انتحار متوفي


هنالك على مدخل احدى المدافن يقف بشار حزيناً يلف وجهه بكلتا يديه كي لا يعرفه المُعزون,تارة يبكي وتارة يمسح دمعه بكفه ويمسح انفه بكم قميصه,,من المتوفي يسأل سائل؟ هل يبكي ابيه فقد مات منذ عقدٍ من الزمن, ولِم يبكيه الآن وقد اسكنه القصور واعلاه كرسي الرئاسة بغير حق,أم يبكي القذافي وقد سُحلت جثته حياً تحت الاقدام وعلى مرأ من شاشات وكميرات التلفزة العالميه,فيخاف نفس المصير,أم يبكي من ماتوا تحت وابل قصف قوات صالح في تعز وصنعاء,بدعوى مقاومة الارهاب والقاعده,أم هنالك طفل خلف ضلوعه يبكي اطفال درعا وحمص وريف دمشق ممن قضوا بطلقات القناصة ؟؟أو مُثّل باجسادهم الغضه من قبل الشبيحه وازلام النظام؟
ترك المكان مهرولا يتبعه بعض الصبيه يحملون يافطات كرتونيه مكتوب عليها ارحل مرددين ارحل ارحل يا بشار..تارة يلتفت خلفه خائفاً وتارة يبحث عن زنقه يختفي فيها من وابل احذية الاطفال وعلب الكولا الفارغه والحجاره,,لكن هل ادمته الحجارة كما أدمت طلقات بنادق مرتزقته نساء وشيوخ واطفال درعا ,قطعاً لا..
من ان انتهى المشهد حتى رأوه متخفياً بزي امرأة شاميه تضع البرقع على اطراف حدود سوريا لا اعرف شمالا ام جنوباً ولربما قيل على شيك الجولان بصحبة راعي اغنام يهش بعصاه على غنمه يحاول الدخول لاحدى دول الجوار ملتزماً بقسمه سيدخلن الجولان لكن ليس المحرر بل القابع تحت بنادق ومدافع المحتلين من ابناء عمومته ممن حفظ لهم الحدود بتصريحاته الناريه في القمم العربيه وطالما اخترقت طائرات عدوه مجاله الجوي وحلّقت فوق قصره,,الا ان كلب الراعي عرفه من طول قامته فلحق به حتى اختلطت قدماه بأعلى رأسه مهرولاً..
يتصبب العرق من على جبينه يصرخ وينتفض من على سريره المخملي تلحق به رفيقة دربه بشار بشار ماذا بك؟؟ في نفسه يلعن الشيطان وهو في اكنافه من حُلمٍ افزعه مرتبكٌ كان, وقد جف لسانه ,لم يستطع ان يتكلم,اكتفى بالاشارة لهول ما رأى,لكن لحق به ابناءه مهرولين بين غرف قصره ارحل.. ارحل.. يا بشار.
حزم امتعته وأوسمته ونياشينه,,ارتدى بزته العسكريه,نسي ان يرتدي سترته الواقيه من الرصاص, خرج مهرولاً الى ثكنته الغير عسكريه فللعسكرية شرف الجهاد والدفاع عن حياض الوطن والمواطنين اما الثانية فقد اقسموا على قتل الوطن من وريده الى شريانه النابض بالانتماء للاسلام والعروبة,,لكنه كان يحمل رأسه على كفيه,وتحدق عيناه مدهوشه من هول ما ترى,يا ترى ماذا ترى؟ هلى هنالك ما زال في الشارع منتفضون يحملون بيارق الوطن السوري اليعربي برغم جنازير الدبابات تحاور اجسادهم ,بل هي ارواح من قضواء شهداء في سبيل حرية الشعب المقهور منذ عقود؟اجسادٌ أبت ان ترحل فقد لازمت سواد الشارع وحجارة الارصفه ,بقايا اصابع اطفالٍ كانت تحمل بيرق مدلوقه , وحناجر شبابٍ طالما صرخت ارحل ارحل يا بشار على اعواد المشانق ,,سأل الرأس الجسد ماذا تنتظر يا بشار ارحل, فلا زال هنالك في الوطن نساء ينجبن ابطالاً من امثال سلطان باشا الاطرش الذي قاد الثورة ضد الفرنسيين في 1925 وكثيرين من امثاله ممن اغتالتهم قوى الاستعمار في دمشق كالشهيد يوسف العظم ,وها هم احفادهم يحملون علم الثورة ايذاناً بالتحرير لتحرير الجولان فالاقصى الجريح...إرحل لا زال امامك فرصه لتقي الوطن من شرورك وحتى لا يكون ثمنك رصاصه..



تعليقات القراء

صادق الدماصى
اللهم ولى امورنا من يصلح احوالنا واحوال العرب والمسلمين اجمعين .

انشاء الله سوريا واليمن ستنال حريتها قبل نهاية عام 2011
20-11-2011 02:39 PM
هذلول بن متعب
سؤال دكتور نصر

لك وللخليفه القرضاوي

ماذا عن البحرين
22-11-2011 03:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات