أردوغان باشا والخازوق التركي !!


خلال أقل من سنتين أستطاع الاعلام التركي أن يعيد رسم العلاقة ما بينه وبين الجمهور العربي من خلال مجموعة من المسلسلات الطويلة النفس والمتقنة الانتاج التلفزيوني ، وكانت البداية بمسلسل نور ومهند وهكذا فتحت علينا تركيا باب مسلسلاتها وابطالهم بحرفية عالية جدا وبهذه الحرفية من التعامل مع النص التلفزيوني والذي ترافقه الصورة الخلابة والموسيقى ذات النفس الشرقي جعلتنا نشاهد المسلسل لمدة مائة حلقة ولأكثر من مرة .
وهنا دعونا نقول كلمة حق بالذكاء التركي الاعلاني والدعائي ، ومن تجربتهم استطاعوا الاتراك أن يقوموا بتسويق بلادهم سياحيا بشكل حرفي دون أن يدفعوا مقابل ذلك بل هم الذين كانوا يقبضون من محطات التلفزيون العربية ، وتطورت الامور واصبحت هذه المحطات تقوم بمشاركة الدراما التركية بتكاليف الانتاج .
وخلال العامين الماضين اصبح المواطن العربي من المحيط للخليج يسعى للوصول الى تركيا في الصيف وأي فصل من فصول السنة من أجل أن يشاهد مضيق البسفور الذي وقف عنده مهند ونور وقرى تركيا الملونة والزاهية والمليئة بالاشجار والعادات القريبة من عاداتنا العربي وتمديد الفترة الزمنية لأحداث المسلس لتغطي كل مواسم السنة من الشتاء للربيع للخريف الى أيام الصيف ومناظر بحر تركيا وشواطئها ،وعلينا أن لاننكر الدرجة العالية من الحرفية في الكاميرا التركية التلقائية في تسجيل المشهد والبساطة في حبكة المسلسل بالاضافة الى حجم الاعلان المرافق للمسلسل من خلال القنوات العربية .
وقد جاء هذا الزخم في الانتاج التركي بفترة مرة بها الدرامة العربية بشيء من الاعاقة بالانتاج والتكرار سواء بالقصة أو وجوه الممثلين واصبح المواطن العربي يبحث عن وجوه جديده وبعيدا عن المبالغة بتصوير الواقع العربي المعاش ، و هدف المواطن العربي البحث عن عادات وتقاليد جديدة ولكن أكثر قربا له من الدراما والانتاج الغربي وخصوصا الامريكي .
من كل ما سبق أستطاع رجل السياسة التركية الأول اردوغان باشا أن يقتنص الفرصة مع وجود هذه القاعدة من التوافق العربي الشعبي مع الدراما التركية ليصبغها بصبغة سياسية ويبدأ بالظهور كرجل الساعة مقارنة بشخوص القيادات العربية التقليدية القمعية ، وأخذ دور المنقذ للأمة العربية بتصريحاته النارية وتمكن من أن يمسح أكثر من اربعمائة عام من الظلم والعبودية لأسطنبول من قبل الامة العربية كاملة من المحيط إلى الخليج .
ونحن كعرب علينا أن لاننسى السفر برلك وكيف أن حكومة اسطنبول منعت عنا الثقافة والمعرفة من خلال قولها المأثور بأن المطبعة هي عمل من رجس الشيطان وأبقتنا في ظلام دامس لأكثر من اربعمائة عام ، وفي نفس الوقت علينا أن لاننسى أن كل حجر بنيت منه أسوار اسطنبول ومدن تركيا أخذ ثمنه من دم الفلاحين والعمال العرب وخلال مئات السنين من جباية الضريبة إلى الأستانة ، ونحن الى الان كعرب لازلنا نتحدث كلمات ومصطلحات يومية أًصولها تركية ومنها كلمة الخازوق .
ومن هذا الخازوق علينا أن نعلم لماذا جاءت تركيا الأن وفي هذا الوقت بالذات الى بيوتنا من خلال مسلسلات التي بها تم كسر جميع المحرمات العربية والاسلامية فيها بدأ بشرب العرق وأنتهاء بلباس الممثلات الفاضح ، وعلينا أن نلاحظ أنه لم يظهر في أية لقطة من جميع المسلسلات التركية التي عرضت امامنا تدل على الصلاة أو وجود المسجد ، وعودة للخازوق الذي ظهر في مسلسل أخوة التراب فقد بدأت تركيا تعد العدة لبدء غزوها الثقافي لنا كعرب ومن خلال أدواتنا ووسائلنا الاعلامية وبدون مقابل وردا على الخازوق التركي في مسلسل أخوة التراب.
وختاما علينا أن تشير الى أن حجم الحقد الذي تظهره تركيا لسوريا اليوم ( وهنا أنا لست مع النظام السوري ولكنني أحلل فقط ) ومن خلال خطابات أردوغان باشا ما هو إلا رد على إظهار الخازوق التركي في المسلسل العربي السوري ( أخوة التراب ) بهدف أن يقوم كلا من نور و مهند و لميس ويحي وسمر وأسمر بدورهم الدعائي كي ننسى هذا الخازوق التركي واربعمائة عام من العبودية للأستانة؟



تعليقات القراء

متابع
لقد اصبت مقتل ايها الكاتب ولكن علينا ان نعيد قراءة الامور من جديد ... وشكرا لك
27-11-2011 08:19 AM
مشاهد مسلسلات تركية
اول ما بلشت اعترض الناس على مناظر شرب الخمر وبدلوها بالشاي بس الان وجود كاس الخمر والنساء العريات شيء عادي في اي مسلسل تركي وهناك امور كثيره تحدث مثل تكسير مفاهيم وعادات اجتماعية ووضعها بصورة انها امور طبيعية وكل هذا والممثلين بحكوا باللغة .. شكرا
27-11-2011 10:13 AM
راعيها
على الاقل حافظوا على وحدة العرب 400 سنه بدل ما فرقوهم القوميين
27-11-2011 11:11 PM
ديمقراطى
المشكله فينا فمسلسل مهند ونور من الناحيه الفنيه ادنى من الوسط ولكنه كان ثورة بالنسبه لمدى قدرة الفهم الفنى العربى وهنا الطامه الكبرى اما عن الكاوبوى التركى الجديد فهذة قصه اخرى لها علاقه كبيرة بالقصه الأولى
28-11-2011 07:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات