأردنيين على وجه الخصوص والأشقاء العرب والمسلمين في أنحاء العالم ذكرى وفاة أغلى الرجال الحسين بن طلال رحمه الله احد عمالقة القرن العشرين الذي فاضت روحه الطاهرة في السابع من شهر شباط من عام 1999 إلي بارئها بعد عطاء وانجاز كبيرين في خدمة الوطن والأمة طيلة مدة تحمله المسؤولية ففي مثل هذا اليوم يستذكر الأردنيون ومعهم العرب الأحرار في مختلف أرجاء المنطقة ذكرى ملك بنى وأعطى لوطنه وأمته ما يسجله التاريخ بأحرف من نور حيث كان الأردنيون في هذا اليوم أمام أنظار العالم بأسره يضربون المثل في وفائهم لجلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه, وفي بيعتهم لجلالة الملك عبدا لله الثاني حيث تنتقل الراية الهاشمية الى يده ليواصل مسيرة عنوانها الأمل والتسامح وشرعيتها العدل والإنجاز.
إن الأسرة الأردنية وهي تحي هذه الذكرى تنحني إجلالاً وتقديراً لعطاء الحسين رحمه الله وتستلهم من معانيها الإيمان والتصميم على إكمال رحلة الخير والبناء بثقة أكيدة وهمة عالية نستلهمها من حامل الراية وراعي المسيرة قائدنا الأعلى أبي الحسين حفظه الله .
فالحسين رحمه الله من سلالة الدوحة الهاشمية ومن أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الحفيد الثاني والأربعون للرسول عليه السلام من ذرية حفيده الحسن بن علي وانه لمن يمّن الطالع ان تتزامن ذكرى وفاة الحسين الحفيد مع ذكرى وفاة الرسول الجد صلى الله عليه وسلم رسول البشرية جمعاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي جاء هاديا ومرشدا للبشرية جمعاء ، حيث ولد المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله و طيب الله ثراه و نشأ وترعرع في ظل والديه المغفور لهما الملك طلال بن عبد الله والملكة زين الشرف و في كنف جده الملك المؤسس الشهيد عبد الله بن الحسين الذي انشأ وأسس النواة الأولى للكيان الأردني في العشرينات من القرن الماضي .
وقد نودي بالمغفور له ملكاً على الأردن في الحادي عشر من شهر آب عام 1952 ولما كان في السابعة عشرة من عمره آنذاك تم تشكيل مجلس وصاية على العرش كانت تدير الأمور في البلاد إلى أن أكمل جلالته سن الثامنة عشرة من عمره ليتسلم سلطاته الدستورية ويجلس على العرش في الثاني من أيار عام 1953 .
حيث بدأ مسيرته في خدمة الأردن وعمل على تقويته إلى أن أصبح أنموذجا يحتذى في المنطقة.
فخلال نصف قرن من الزمان مر بها الأردن بعدة من الأزمات الإقليمية استطاع أن يتجاوزها ويسير بالأردن إلى بر الأمان فمنذ تسلم جلالة المغفور له الملك الحسين سلطاته الدستورية وهو يجهد في بناء الدولة الأردنية في ظروف لم تكن سهلة بسبب الأوضاع المحيطة والتحديات إضافة إلى قيود المعاهد الأردنية البريطانية ووجود القيادة الأجنبية في أجهزة الدولة..فبدأ بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار عام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الاكفياء ومن ثم إلغاء المعاهد الأردنية في آذار 1957 وأولى جلالته القوات المسلحة الاهتمام الخاص بالتطوير والتحديث منذ البدء لتكون قوات تتميز بالاحتراف والانضباطية حتى غدت قوات عالمية تشارك بمهام حفظ السلام الدولية في مناطق النزاع المختلفة في العالم . وكان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية هاجس الحسين طيب الله ثراه منذ ان تسلم زمام الأمور .
فكانت معارك الصراع العربي الإسرائيلي حرب عام 67 وحرب عام 73 وحرب الكرامة الخالدة عام 68 التي خاضها الجيش الأردني الباسل في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه للأردن الدور الكبير عندما تصدى للعدوان خلال هذه المعارك وحقق النصر المبين في معركة الكرامة التي أعادت الكرامة للعرب وكانت أول نصر تحقق في عهد جلالته في معركة الشرف والبطولة والتي كانت بقيادة جلالته ولقّن فيها الجيش الأردني العدو درسا قاسيا.
وفي الرابع والعشرين من كانون الثاني عام 1999 اصدر الراحل العظيم إرادته الملكية السامية بتنصيب الأمير عبد الله آنذاك وليا للعهد حيث خاطبه قائلا : لقد عهدت إليك بتسلم منصب ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية وأنا مرتاح الضمير والنفس وكلي ثقة واطمئنان بأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية الجليلة وقد عرفت فيك وأنت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي حب الوطن والانتماء إليه والتفاني في العمل الجاد المخلص ونكران الذات والعزيمة وقوة الإرادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم المستند إلى تقوى الله أولا ومحبة الناس والتواضع لهم والحرص على خدمتهم ........الخ

يدرك المتمعن في هذه الكلمات التي خاطب بها الحسين الراحل ولي عهده الأمير عبد الله آنذاك يدرك مدى إيمانه رحمه الله بأن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار وهو النهج الذي يسير عليه أبي الحسين حفظه الله حاليا من خلال تطبيق شعار (الأردن أولا ) وبقي الحسين رحمه الله يقدم ويعطي حتى وافته المنية فكان يوما\\\" حزينا\\\" على الأردنيين يوما\\\" اسود فقدوا فيه أغلى واعز الرجال شيع فيه الوطن والعرب والأصدقاء الحسين الراحل في جنازة مهيبة حضرها كل قادة العالم أطلق عليها جنازة (القرن العشرين) ولكن عزاءهم الوحيد الذي خفف حزنهم الوحيد في رحيل الحسين هو فيمن تسلم زمام الأمور جلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه\\\". ليكون خير خلف لخير سلف
ففي هذه الذكرى يوم الوفاء للحسين والمبايعة لأبي الحسين نجدد العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين وكلنا عزم وتصميم على مواصلة رحلة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية من اجل إعلاء بنيان الوطن وتعزيز مكانته.

وأخيرا وليس أخرا رحم الله الحسين الباني وادخله فسيح الجنان مع الصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا وحفظ الله الملك القائد الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين وجعله ذخرا وسندا للوطن والأمة.
E –mail-hassan_abo_zaid@yahoo.com
العميد المتقاعد



تعليقات القراء

الرحمه و المغفره
اللهم
ارحم و اغفرل
جلاله
"الملك الحسين بن طلال"
طيب الله ثراه
06-02-2012 10:27 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات