البخيت زرع والخصاونة حصد .. !


منذ تسلم الرئيس عون الخصاونة مقاليد امور الولاية العامة في هذا الوطن الغالي والامور تسير من سيء الى اسوأ حيث اشبعتنا تصريحات الرئيس ورجال حكومته عواطف زائفة ومواعيد لم ترتق الى مواعيد عرقوب.

حتى كتابة هذه السطور لم تستجب الحكومة لما يطالب به الاردنيون في حراكاتهم وخارجها لدرجة ان الحكومة لم تسجل لنفسها حسنة واحدة في احالة فاسد من الفاسدين الى القضاء وبقيت تعيش الحكومة على امجاد وسراب الحكومة السابقة التي احالت قضايا الكازينو وامانة عمان وسكن كريم وموارد بعد ان حصرت تلك القضايا باشخاص واستثنت من بعضها اخرين فلم نسمع عن تحويل رئيس اركان او مدير مخابرات او مدير دائرة او ان اي منهم استدعي لجهة قضائية مثلما لم نسمع ان الحكومة قد طلبت من مجلس النواب التحقيق في قضية وزير او رئيس وزراء. مثلما لم نسمع ان مجلس النواب الباحث دوما عن الامتيازات انه بحث ذات يوم في الملفات التي تغص بها ادراجه سواء كانت ملفات برنامج التحول الاقتصادي او برنامج الخصخصة والبوتاس والفوسفات وامنية وقضايا النفط سواء بالفجيرة او بالكويت.

فالمجلس لم يفرج عنها والحكومة لم تسأل عنها حتى القضايا التي احيلت الى القضاء فانها احيلت ناقصة وربما مشروطة بالاستثناءات فقضية موارد غير مقتصرة على اكرم ابو حمدان وموظفيه وقضايا الامانة غير مقتصرة على عمر المعاني والاخلال بواجبات الوظيفة وقضية الكازينو غير مقتصرة على اسامة الدباس مما يدل على ان البخيت حين زرع لم يفلح بزراعته والخصاونة حين حصد ما زرعه البخيت لم ينجح في حصاده بل مسخ ما زرعه البخيت اكثر مما هو ممسوخ اصلا.
اما رئيس الحكومة عون الخصاونة وكأنه قد نزل علينا بمظلة لاهاي من اجل ان يسترضي جبهة العمل الاسلامي وحلفائها من جبهة الاصلاح بالاضافة الى تعبئة بعض الشواغر لارضاء الاصدقاء والمحاسيب ضاربا بعرض الحائط توجيهات الملك واشاراته المستمرة بمكافحة الفساد، ومتجاهلا الحراك الشعبي الاردني في الشمال والوسط والجنوب واربد وجرش والمفرق والسلط والزرقاء وذيبان و مادبا والكرك والطفيلة ومعان وكأن الحراك الشعبي عند الحكومة هو الذي يقوده حمزة منصور وبني ارشيد وحلفائهم من فلول اليسار من ساحة المسجد الحسيني في عمان الى ساحة النخيل الى مرآب سيارات الرئاسة الجليلة في الدوار الرابع.

وخلاصة القول الاردن مصنع الرجال والشرفاء في هذا الوطن لا يعدوا ولا يحصوا غير عاجزة عن افراز حكومة انقاذ وطني تعيد للدولة هيبتها من خلال جديتها بمكافحة الفساد والسير بامانة خلف القيادة الهاشمية مصدر الامن والاستقرار للاردن والاردنيين ونعلنها بصرااحة ان هذه الحكومة قد انكشفت على حقيقتها منذ اليوم الاول الذي كلف به رئيسها والذي اذكره باستقالة قريبه الوزير المرحوم قاسم الهندواي عام 1934 من الحكومة التي كان يراسها الشيخ سراج حين تقدم باستقالته التي نصت على ما يلي :
" حينما كلفت بالاشتراك بالحكومة قبلت المشاركه على اساس مبادئ - حزب الشعب في الاخلاص للامير وللشعب الاردني ولما كانت هذه الحكومة قد انحرفت عن هذه المباديء منذ اليوم الاول لتشكيلها قد سارت على اهوائها فاني لا اريد ان ازيد في نكبة الامة واقدم استقالتي".
فهل سيشابه دولة الرئيس المرحوم قاسم الهنداوي بنظرته تلك ام انه سينتظر ان يقال قبل ان يستقيل حمى الله الاردن والاردنيين وانا غدا لناظره قريب.
Faisalbatayneh@gmail.com



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات