في العيد الخمسين لميلاد القائد


يتزامن احتفالنا بالعيد الخمسين لميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه هذا العام مع ظروف ومستجدات و معطيات مختلفة عن الأعوام السابقة تمثلت بما يسمى بالربيع العربي الذي اجتاحت عواصفه الاردن حيث استطاع ان يعبر منه الاردن قويا منيعا وتحطمت على صخرته كل الأجندات المغرضة والمتربصة به بالوقت الذي انهارت به بعض الأنظمة العربية وبعض هذه الأنظمة ما زالت في حالة من عدم الاستقرار نتيجة لعدم تفهم قادتها لطبيعة المرحلة فالحمدلله نحن في الاردن حبانا الله بقيادة هاشمية حكيمة كابر عن كابر وشعب واعي ومنتمي لوطنه وأمته استطاعت القيادة بالتفاف الشعب حولها ان توصل الاردن الى بر الأمان وعلينا ان نستذكر ونحن نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك الجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الملك عبدالله في سبيل كرامة الاردن والأردنيين
إن مولد جلالته كان مولد امة وكان بشرى للأردنيين ويوم ميلاده الميمون خاطب المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه آنذاك الشعب الأردني قائلا:

لقد كان من منّ الباري جلّ وعلا ومن فضله على وهو الرحمن الرحيم أن وهبني عبدا لله قبل بضعة أيام وإذا كانت عين الوالد في نفسي قد قرت بهبة الله وأعطية السماء فان ما استشعره من سعادة وما أحسّ به من هناء لايرد إلا أن عضوا" جديدا" قد ولد لأسرة أردنية وابنا" جديدا" قد جاء لأمة عربية ومثلما أنني نذرت نفسي منذ البداية لعزة هذه الأسرة ومجد تلك الأمة كذالك فأنني قد نذرت عبدا لله لأسرته الكبيرة ووهبت حياته لأمته المجيدة


فمنذ أن تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه بعد وفاة المغفور له جلالة الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه في السابع من شهر شباط من عام 1999 كان وما زال خير خلف لخير سلف ، حيث سار جلالته بالأردن عبر بحر متلاطم الأمواج وفي ظروف استثنائية حتى وصل به إلى بر الأمان حاملاً رسالة الثورة العربية الكبرى رسالة العز والفخار التي أرادها الهاشميون من قبل لهذه الأمة
فعلى المستوى العربي
منذ اعتلى العرش وهو ملتزم بنهج والده الحسين طيب الله ثراه في تعزيز دور الأردن الايجابي والمعتدل في العالم العربي ،حيث كان وما زال يعمل جاهداً وباستمرار على إيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي فجلالته لم يدّخر جهداً من اجل النهوض بهذه الأمة والعمل على وحدة الصف العربي ورأب الصدع بين المتخاصمين من خلال تقريب وجهات النظر لتوحيد المواقف العربية اتجاه ما تتعرض له الأمة العربية والسعي للحصول على حقوقها المشروعة في الحرية والاستقلال والحياة الفضلى فطرح جلالته قضايا الأمة المصيرية من على كافة المنابر الدولية وفي المؤتمرات الإقليمية ومؤتمرات القمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية مؤكداً بأنها القضية المحورية وهي لب الصراع بين العرب وإسرائيل وغيرها من القضايا العربية الشائكة فكان بحق حاملاً للرسالة التي حملها الآباء والأجداد رسالة الثورة العربية الكبرى التي نادت وما زالت تنادي بوحدة هذه الأمة واستقلالها فجلالته يمثل صوت الحق والحكمة والوجه العربي المشرق في حمل الهم العربي.


وعلى المستوى الإسلامي
كان لجهود جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين ودوره في ابراز الصورة الحقيقية للإسلام ابرز الأثر في جعل الاردن في مقدمة الدول العربية التي تدافع عن الإسلام والمسلمين في كل مكان فمنذ أن تسلم جلالته مهام مسؤولياته كملك للبلاد لم يدخر جلالته وسعاً في حمل مهام هذه المسوؤلية العظيمة للدفاع عن دينه ووطنه وأمته كسائر سلفه الصالح من ملوك بني هاشم الميامين حيث انعكس ذلك من خلال لقاءاته المختلفة بزعماء الدول التي يزورها ومن خلال المؤتمرات الصحفية التي يعقدها والخطب والكلمات التي يلقيها في المؤتمرات والمناسبات .
حيث أكد جلالته على أهمية الدفاع عن الإسلام والمسلمين وخاصة التهم الموجهة إليه بأنه دين التطرف والإرهاب حيث قال جلالته في هذا المجال:(إن ما يتعرض له الإسلام من اتهامات ظالمة ومحاولات لتشويه صورته والإساءة له وللمسلمين هو نتيجة للجهل بمبادئ الإسلام ورسالته الإنسانية النبيلة، وقد كانت الحضارة الإسلامية على الدوام رمز التعددية العرقية والاجتماعية والثقافية فالشريعة الإسلامية تحترم التباين بين الأجناس المختلفة، وتدعو إلى التعايش السلمي في إطار من الأخوة والتسامح واحترام حقوق الإنسان، والعمل من أجل عالم يسوده العدل والسلام، ونحن نؤمن بأن الحوار بين الإسلام والحضارات الأخرى هو خير وسيلة لبناء جسور التعاون بين من يمثلون ثقافات واديان مختلفة وإزالة سوء الفهم والمفاهيم الخاطئة، أما الإرهاب والتطرف فهي مظاهر سلبية وفي مؤتمر القمة الإسلامي العاشر الذي عقد في ماليزيا في 16 تشرين أول 2003 ألقى جلالته كلمة جاء فيها ( أما التحدي الأكثر خطورة على شعوبنا الإسلامية فهو ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من اتهامات ظالمة ومحاولات مستمرة للربط بينهم وبين الإرهاب نتيجة لجهل الآخرين بمبادئ الإسلام واعتمادهم على بعض الممارسات الخاطئة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة وان من أقدس واجباتنا كمسلمين ان نقدم الإسلام للآخرين بالعقل والمنطق ونبذ كل أشكال التعصب والإرهاب وأننا مستهدفون مثلهم بل أكثر منهم فتشويه صورة الإسلام واستعداء العالم علينا ووضعنا في دائرة الاتهام المسبق هو أبشع صور الإرهاب).

وعلى المستوى المحلي

في هذا الإطار ينبغي التأكيد على جملة من الثوابت تمثلت في الرؤية الملكية للإصلاح والتطوير والتي تستهدف تعزيز وتقوية البناء الداخلي لمجابهة تحديات المرحلة من خلال توجيه الحكومة للعمل على الإسراع في تسريع وتيرة الإصلاح والتي يهدف من خلالها جلالة الملك الوصول إلى توفير حياة أفضل لجميع الأردنيين وفي زيارته الأخيرة لواشنطن أكد جلالة الملك على مجموعة من الإصلاحات التي بدأت في الاردن معتبرا ان من أهم الأولويات هو ما ينعكس على المواطن الأردني والمتمثلة بتوفير حياة كريمة له ولآسرته . ومن الثمار التي جاءت على اثر هبوب عواصف الربيع العربي على الاردن انه تم تعديلات جوهرية على الدستور الأردني والكثير من القوانين التي تنعكس إيجابا على الشعب بالمنفعة والديمقراطية ومنها قانوني الانتخاب لمجلس النواب والبلديات بحيث تجرى الانتخابات البرلمانية والبلدية بموجب قوانين عصرية تخدم الوطن والشعب على ان تجرى الانتخابات قبل نهاية العام الحالي كما أمر جلالته وبكل شفافية ومصداقية كما تم التأكيد على مكافحة الفساد والمفسدين لكل من تثبت إدانته منهم مهما علت رتبهم وقال جلالته في اكثر من مناسبة ان لا احد فوق القانون ومن هذا المنطلق باشرت هيئة مكافحة الفساد بدورها في هذا المجال وتم تحويل العديد من القضايا للقضاء العادل الذي أعاد بعض من هذه الحقوق المسلوبة للوطن(لخزينة الدولة) كما تم تحسين وهيكلة رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين العاملين والمتقاعدين منهم بهدف توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم فجلالة القائد لم يدخر جهدا" من اجل الاردن ويطوف العالم ليل نهار من اجل توفير حياة كريمة ومريحة للمواطنين

نبذة مختصرة عن حياة جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه
ولد جلالته في 30 من كانون الثاني 1962 وهو الحفيد ال43 من أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الابن الأكبر لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وصاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين . تلقى جلالته علومه داخل البلاد وخارجها في مساقات مختلفة مثل شؤون الشرق الأوسط والشؤون الدولية . وفي إطار عمله في القوات المسلحة الأردنية التحق بدورات عسكرية مختلفة وخدم في مواقع مختلفة في القوات المسلحة ويحمل رتبة مشير وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية .

اقترن جلالته بجلالة الملكة رانيا في 10 حزيران 1993 ورزقا بنجلهما الأول سمو الأمير الحسين في 28 حزيران 1994 وابنتين هما سمو الأميرة إيمان التي ولدت في 27 أيلول 1996 وسمو الأميرة سلمى التي ولدت في 26 أيلول 2000 ، ولجلالته أربعة إخوة ( أصحاب السمو الملكي الأمراء فيصل و علي و حمزة ولي العهد والأمير هاشم ) وست أخوات ( عائشة ، زين ، هيا ، عالية ، راية ، إيمان ) .
وفي الختام نتوجه إلي الله العلي القدير ان يحفظ سبحانه وتعالى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حادي الركب وقائد المسيرة ويكلاءه بعنايته الربانية كما نتوجه إليه بالتهنئة الخالصة بعيد ميلاده الميمون معاهدين جلالته أن نبقى الجند الأوفياء لهذا الوطن ولقيادته الهاشمية الحكيمة مجددين البيعة من خلال بذل المزيد من العطاء والانجاز ليبقى الأردن أولا" ولنكون " كلنا الأردن " الأردن القوي العزيز تحت ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .
Email/ hassan_abo_zaid@yahoo.com




تعليقات القراء

فنيخر
ابارك

لجلاله القائد الاعلى

الملك

عبدالله الثاني المعظم

في عيد ميلاده الخمسين

ادامه الله ذخرا

للامتين العربيه و الاسلاميه

وقائدا للبيت الهاشممي

و الوطن الاردني
29-01-2012 01:11 PM
سميح علوان الطويفح / بني صخر / الحمَّاد
كُلِّ عَام وَأَبّا الْحُسَيْنِ بأَلْفِ خَيْر وَبَرَكةٍ وَصِحَةٍ وَعَافِيَّة ...

حمى الله الأردن الغالي حصناً منيعاً ودرعاً قوياً ، ورعى الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى قائداً عربياً هاشمياً عزيزاً وجعله الله ذخراً وسنداً للأردن والأردنيين وللأمة العربية والإسلامية جمعاء ، وحفظ الله شعبنا الأردني الباسل بالأمن والآمان والإستقرار والتقدم والرقي والرفاه والإزدهار ...

وكل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني بني الحسين المعظم بألف خير وبركة وصحة وعافية وأطال الله بعمر جلالته وجعله الله من عوَّاده إن شاء الله العلي القدير ..

Your Majesty King Abedullah Ben Al-Hussain,

Many hopes are attached to your the best leader in this world because your w wisdom and leadership man.

The life of this generation, and the future of generations to come.

Our hopes grow while we pass years, we feel our hopes and aspirations are in good hands.

On this pleasant day, congratulations to Your Majesty, and to the cherished Royal Family.

HAPPY BIRTHDAY TO YOUR MAJESTY

عاشق تراب الأردن
سميح علوان الطويفح / الفوسفات
31-01-2012 11:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات