"[أحمد]" و "[سيمو]" و التوجيهي


بسم الله و الصلاة و السلام على حبيبي محمد و على آله و صحبه و بعد:

أهدي قصتي هذه إلى سكان دولة بعيدة اسمها "جوردانيا" عموماُ، و إلى المعلمين الأفاضل
مراقبي التوجيهي في هذه الدولة خصوصاً..
و في دولة جوردانيا تدور أحداث قصتي
و اسمح لي أيها القارئ الكريم أن أعرفك بداية على أبطال قصتي:
[احمد] : طالب توجيهي جورداني فقير و لكنه ذكي و متفوق و يمتلك الكثير من القيم و الأخلاق التي شحت بين الشباب اليوم.
سامي أو [سيمو]: طالب توجيهي جورداني غني و "فايع"، و لكنه سخيف و فارغ، و عدوه اللدود الكتاب.

يعلم [أحمد] أنه إن لم ينجح في التوجيهي فقد خسر بالضربة القاضية، فلا خيارات أخرى أمامه سوى النجاح، فليس أباه حوتاً ليوظفه في شركة من شركاته أو ليتوسط له ليعمل في هيئة خاصة!.. و كل أقارب [أحمد] كانوا يتوقعون و ينتظرون منه التفوق فقد اعتادوا منه على ذلك.

في الجانب الآخر من قصتي "[سيمو]" الغبي الغني، الأهبل المدلل، الفايع الضايع.. و مجموعته الذين يشبهونه تقريباً في كل شيء "قل لي من تصاحب أقول لك من أنت!"

كان [أحمد] يدرس كثيراً بينما [سيمو] -الذي عبثاً أخذ دروساً خصوصية في كل شيء- لا يدرس أبداً.. و كان كلما التقى [سيمو] و "شلته" ب[أحمد] أشبعوه سخرية و تهكماً على ملابسه البسيطة و كتبه الكثيرة.. و كان [أحمد] يشعر بضيق شديد جدا و يفضل الموت على رؤية هؤلاء "السخفاء"و كان يواسي نفسه عندما يحلم بتفوقه عليهم و على غيرهم فكان يصارع البرد و النعس و التعب و يدرس و يدرس و يدرس...

و جاءت امتحانات الثانوية العامة .. التزم [أحمد] بدفتر إجاباته .. و كان مرتبكاً و خائفاً بعض الشيء مما أثر سلباً على تركيزه و أدائه .. و لم يقبل [أحمد] لنفسه أن يغش فهو لا يحب الغش و لا يقبله طريقاً له للوصول.

[سيمو] و أصدقاءه لم يتركوا وسيلة من وسائل الغش الا و تفننوا في استخدامها سواءً قصاصات الورق المصورة أو بعض الأجهزة الإلكترونية أو الاستعانة بغيرهم من الطلاب و حتى الأساتذة!!!
و أقف هنا عند كلمة "أساتذة" فكيف يسهم بناة الأجيال و صانعو المستقبل في جريمة كهذه؟
حسناً .. الأمر كالآتي
بعض المراقبين هم من "ذوي القلب الحنون" و يسمح بالغش من منطلق القاعدة الدستورية "حرام! خليهم ينجحوا"
البعض الآخر من المراقبين من صنف "موصى" فهو لا يريد أن يحرج نفسه مع هذا و ذاك ممن أوصوه على أقربائهم و معارفهم و ليس آبهاً بمن ينجح و من يرسب
و البعض الأخير: من المستضعفين في الأرض .. فهم يريدون أرضاء ضمائرهم و عدم خيانة الأمانة التي ألقيت على عاتقهم و لكنهم كمن يجدف بعكس التيار.. فالكل يطلب منهم أن "يتلحلحوا" أو "يطنشوا" أو ..... الخ و بما أنهم لا يحبون الضرر لأحد فهم يكتفون بتنبيه هذا و انذار ذاك و لكن لا يستطيعون إيقاف عجلة الغش، و خصوصاٌ و أن زملائهم هم من يدفعون العجلة و يطلقون عبارات تعطي قوة الدفع مثل: " يا زلمه طنش!".. " اعمل حالك مش شايف" .." حرام خليهم ينجحوا" ... " أبوه موصيني عليه" ... " إذا مشان اليمين انا بدفعلك كفارة"
و انتهت الامتحانات .. نجح [أحمد] و لكن بمعدل مخيب للآمال 76 و لم يحصل على مقعد جامعي لأن المعدلات لهذه السنة مرتفعة.
بينما نجح [سيمو] البطل و حصل على 91 و كذلك نجح أصحابه بمعدلات مرتفعة، فالتحق [سيمو] بتخصص الهندسة المعمارية و صديقه الآخر معلم لغة عربية و الثالث صيدلاني و الرابع محاسب

بعد 10 سنوات:

[سيمو] مدير مكتب إنشاءات و قد قام ببناء الكثير من العمارات المغشوشة و قد سقطت أحداها على السكان و قتل البعض إلا أن والده قد أخرجه من القضية بتدخل "حوت كبير" كما تخرج الشعرة من العجين
أما صديقه معلم العربي فأنتج جيلا فاشلا لا يجيد القراءة و الكتابة .. و هو مستمر في مسلسل "غش و انجح"
أما الصيدلاني فقد فر إلى الخارج بعدما أعطى أحدهم الدواء غير المناسب مما تسبب في وفاته و هو مطارد من القضاء.
المحاسب اختلس الملايين من الأموال العامة و أفلست على يديه اكثر من شركة لضعفه في الحساب و قوته في النهب و لا يزال يتقاضى راتبا خيالياً في إحدى المؤسسات

أما [أحمد] فهو في مصحة للأمراض النفسية بعدما عجز عن تفسير قواعد اللعبة في دولة جوردانيا..
و استمر المعلمون "الحنونون" في فتح باب الغش لطلاب التوجيهي رحمة بالطلاب "المساكين" و استمر تخريج أجيال فاسدة لبناء دولة جوردانيا.
و أســــــفاه

كل الشكر لإدارة الموقع و المحرر الكريم على نشر القصة



تعليقات القراء

هيثم المومني

مقالة رائعة استاذ مالك.. بالفعل واقع بلدنا ابن الحراث حراث وابن الوزير وزير.. لكن بهمة الشباب الاردني المتعطش للعدالة الاجتماعية سنقضي على الواسطة والمحسوبية والشللية ان شاء الله.. ....
18-01-2012 10:45 PM
خزعلــــــــــــــــــــــــــي
ميرسيه بالفرنسي على ايجاز الحال عن دولة دوردانيا@@ بس وين موقعها ا!! ""
""" :: " ؟؟؟؟ أظنها في اقصى شمال جنوب الكرة الأرضية ÷÷÷÷÷ههههههه
18-01-2012 11:08 PM
هذلول
الفاضل و الكريم

الاستاذمالك المومني

لنترك هذا المقال جانبا لبرهه من الوقت

حيث اعتق ان فيه قسق من المبالغه الزائده عن الحد

حيث لم نصل في مملكتنا الى مستوى:

"و قد قام ببناء الكثير من العمارات المغشوشة و قد سقطت أحداها على السكان و قتل البعض"
19-01-2012 08:14 AM
هذلول
الكريم و الفاضل

الاستاذ مالك المومني

عذرا

او

"أما الصيدلاني فقد فر إلى الخارج بعدما أعطى أحدهم الدواء غير المناسب مما تسبب في وفاته "

المهم

في مقالك السابق:

"الحل السحري .. احرق نفسك"

طلبت من القراء الردود

و دعني اذكرك بذلك(بعد اذنك):

"أتحدى أحدا أن يقول لي بأن هذه الوصفة لا تعمل! و أنتظر ردودكم "

و قمت انا بالرد:

الفاضل و الكريم

الاستاذ مالك المومني

ابدعت

فلا هدي بعد هدي المصطفى ,صلوات الله عليه,

ولا اجتهاد في مورد النص.

هنالك سؤالان اذا كان لديك الوقت للاجابه لطفا:

1.بماذا تعقب عمن انتحر وهو بحاله مرض نفسي؟

2. ماذا تقول لمن صار له عده سنوات و هو ينتظر دوره في التوظيف على قائمه ديوان الخدمه المدنيه؟

بانتظار اجابتك الكريمه,

مع عظيم مودتي و احترامي

جراسا

و المحرر الكريم

شكرا

13-01-2012 08:59 PM

و لكنك لم ترد.

ثم عقبت:

الكاتب الكريم





الاستاذ مالك المومني



(أتحدى أحدا أن يقول لي بأن هذه الوصفة لا تعمل! و أنتظر ردودكم )



لقد رديت و منذ 3 أيام



انظر التعليق اعلاه





"و انا بانتظارك"



مع الاعتذار لكوكب الشرق ام كلثوم



مع عظيم احترامي

و لكنك لم ترد.

ثم عقبت:

الكاتب الكريم



الاستاذ مالك المومني



من اخلاق المصطفى(صلوات الله عليه) في الجاهليه انه وعد احدهم للقائه في مكان ما,و لما لم يأت ذلك الرجل,بقي الرسول (ص)3 أيام في انتظاره حتى تحلل من وعده



مع عظيم مودتي

15-01-2012 01:00 PM

هذلول



و لكنك لم ترد.

ثم عقبت:

اول كلمه نزلت من القران الكريم



هي كلمة"اقرأ"





ولكنك لم ترد

ثم عقبت:

- الفاضل و الكريم



الاستاذ مالك المومني



عملا بقول المصطفى(صلوات الله عليه)



"التمس لاخيك عذرا"



سألتمس لك عذرا في عدم الرد علي



مع عظيم احترامي

ثم كتب لك احد المعلقين:

كان بودي ان توجه الكلمات الجميله لمن احرقنا واغرقنا بالهموم والديون

الاردن كل الاردن وساكنيه لا يساوو سكان حي شوبرا القاهره 6 مليون والاردن ديونه نساوي ديون مصر

أسمعت قول الله تعالى:(( و لقد كرمنا بني آدم... ))

يا قاتل..

أسمعت قول الله تعالى:(( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً))

يا رافض...

لماذا ترفض أمر الله القائل: (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق))

يا هالك

ألم تسمع قول نبينا و حبيبنا عظيم البشرية و قائد الفكر السليم محمد صلى الله عليه و سلم: )مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري

يا ظالم...

ألا تعلم أن نفسك التي بين جنبيك ليست ملك لك و إنما أمانة استودعكها الخالق ليمتحن أدائك و حفاظك عليها:(( أنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوماً





ارجو ان تسمح لي بان

اختتم التعليق بقولي

كاتبي الكريم:

ارجو (عندما تتحدى القراء بالرد)

ان تمتن عليهم

بقراءه ردودهم على مقالك

مع عظيم مودتي و احترامي

اخوك في النرويج(كما يقول حنظله)

هذلول

جراسا

و المحرر الكريم

كما عودتمونا على حريه الكلمه

شكرا
رد من المحرر:
عفوا
19-01-2012 08:28 AM
م.محمد فريحات
هذا طرف من حصاد الهشيم فاينما يممت وجهك شطر الوطن وجدت فشلا ذريعا احد تجلياته موضوع التوجيهي فلم نبني اقتصادا معتمدا على الذات خلال عشرات السنين ولا زلنا نعتمد على الصدقات والمساعدات وتفرجنا على فقدان الضفة الغربية في 67 وباعوا مدخرات الوطن (الخصخصة ) والنتيجة ديونا على الاردن ب18 مليارا
19-01-2012 01:29 PM
مالك المومني
أخي هيثم: أنت الرائع و شكراً لتعليقك
خزعلي: هي قريبة قريبة :) أشكر لك المرور و التعليق الطريف
أخي الفاضل هذلول: أولا اعتذر بخصوص المقالة السابقة و قد بعثت الرد عليها هناك.. أما بخصوص أننا لم نصل إلى ما كتبت فقد وصلنا إلى كثير منه و خوفي من الوصول إلى باقيه دفعني إلى كتابة هذا المقال.. و كلها تبدأ من بناء اللبنة الأولى بطريقة خاطئة و هذه اللبنة هي التوجيهي .. يرمى الطوب القوي المناسب و يوضع الطوب المغشوش .. و هذا الطوب لا يصلح أبداً لبناء البلد و إن صلح الطوب المستخدم في البناء .. أشكر لك قرائتك للمقال و تعليقك عليه.. كل الحب و الاحترام
أخي المهندس محمد فريحات أظنك أنت الكاتب على مجموعة معلمو الأردن صناع المستقبل على الفيس بوك! فإن كنت أنت أنت فإني أظن أنك وضعت أساسيات جميلة جداً للتحول الإيجابي .. شكرا لك على التعليق هنا و التوجيهي كما أسلفت لعزيزي هذلول هو اللبنة الأولى .. و البناة جلهم لا يجيد البناء
19-01-2012 01:56 PM
هذلول
الكريم و الفاضل



الاستاذ مالك المومني



شكرا

على الرد

فهذا يدل

على سمو خلقك
19-01-2012 02:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات