يا دولتنا .. ادركي هيبتك قبل ان تضيع


ان تحدث مشاجرة في جامعة فهذا امر متوقع لاختلاف البيئة التي جاء منها الطلبة وكذلك للاختلاف في التوجهات والمستوى الفكري..لكن ان يصل الامر ان يصل السلاح الى بوابات الجامعات وساحاتها فهذا هو الامر الغير مقبول وغير الطبيعي وهو الامر الذي يستدعي من الدولة ان تضرب بيد من حديد على يد كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن وترويع الناس ومعاقبة هذا الشخص بعقوبة الشروع في القتل لانه لم يرفع سلاحا ويطلق عيارات نارية دون ان يأخذ بحسابه ان يصاب احد بعيار من عياراته الهوجاء والرعناء.
لا الوم هؤلاء المسلحين بالكلاشنكوف والمسدسات ان تبلغ بهم الجرأة ان يتخطوا رقبة الحكومة ويتطاولوا على مؤسساته التي هي جزء من هيبة الدولة ويعيثوا فيها فسادا وتكسيرا وتدميرا فالملام هي الدولة التي سمحت لهؤلاء الغوغاء ان يتطاولوا على هيبتها وعلى سيادتها تلك الدولة التي تتخذ مما تسميه( الامن الناعم) سلاحا ضد من يتطاولون على هيبتها..اي نعومة تلك والعنف يزداد يوما بعد يوم ومقدرات الوطن تدمر وتحل (ببوس اللحى والعباءات الجرارة)..اي نعومة تلك والجرأة على الدولة اصبحت امرا عاديا..المطلوب من الدولة ان تستعيد هيبتها التي مُرِّغت تحت اعتاب الاطارات المشتعلة والحجارة المتناثرة والعيارات الطائشة..المطلوب من الدولة ان لا تسمح بوجود تلك الاسلحة بأيدي مواطنين لا يحسنون استخدامها الا في توجيهها الى صدور بعض متناسين وشائج القربى التي تربطهم وتزداد جرأتهم على الدولة يوما بعد يوما فترى اغرارا يتراكضون في الشوارع يرشقون رجال الامن وسياراتهم بالحجارة ويكسرون واجهات المؤسسات وكأن الدولة اصبحت غريما لهم..فأدركِ يا رعاكِ الله هيبتك قبل ان تضيع بأيدي من تطلقون عليهم رجال المستقبل..وأي مستقبل فالمحيط هائج والوضع لا يحتمل فصنّاع الفتن اصبحوا كالنار في الهشيم.
اعود الى مواطننا الذي تتغنى حكومتنا بأنه اغلى ما تملك وهو ينظر لمقدرات الوطن بأنها ارخص ما يملك..اعود اليه واسأل متى يتخلص مواطننا من عنصريته البغيضة وشعار(وما أنا إلا من غزية إن غوت غويتُ = وإن ترشد غزية أرشدِ)..وقول البعض(عليهم...عليهم) دون ان يدري الى اين يسير...متى بتخلص مواطننا من هذه النظرة القبلية الضيقة ويكون للحكماء والعقلاء فيه دور في حل مشاكله وتقوية لُحمة المجتمع بعيدا عن الوجاهات وكسب المواقف وان تكون بياناتهم قول وفعل وليس حبرا على ورق..
ولجامعتنا الكريمة جامعة البلقاء التطبيقية بشكل خاص والجامعات الاردنية بشكل عام اقول متى تصبح جامعاتنا مصدرا لغرس قيم الولاء والانتماء للوطن ونبذ العنف القبلية والعنصرية وترسيخ مفهوم المواطنة لدى ابناءنا الطلبة..
متى تقوم جامعاتنا بمعاقبة المحرضين وصُنّاع الفتن المنغرسين فيها والذين يغذون مثل هذه العنصريات سواء كانوا طلبة او موظفين لانه كثر الحديث عن اسماء تتردد لها الدور الكبير في نشر الفتنة بل وصناعتها كمنتج وتوزيعها بشتى الوسائل والتكنولوجيات الحديثة..متى يا جامعتنا الحبيبة نرى عقوبات رادعة بحق كل من تسبب في اي مشاجرة فالحل داخل الجامعة وليس برفع الاسوار وتشييكها وزرع الكاميرات بل الحل في ايديكم واعانكم الله على ذلك.



تعليقات القراء

LiMiTlEsS
عزيزتي الكاتبة

إن الخلافات والمشاجرات التي تحدث داخل الجامعات ليس سببها اختلاف المستوى الفكري والتوجهات بل سببها يتلخص في كلمة واحدة سببها .. وبقدر اضيف قلة الترباية وبقدر أأكد انها قلة دين

كلامك صحيح عزيزني

اذا انطخ واحد بفنجان قهوة بتنتهي الأمور لكن احنا بطبعنا بنحب الوجاهات وبنحب نعفي حتى لو كان العفو تنازل عن الحق

لا ضير انو الواحد يكون متسامح بس مش لدرجة فنجان الفهوة اي صدقيني في بعض جاهات بكون فنجان القهوة أغلى من دم الميت

صار الواحد يمشي بالشارع ويتعرض لمشكلة يسمع المسبات بذانو وبسكت لانو يمكن وإحتمال اروح بفنجان قهوة ويا ريت رحت بشربة مي

المشكلة اكبر من ما بتتصوري

مقال جميل وأفكار صحيح 100% ولكن نحن بطبعنا نعرف المشكلة ونخجل من قولها

المشكلة مو الحكومة ومو ادراة الجامعات ولا حتى المشكلة جهازنا الأشم الأمن العام

المشكلة ببيوتنا

احنا بنتعرض لظارهة داخل بيوتنا وهي قلة الترباية

بابا ( ورجي عمو كيف.. )

ولما يكبر

بابا (ورجي عمو كيف بطخ)

ولما يكبر شوي

بابا (الله يرحمك) وأبشرو يا وجوه الخير

وصلت الفكرة ؟؟؟؟؟؟؟؟

27-11-2011 10:38 PM
احمد الازايده
ما هكذا تدرس الامور يعني هي بس مشكلة السلط ؟
اما بحثت ليش المواطن الاردنس متوتر ؟ في كل زاويه
اما الحكومه وهيبتها فحكوكاتنا دوائر خاصه للنخب والقرايب
27-11-2011 11:06 PM
المعلم هو الاساس
ذهبت هيبة الدوله وهيبة الجامعه بعدما ذهبت هيبة المدرسه وتربيتها -- فنحن الكل شركاء في تدمير المدرسه الدوله وقوانينها الصارمه ضد تربية وتعليم وتأديب الطلبه وعدم استخدام اساليب الترهيب والخوف واسس النجاح والواسطات بعد انهاء الطالب مرحله التعليم الاساسيه -- وكذلك اولياء الامور الذين لم يتركوا للمعلم المجال الكافي لتربية ابناءهم هذه العوامل جميعها ساهمت في تمرد جيل بأكمله في المجتمع
27-11-2011 11:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات