خواطر فاسدة
نحن قوم نحبّ الازدحام ونعشق الزّحمة ، فما أن نرى طابورا طويلا أمام مخبز أو محطّة بنزين حتّى نسارع للاصطفاف في الطّابور مُزاحمين ، ثُمّ نسأل عن سّبب الطّابور والازدحام !. وعندما يفتح أحدهم محلاّ لبيع الدّواجن مثلا وينجح فإذ بعدد من المحلاّت يتمّ فتحها في نفس المنطقة . وبمجرّد حدوث حادث سير أو مشاجرة عاديّة بين اثنين حتّى يتجمّع خَلقٌ كثير وأكثرهم للفرجة ويصبح وجودهم مُعيقا ولا يُحقّق أدنى فائدة .
وما أن يخلو أحدنا بنفسه في البيت أو العمل حتّى تنهمر عليه الاستفسارات و الاتّهامات من كلّ جانب أقلّها ( شايف شوفه ) .ولا يهدأ لهم بال حتّى يجرّوك عندهم أو يأتوا إليك . فمن موروثاتنا الشّعبيّة أنّ الجنّة من دون ناس ما تنداس !.
وهذه الأيّام انتشرت موضة الأعتصامات والمطالبات فالكل يُطالب ويُريد أن يعتصم . والمسيرات أيضا أصبحت مجالا للتّنافس . علما أنُ بعض المعتصمين أو المشاركين في مسيرة قد لا يعرفون سبب الاعتصام أو مَطالب المسيرة . ومن ذلك أيضا الحديث عن الفساد ، فالكلّ يُدلي بدلوه في هذا المجال ، فيتمّ الحديث عن كلّ شيء وكلّ أحد ، فأصاب الشّك الجميع ، فالفساد في كلّ الأماكن والوزارات والمؤسّسات والصّفقات !، فالجميع فاسدون ( إلاّ المتحدّث ) سبحان الله ! .
ليس المقصود من كلامي القول بعدم وجود فساد أو فاسدين ولكنّي لا أحبّ المبالغة في ذلك ، فمن يُريد إصابة الهدف لا يحمل حجرا ضخما . كما أنّه لا يجوز إطلاق الاتّهامات ذات اليمين وذات الشّمال دون دليل أو قرينة . ومنهجنا في ذلك هو قول ربّنا جلّ وعزّ إذ يقول سبحانه ( ولا تَقْفُ ما ليس لك به علمٌ ، أنّ السّمعَ والبصرَ والفؤادَ كُلُّ اؤلئك كان عنه مسئولا ) . إنّ مبدأ أنّ المتّهم مُدانٌ حتّى يُثبِت براءَته غير صحيح ، فالأصل أنّ المتّهم بريءٌ حتّى تَثبتَ إدانته . وإلاّ كان الخوض في أعراض وسُمعة النّاس من الأمور السّهلة علما أنّ ذلك يكون سببا لوُرود المهالك بعقاب الله وعذابه ، فعندما يُسأل أهل جهنّم ما سَلَكَكُم في سَقر ؟ تكون إجابتهم بأنّ أحد الأسباب كان ( وكُنّا نخوضُ مع الخائضين ) .
كما أنّ مصطلح الإصلاح أصبح على كلّ لسان ، ولو أنّنا سألنا مائة شخصٍ عن مفهومهم للإصلاح وماذا يُريدون منه فربّما حصلنا على مائة إجابة مختلفة وأحيانا متعارضة ، فالإصلاح مطلوبٌ ولكن بتحديد أولويّاته وسقفه وأدواته ، فمن تعجّل الشّيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .
نحن قوم نحبّ الازدحام ونعشق الزّحمة ، فما أن نرى طابورا طويلا أمام مخبز أو محطّة بنزين حتّى نسارع للاصطفاف في الطّابور مُزاحمين ، ثُمّ نسأل عن سّبب الطّابور والازدحام !. وعندما يفتح أحدهم محلاّ لبيع الدّواجن مثلا وينجح فإذ بعدد من المحلاّت يتمّ فتحها في نفس المنطقة . وبمجرّد حدوث حادث سير أو مشاجرة عاديّة بين اثنين حتّى يتجمّع خَلقٌ كثير وأكثرهم للفرجة ويصبح وجودهم مُعيقا ولا يُحقّق أدنى فائدة .
وما أن يخلو أحدنا بنفسه في البيت أو العمل حتّى تنهمر عليه الاستفسارات و الاتّهامات من كلّ جانب أقلّها ( شايف شوفه ) .ولا يهدأ لهم بال حتّى يجرّوك عندهم أو يأتوا إليك . فمن موروثاتنا الشّعبيّة أنّ الجنّة من دون ناس ما تنداس !.
وهذه الأيّام انتشرت موضة الأعتصامات والمطالبات فالكل يُطالب ويُريد أن يعتصم . والمسيرات أيضا أصبحت مجالا للتّنافس . علما أنُ بعض المعتصمين أو المشاركين في مسيرة قد لا يعرفون سبب الاعتصام أو مَطالب المسيرة . ومن ذلك أيضا الحديث عن الفساد ، فالكلّ يُدلي بدلوه في هذا المجال ، فيتمّ الحديث عن كلّ شيء وكلّ أحد ، فأصاب الشّك الجميع ، فالفساد في كلّ الأماكن والوزارات والمؤسّسات والصّفقات !، فالجميع فاسدون ( إلاّ المتحدّث ) سبحان الله ! .
ليس المقصود من كلامي القول بعدم وجود فساد أو فاسدين ولكنّي لا أحبّ المبالغة في ذلك ، فمن يُريد إصابة الهدف لا يحمل حجرا ضخما . كما أنّه لا يجوز إطلاق الاتّهامات ذات اليمين وذات الشّمال دون دليل أو قرينة . ومنهجنا في ذلك هو قول ربّنا جلّ وعزّ إذ يقول سبحانه ( ولا تَقْفُ ما ليس لك به علمٌ ، أنّ السّمعَ والبصرَ والفؤادَ كُلُّ اؤلئك كان عنه مسئولا ) . إنّ مبدأ أنّ المتّهم مُدانٌ حتّى يُثبِت براءَته غير صحيح ، فالأصل أنّ المتّهم بريءٌ حتّى تَثبتَ إدانته . وإلاّ كان الخوض في أعراض وسُمعة النّاس من الأمور السّهلة علما أنّ ذلك يكون سببا لوُرود المهالك بعقاب الله وعذابه ، فعندما يُسأل أهل جهنّم ما سَلَكَكُم في سَقر ؟ تكون إجابتهم بأنّ أحد الأسباب كان ( وكُنّا نخوضُ مع الخائضين ) .
كما أنّ مصطلح الإصلاح أصبح على كلّ لسان ، ولو أنّنا سألنا مائة شخصٍ عن مفهومهم للإصلاح وماذا يُريدون منه فربّما حصلنا على مائة إجابة مختلفة وأحيانا متعارضة ، فالإصلاح مطلوبٌ ولكن بتحديد أولويّاته وسقفه وأدواته ، فمن تعجّل الشّيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
و الفاضل حمرون الثليثي
اما ان الاوان لك
ان تكتب
مقالا
و تريحنا
الاستاذ محمد بدر
ابدعت