إيران في الميزان


كانت المملكة الأردنية الهاشمية على مدى تاريخها دولة وسطية معتدلة، تحرص كل الحرص على أن تكون علاقاتها مع الدول متوازنة، بل وتسعى دائما لإقامة علاقات حسنة، مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم، خصوصا مع الدول العربية والإسلامية، بما يعود بالنفع والخير على الأمتين العربية والإسلامية بعامة، وعلى الأردن وشعبه بخاصة، لكن المتتبع للخطاب السياسي الأردني في الوقت الحاضر يدرك دون عناء بأن السياسة الأردنية هلامية الشكل والمضمون، تتقاذفها الأمواج من كل كل الاتجاهات، وتتعامل بردات الفعل، دون أن يكون لها موقف واضح، يرتكز أساسا إلى المبادئ والثوابت الأساسية التي قامت عليها الدولة الأردنية.

صحيح أن المرونة مطلوبة في زمن تتلاطم فيه الأمواج العاتية، وان درء المفاسد أولى من جلب المنافع، وأن الأردن بلد صغير محدود الموارد، يصارع بكل ما أوتي من قوة وعزم من أجل البقاء في عالم متغير متقلب لا يمكن التنبؤ بيومه قبل غده، وأن الأردن يتأثر بكل ما يجري حوله من ربيع وخريف وصيف وشتاء، وينعكس عليه سلبا أو إيجابا، شاء ذلك أم أبى، لكن الأردن قوي بقيادته الهاشمية التي كانت وما زالت طوق النجاة، وشعبه الشهم الأبي الذي يؤمن بأن "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، وهذا ما رأيناه وسمعناه ولمسناه من شعبنا عندما قلب الأخوة الخليجيون لنا ظهر المِجن، وغضّوا الطرف عن انضمامنا لدول مجلس التعاون الخليجي، ناسين أو متناسين أن المنافع متبادلة، وأن لا فضل لأحد على الآخر.

نقول ذلك على خلفية ما يتطاير هنا وهناك بين الفينة والأخرى من تصريحات ومواقف متباينة، وعلى مختلف المستويات، تجاه العلاقة مع إيران، خصوصا بعد المقلب الخليجي، فمنها ما يطالب بتحسين العلاقة مع إيران، باعتبارها دولة مسلمة، وقوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب، ومنها ما يريد للأردن الاصطفاف في الخندق المعادي لإيران، ولكل أسبابه ومبرراته، والسؤال المطروح هو: لماذا؟ وما مصلحتنا في العداء مع إيران؟

نختلف مع إيران في بعض الأمور الشكلية، لكننا نتفق معها في أمور جوهرية كثيرة، أهمها أخوّة الدين التي تربط المسلمين بعضهم بعض برباط وثيق، بالإضافة إلى التاريخ المشترك وعلاقات الجوار وغيرها، كما أن إيران لا تتدخل في شؤوننا، ونحن لا نتدخل في شؤونها، وأظنها مستعدة لمساعدتنا لو نحن طورنا علاقاتنا معها، ولا أظنها تطلب ثمنا لذلك، وحتى لو فعلت، شأنها في ذلك شأن معظم دول العالم بما فيها دُولُنا العربية، فنحن باقون على ثوابتنا وملتزمون بها؟ فماذا يُخيفنا؟ ولماذا ننظر إلى النصف الفارغ من الكوب ولا ننظر إلى النصف الملآن؟

يعيب البعض، بل وينتقد بشدة علاقة حماس مع إيران؟ وهل كانت حماس ستلجأ لإيران لو أن الدول العربية، خصوصا النفطية منها، احتضنت حماس ودعمتها ووقفت إلى جانبها سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا، ولو بشكل سري، إذا تطلب الأمر ذلك؟ وهو واجب ديني وقومي وأخلاقي وإنساني كان على الدول العربية أن تضطلع به، لكنها للأسف لم تفعل، فقرارات القمة العربية، التي التأمت بصعوبة بـــالغة بعد مُــــدة من محرقة غزة، ظلت حبرا على ورق، والوعود بإعادة إعمار غزة ذهبت أدراج الرياح، ولو اعتمد الفلسطينيون في غزة على الدول العربية لماتوا جوعاً، وربما استسلاماً.

لا شك أن دولاً عديدة في المنطقة تتعرض لضغوطات غربية وإقليمية للاصطفاف في الجبهة المعادية لإيران، ومنها الأردن بالتأكيد، بهدف تدمير قدراتها العسكرية ومنعها من إنتاج أسلحة نووية، لكن أحدا لا يتحدث عن أسلحة إسرائيل النووية وغير النووية، والتي تشكل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة في المقام الأول. السلاح النووي الإيراني قد يكون رادعا لإسرائيل، وضاغطا باتجاه كبح جماحها، والحد من غطرستها وعربدتها، ومنعها من تنفيذ مخططاتها التي لا تخفى على أحد، فماذا يضيرنا لو امتلكت إيران أسلحة نووية ما دامت إسرائيل تمتلك هذا السلاح؟



تعليقات القراء

جخيدم
المبجل و الكريم
محمد ابو صقري
(ايران في الميزان)
يا هلا بالسجع
ياهلا بالميزان
ملحوظه
يرجى
قراءة التعليقات على مقال:
"الاخوان المسلمون في الميزان"
للكاتب الكريم:"امجد السنيد"

02-02-2012 01:05 PM
عنبوط
الكريم ابن الكريم ابن الكريم ...
ابن الأكرمين المبجّل والعظيم/ فنيخر

بعد التحية والأحترام

اذا كان حضرتكم مُت قاعد
فأنا مُت واقف
لذلك تعليقاتي ومشاركاتي
تكون في أوقات متناسبة مع ذلك
الاّ اذا كان هناك دواعي اُخرى
ليلة أمس
كانت مناسبة لي لسهرة طويلة
اطّلعت فيها على الأرشيف
فوجدتُ أنّ بعض المقالات يتكرر
اعادتها أكثر من مرّة
كذلك فانّه مع اقتراب موعد
موسم الهجرة الى الصّناديق
( أنظروا مقالا لنا بهذا العنوان )
لقد أبلغتك أكثر من مرّة
أنّ ما لفت ( هاي حلوة ) انتباهي
لكم هو الذّكاء
وكانت أوّل مرّة أتعامل عن بُعد
مع انسان بمثل ذكاءك
الّي يُعجبني ويأسرني
وفي الختام
وآمل أن لا يكون ختام بيننا
أتمنى لك وللعائلة الكريمة
الصّحة التّامّة والسّعادة الكاملة
وبمناسبة مولد سيّد الخلق عليه أفضل صلاة وأتمّ سلام
كلّ عام وأنتم بخير
وللموقع المحترم
وللمحرّر الكريم
شكرا
02-02-2012 02:05 PM
فنيخر و شركاه
المبجل و الكريم
ابن الاكرمين
عنبوط
بدايه:
"كل عام و انتم و محمد بدر بالف الف خير"
ثالثا:
(خلي محمد يقلك قصتها)
انا انحني اجلالا لذكائك
و صلى الله وسلم و بارك على افضل خلقه
محمد
02-02-2012 03:17 PM
جخيدم
المبجل

و ابن الاكرمين

عنبوط

بسم الله الرحمن الرحيم

من الله علي بنعمه القراءه, و انا تقريبا بسن التاسعه(كتب الفلاسفه و ما شابه)

و اقتبس من مقالك الكريم:

موسم الهجره......:

(ومتجاوزة لحاجز الخوف من المجهول )



و لا ازال اتذكر منذ45 عاما:

يا لبؤس من يقف عند المعلوم

ويا لشقاء من يفقد المجهول

ان الوقوف عند المعلوم

هو البؤس و الشقاء

هو النهايه و الفناء

فالمجهول

هو ابو التجارب

جوهر الوجود

و سر الحياه

فنيخر

حورها

الى العشائر

انا استغر الله العلي القدير بعد ان ارويها كل مره

اذا كررت عبارة:

(ومتجاوزة لحاجز الخوف من المجهول )







ساستنطق:

ابي العلاء المعري

و استنجد ب

عنترة العبسي

و

مالك الخيل

و اوسعنك.........

فانا

اكتب

خارج

حدود الزمان و المكان





ملاحظه:هنالك عدةاطروحات دكتوراه في جامعة اوكسفورد\او كمبردج(الذاكره تتردى)بشعر عنترة العبسي

لانه

يجمع ما بين:

رقه الالفاظ و عذوبتها

ومابين

عظمةو نبل الفروسيه

مع عظيم مودتي و احترامي

جراسا و المحرر الكريم

شكرا



02-02-2012 04:34 PM
عنبوط
الى فنيخر

البرقيّات كانت طريقتي
أرجو لا تستعملها معي
بحدثك عن موضوع
بترد في آخر
ذكي وعرفنا
لكن...بلا منها

لك تحايا
02-02-2012 05:49 PM
جخيدم
عنبوط

حاظر

امرك

سيدي
03-02-2012 11:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات