لماذا يتمسَّـك الإسلاميون بحلفاء انقلبوا عليهم


في عصر الحاسوب والإنترنت والفيسبوك والتويتر لا يصعبُ على المتابع لمجريات الأحداث في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية الأردنية أن يلحظ تقاطعا وتناغما مريبا في التحشيد ضدَّ الحركة الإسلامية بين قوى الشدِّ العكسيِّ ومن يُخطـِّــطُ لها ويدعمها ، وبين بعض القوى والأحزاب والقوائم النقابية المحسوبين على التيار القومي واليساري أو المحسوبين على بقايا الفصائل الديكورية لمنظمة التحرير( ؟؟؟؟ ) الفلسطينية .

من بين العديد من التقارير والمقالات التي تحدَّثت عن هذه الظاهرة إستوقفني التقرير الذي نشرته صحيفة ( القدس العربي ) اللندنية في عددها الصادر في 8 / 1 / 2012 م والذي يشير فيه مدير مكتبها في عمَّـان زميلنا العزيز الأستاذ بسَّـام بدارين إلى ظهور ( قوة ثلاثية تتحالف ضد الاسلاميين تجمع بين يساريين وطنيين ، وعشائريين كلاسيكيين ، وقوى أمنية ) ، وهي ظاهرة تحدَّث عنها أيضا في بعض مقالاته الزميل العزيز الدكتور محمد أبو رُمَّـان .

أوافق تقرير الزميل بدارين في ( القدس العربي ) ومقالات الزميل أبو رُمَّـان فيما يتعلق بالتحالف الأمني ـ اليساري القومي ، وأضيف إلى هذا التحالف بقايا التيار الفصائلي الفلسطيني على الساحة الأردنية ، وأخالفهما في إقحام عشائرنا الكريمة في هذا التحالف ، وهو إقحام مفتعل ، فلا أعتقد أنه يغيب عنهما ، مثلما لا يغيب على أي متابع للشأن الحزبي على الساحة الأردنية أنه لا توجد عشيرة أو عائلة من جميع المنابت والأصول على إمتداد الأردن طولا وعرضا لا ينتمي بعض أبنائها وبناتها إلى الحركة الإسلامية أو على الأقل يتعاطفون معها ، بل إن الحركة الإسلامية في الأردن تمثل الفسيفساء الأصدق تمثيلا لكل شرائح المجتمع الأردني ، وهنا أستعير هذه العبارات من مقال لزميلنا العزيز الأستاذ عُريب الرنتاوي في ( الدستور 27 / 12 / 2011م ) يؤكـِّـد فيها ما أقول : ( أن الحركة الإسلامية ، جماعة وحزبا ، هم الخندق الأخير المُجَسّـدِ في معناه ومبناه لوحدتنا الوطنية ، وحدة المنابت والأصول ، الريف والبادية والمدينة والمخيم ، وشاهداً على التعددية الأردنية التي تتجسد في صفوف الجماعة وحزبها السياسي كما لا تتجسد في أي حزب أو تيار آخر) .

أكثر ما يُلاحظ هذا التقاطع والتناغم الأمني ـ اليساري القومي ـ الفصائلي بأوضح ما يكون الوضوح في المقالات والمداخلات في بعض الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية في آخر حملة من حملات التحريض والتجييش الذي إندلعت بكبسة الزرِّ إياه ضدَّ الحركة الإسلامية جماعة وحزبا ، حتى لا يكاد المتابع يعرف أيَّ فرقاء التحالف الثلاثة الأمني ـ اليساري القومي ـ الفصائلي أكثرُ حقدا وضغينة على الإسلاميين من الآخر .؟ ، ومن الموضوعية أن أشير إلى أن العديد من الكـُـتـَّـاب اليساريين والقوميين نأوا بأنفسهم عن هذه الظاهرة ، بل وأنكروها ، وهو أمر يستحقون عليه الشكر والتقدير ، ويلاحظ هذا التقاطع والتناغم في ما لم يعد يخفى على المتابعين للشأن النقابي من تناغم وتعاون أقرب ما يكون إلى التحالف بين فرقاء التحالف الثلاثة الأمني ـ اليساري القومي ـ الفصائلي في مواجهة التيار الإسلامي في إنتخابات النقابات المهنية وفي إنتخابات الإتحادات الطلابية في الجامعات كما حصل في إنتخاب اللجنة التنفيذية لاتحاد طلبة الجامعة الأردنية ، ويلاحظ هذا التقاطع والتناغم في الإصطفاف ضدَّ الإسلاميين في حالة الإنزعاج لدرجة القهر وفلتان الأعصاب التي تلبَّـست فرقاء التحالف الثلاثة الأمني ـ اليساري القومي ـ الفصائلي تجاه الإكتساحات الحاسمة التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في إنتخابات تونس والمغرب ومصر وما تؤشـِّـر له المعطيات من إكتساحات مماثلة في بلدان عربية أخرى تهبُّ عليها نسائم الربيع العربي ، وتجاه الإحتفاء الرسمي والشعبي الذي قوبل به الأخ المجاهد إسماعيل هنية في تونس وتركيا ومصر كرئيس شرعي للحكومة الفلسطينية الشرعية التي أفرزتها أسبق الإنتخابات العربية نزاهة وحرية وشفافية باعتراف العالم كله .

وأحسب أن إعلان الأحزاب الستة بيافطاتها اليسارية والقومية والفصائلية عن عزمها على تشكيل تنسيقية مستقلة تجمعها بعيدا عن الإسلاميين هو أحد متطلبات التحالف الثلاثي الأمني ـ اليساري القومي ـ الفصائلي .

أردت بهذه المقدمة أن أصل إلى سؤال يكثر تردُّده في الآونة الأخيرة برسم الحركة الإسلامية : لماذا تـُصرُّون على التمسك بما يُسمى باللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة بعد أن غيـَّـرت هذه الأحزاب بوصلتها وأخذت تتقاطع وتتناغم وتـُنسق مع قوى الشد العكسي ضدَّكم .؟ .

لم يعد للحركة الإسلامية جماعة وحزبا أي عذر في التمسُّـك باللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة ، وبما أن هذه الأحزاب الستة قد اختارت الإنفكاك فدعوها وما تريد ، ومبروك عليها حليفها الذي استبدلتكم به ، ولنترك للشعب أن يحكم بيننا وبينهم في صناديق الإقتراع إذا قبلوا أن نحتكم إليها .



تعليقات القراء

هذلول
المبدع

زياد ابوغنيمه

(ولنترك للشعب أن يحكم بيننا وبينهم في صناديق الإقتراع إذا قبلوا أن نحتكم إليها .)

جمله رائعه







12-01-2012 12:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات