كاد أن يسقط مسمار جحا !!!


إنشغل المجتمع الأردني بجرة الغاز يومي الخميس والجمعة وبدأ الشعب بالأستنفار وحساب الوقت الذي سيشعل به صوبة الغاز كي يحاول السيطرة على الهدربما تبقى لديه من غاز ، وفي نفس الوقت كانت السماء تعطينا مطرا وثلجا من رب العالمين وأرتفعت عقيرة موزعي الغاز بكلمة واحدة مكررة مئات المرات ( المصفاة ليس بها غاز ) .. وتوقفوا عن إطلاق موسيقاهم الشجية إعلانا بإنتهاء ما لديهم من اسطوانات .
وبدأت الاخبار تتوارد من لسان وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام أن الغاز وصل للعقبة ولا توجد اية مشكلة بتوفر مادة الغاز للمواطن ، وتنفس المواطنين الصعداء ورجعت موسيقى سيارات التوزيع تصدح في الاجواء ورجع الدفء لقلب المواطن الأردني في موسم شتوي بارد .
ما سبق هو وصف لحالة الاردن خلال ثماني واربعون ساعة ماضية ، وإذا ما دلت تلك الحالة فهي تدل على أن أية إمرأة في أي منزل أردني تمتلك من الحنكة والدراية والتنظيم وحساب المستقبل أكثر مما تمتلكه أية حكومة أردنية بكل مخططيها ومستشاريها ورواتبهم الفلكية وسياراتهم الفخمة وبدلاتهم الحريرية وكل أقلام الحبر وملفات الأوراق ووسائل العرض المتعددة لشرح الخطوات التي ينبغي لهم إتخاذها في حالات الطوارىء ، فتلك المراءة الأردنية تعرف متى ينتهي لديها الشاي أو السكر أو الرز وتقوم بحساباتها وتستعد لوضع مخزون يكفيها لشهر وأكثر .
وجميع من في الحكومة أظهروا للشعب بأنهم متفاجئون من انتهاء مخزون الغاز ونحن في فصل الشتاء وهم لايقومون بحسبتها كما يحسبها المواطن الأردني ، ولايستخدمون صوبات الغاز لأن تنكات ديزل منازلهم ومكاتبهم ممتلئة على الدوام والتدفئة تعمل اربعة وعشرين ساعة بدون حسيب أورقيب ، ولعل السبب في ذلك أنهم لايدفعون فواتير تدفئة مكاتبهم وبالتالي منازلهم لأن هناك من يدفع عنهم وهذا الأمر لايشكل لهم مشكلة في عقلهم كي يفكروا بها .
وفي تصور أخر للحدث وسرعة خروج التصريح الرسمي عن وصول بواخر من الغاز ، أجد السبب في تلك السرعة يعود إلى ان الحكومة قد شعرت بأنها ستفقد مسمار حجا الذي تعلق عليه كل عجزها المالي من خلال دعمها لجرة الغاز تلك ، وحفاظا لماء وجهها طلبت من الناطق الرسمي بأسمها بأن يعجل بتصريحه ويطمئن الشعب ، وفي النهاية نجد أن تجربة انقطاع الغاز لمدة اربعة وعشرين ساعة عن الوطن لهو أكبر دليل على أن حكوماتنا في واد والشعب والوطن في واد أخر وأن جرة الغاز بالنسبة لها ليست سوى مسمار جحا تعلق عليه عجزها وعجز ميزانتها .



تعليقات القراء

ام عارف
شكرا للكلام الجميل وهذا الغزل الجماعي لحنكة المرأة الاردنية يا استاذ احمد فالمرأة المدبرة في منزلها تعين الحكومة وهي حائرة في عجزها وما بجيبها غير نسوانها
15-01-2012 09:12 PM
هذلول
الى الفاضله

ام عارف

تعليق رقم1



من مدونات ارسطو



"وراء كل امرأه عظيمه رجل يشدها الى الخلف"

لدى المرأه عدة اخطاء, بينما للرجل خطأن:

"كل شيء يقوله و يعمله"
16-01-2012 08:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات