إصلاح مين يا عم !!


لازلنا مكانك سر وكأن البلاد لم يمر عليها عام من الحراك الشعبي والكثير من المواجهات ما بين السلطات الثلاثة والسلطة الرابعة وصوت الشارع ، وهناك حالتين من طرق التفكير في النخب الأردنية تبرزان في زمن الربيع الأردني .
وفي البحث عن أسباب بروز هاتين الحالتين يقف المرء مندهشا ، ففي الحالة الأولى والمتمثلة بكذب الوزير.. وأمام مجلس النواب نجد قاعدة فكرية مترسخة لديه ولدى عدد لايستهان به من الوزراء وهي أن الكلام ليس عليه جمرك أو أي رقيب أو حسيب وأن الكذب من ملح الرجال ، وفي التحليل الأول داخل عقل الوزير نسي معاليه أننا نعيش الأن عصر الانترنت وسرعة تناقل المعلومات لحد تجاوزة معه المفهوم الأكاديمي لأنية الخبر وصلت للمباشرة في نقل الخبر ، وهنا ونتيجة لطبيعة التعامل مع عقلية المواطن منذ العصور السابقة للأنترنت لم يخشى معالي الوزير أن يكتشف أحدهم كذبته .
وفي نفس الوقت ونتيجة لخروج الوسائل الإعلامية من سيطرة الرقيب الحكومي والمقص الرقابي لمالكي حق توصيل المعلومة للمواطن دون غيرهم من البشر ، نسي معاليه أن كلامه ينقل الأن عبر الهواتف الخلوية للوسائل الإعلامية والتي تقوم في نفس الوقت بالبحث في السجلات الخاصة بالشركات وتكتشف بسرعة البرق أن معاليه كذب وليس هناك أي تفسير أخر لكلام معاليه .
والحالة الثانية تمثلت في تطاول العين .. على الصحافة والإعلام وانه أكتشف الدواء لهم وهو إستخدام القنوة لتكسير رؤسهم وقطع ألسنتهم ، والعين هنا يريدنا أن نرجع للقرون الوسطى في العلاقة ما بين الصحافة والسياسية وإيقن هذا العين أن احدا سوف لن يتجرء على ألبوح بما قاله في إجتماع مغلق ضم معه وزراء وأعيان ، وعلى قاعدة تفكيره القديمة أن رجل السياسة بعيد عن الإنتقاد وخصوصا إذ ما كان عين ويتم تعيينه من خلال ترشيح رئيس الوزراء أسمه لجلالة الملك ومن ثم يصبح عينا في لحظة ويتمتع بجميع المميزات والحصانة التي تجعله يمتلك الجرأءة .
وهذه عينة من رجال إتمنهم الملك على أن يكونوا مبادرين في عملية الإصلاح التي نادى بها الشعب ومن بعده الملك والتي من مبادئها الصدق والأمانة والنزاهة وإحترام حرية الرأي والتعبير دون التعدي على الأخر ، وفي نهاية الأمر المطلوب منا كشعب أن نبصم لهم سواء الوزراء أو الاعيان بأن تعاملهم مع مستقبلنا الجديد قائم على الأمانة والنزاهة وإحترام حرية الرأي والتعبير .. وإلى الأن لم نسمع العين يعتذر والوزير يقر بأنه كذب .. إذا إصلاح مين يا عم ..سلم لي على البذنجان ...؟



تعليقات القراء

حسام البطيخي
أستاذ احمد صباح الخير .. أتذكر فيلم الراقصة والسياسي عندما قررت بأن تكتب مذكراتها ... هولاء هم من يعرفون حقيقة الفاسدين وعلينا أستجوابهم صح ..؟؟
08-01-2012 09:13 AM
هذلول
هنالك جمله في المطاعم الشعبيه عندما ترغب في تكرار طلب صحن الحمص\الفول\المسبحه:

يصرخ الصبي"صحن فول و صلحه"

مع عظيم احترامي
08-01-2012 09:28 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات