حان وقت إنقاذ الشعبين السوري واليمني


أكثر من ثمانية أشهر مضت وأبناء وبنات وأطفال وعجائز وشباب الشعبين السوري واليمني العزل يتعرضون للذبح والتقتيل والاعتقال والاغتصاب والقمع والاستبداد، على أيدي نظامي طاغيتين استمرآ مذاق الدماء الطاهرة للشعوب المنادية بإسقاطهما والتخلص من العبودية.

فالأسد الصغير، ومن يسمون بالشبيحة الذين ينطبق عليهم وعلى معلمهم وأسديهم الكبير منهما والصغير القول وشاويشهم اليمني"أَسد عليَّ وفي الحروب نعامة"، أوغلوا في الغابة ذبحا وتنكيلا واغتصابا وافتراسا وتشريدا، حتى ظنوا أن كل تلك الجرائم ضد الإنسانية هي شأن داخلي، فإلى متى يستمر هذا الصمت الدولي على ذبح المدنيين السوريين واليمنيين العزل بدم بارد، وكل ذنبهم أنهم ثاروا ضد الظلم والقمع والاستبداد الذي أورثه الأسد الكبير، يعني حافظ الأسد إلى الأسد الصغير، يعني بشار، والذي تم تعديل الدستور من أجل أن يتناسب مع عمره الصغير في أقل من 15 دقيقة مع التصفيق من الحرس القديم والبصيمة الذين أبرموا عقد توريث الغابة أو المزرعة "بقطعانها"! ومثل ذلك ينطبق على محاولة الشاويش صالح توريث المزرعة لولده أحمد.

والعجيب في الشأن السوري أن بشار سبق أن هدد بزلزلة المنطقة برمتها، وزاد الطين بلة أخيرا بقوله إنه سيقاتل حتى النهاية، أو حتى آخر "شبيح إيراني أو مالكي عراقي أو شبيح موفد من جانب حسن نصر الله اللبناني"، ويردف على تهور الأسد الصغير ويراقصة "رقصة المذبوح" وزير خارجيته المعلم، والذي يظهر بمظهر اليائس، والذي سبق أن ألغى دول الاتحاد الأوروبي عن الخارطة "بجرة قلم!"، لا بل ونراهما الآن كليهما "الأسد الصغير والمعلم" وقد بدآ يلعبان لعبة اللف والدوران والمماطلة والتأجيل والمطمطة والمراوغة مع مبادرات جامعة الدول العربية ومع محاولاتها لحل الأزمة في البيت العربي. فأين المجتمع العربي والمجتمع الدولي من ألاعيبهما وأفاعيلهما؟! ومن ألاعيب وأفاعيل الشاويش اليمني؟!

تهديدات بشار الأسد أشبه ما تكون بتهديدات القذافي، لا بل إنها ربما لا ترقى سوى لتهديدات سيف القذافي، يعني تهديدات فارغة المحتوى، فإيران سوف لن تضع ثقلها للدفاع عن "الأسد المحاصر والجريح"، ذلك لأن لديها من الأزمات ما يكفيها، وهي لم يسبق لها أن فعلت شيئا يذكر لحزب الله أو حماس أو غيرهما سوى "جعجعة بلا طحن"، وباعتراف مسؤوليها، فطهران هي التي أسهمت في سقوط بغداد ومن قبل ذلك في سقوط كابل، ولسنا هنا بصدد الابتعاد عن الشأن العربي.

نقول، لقد بات لزاما على جامعة الدول العربية اتخاذ كافة الإجراءات الفورية على الأرض لكبح جماح الأسد الصغير ومعلمه بعد أن أوغلا في دماء أبناء وبنات وعجائز وشباب وأطفال الشعب السوري الأعزل، فأنياب الأسد المهترئة باتت تقطر دما حقيقيا بعد أن أصابه العمى فصار يفترس من أمامه دون تمييز، حتى أنه يهدد بافتراس كل من في الغابة والغابات المجاورة، ونقول إن هناك مئات الآلاف في السجون السورية من المدنيين العزل والذين يتهددهم الموت في كل ثانية، وهم يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي على الدوام، فإلى متى الانتظار يا جامعة الدول العربية وإلى متى الانتظار أيها المجتمع الدولي، وقد وصلت دماء المدنيين السوريين واليمنيين حتى الرُكَب؟!

جامعة الدول العربية مدعوة على الفور لتحمل مسؤولياتها التاريخية لإنقاذ الشعبين السوري واليمني من الإبادة الجماعية ومن انتهاكات حقوق الإنسان ومن الذبح والتقتيل والتجويع والتشريد والقسوة والقمع والاستبداد والظلم والقهر والطغيان الذي يتعرض له الشعب السوري على أيدي الأسد الصغير وشبيحته ومرتزقته، وعلى أيدي الشاويش اليمني وبلاطجته، كما على جامعة الدول العربية توجيه إنذار فوري علني جدي حازم صارم ضد طهران كي تنفك عن تدخلها السافر في شؤون ثورات الشعوب العربية الثائرة ضد جلاديها في سوريا أو اليمن أو أي بقعة عربية أخرى.

جامعة الدول العربية مطلوب منها العمل فورا على توفير حماية للمدنيين السوريين الذين يتعرضون للإبادة في القرن الحادي والعشرين، ومطلوب منها التحرك فورا لدى مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على النظام السوري، وإقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين داخل سوريا، سواء في شمالي البلاد أو جنوبيِّها أو في المنطقتين معا، وهو الأفضل، فليس يستطيع أهالي درعا ومن حولها النجاة بجلودهم من نيران الأسد الصغير وشبيحته في جنوبي البلاد.

الأسد الصغير أصبح جريحا لا يجيد عَدْوا، ومكسور الجناح لا يجيد طيرانا، ومصابا بالرمد فلا يكاد يميز شيئا أمامه، فهو لا يبدو أنه يستخلص العبرة من الثورات الشعبية المنتصرة في تونس أو مصر أو ليبيا أو حتى من مصر الجديدة بثورتها الراهنة الجديدة التي لا تسمح أبدا لأحد بسرقتها.

وأما الشاويش صالح في اليمن، فيهذي في كل مرة يطل فيها على الناس، وهو ربما يعتقد أنه "ذكي" وأنه يمكنه أن يضحك على ذقون من في العالم بأسره، فهو يعتقد حقا أنه يمكنه أن يورث الرئاسة إلى الحرس الجمهوري بقيادة ولده أحمد، وهذا توريث في الوقت الضائع، بمعنى أنه لن يتم، فلو دامت لسيف الليبي ما وصلت لأحمد اليمني، ولا هي بدائمة للأسد الصغير ولا للشاويش صالح، فالشعوب أقسمت أن تتحرر من نير القمع والظلم والاستبداد، مرة واحدة وإلى الأبد، وأما دماء الشهداء فلن تذهب هدرا، أبدا، لا. وقد حان وقت تحرير وإنقاذ الشعبين السوري واليمني. فهل تسمع أيها المجتمع الدولي؟! فقد آن وقت الحركة.

إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com



تعليقات القراء

اخو علياء
استاذي الفاضل لقد تم انقاذ الشعب العراقي وانقاذ الشعب الليبي فهل تريد انقاذ على نفس النهج ؟!
21-11-2011 05:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات