الربيع العربي والمؤامرة الصهيونية


يبدو ان المخطط الأمريكي الصهيوني لشرق أوسط جديد على الطريقة الامريكية قد دخل مرحلة التنفيذ في تدمير الكيان العربي بأداة اسلامية بعد أن نزعت زمام قيادة المسلمين من أيدي العرب وتسليم زعامتها السنية لتركيا والشيعية لأيران واستعدت أمريكا لتسليم الحكم في الدول العربية للإسلاميين الذين دخلوا الحلف مع الأمريكان لتسليمهم زمام الأمور فعند سقوط النظام في تونس تسلم الحكم العسكريين التابعين لأمريكا مع المدنيين في التنظيمات الاسلامية وعندما سقط في مصر تسلم الحكم العسكريين جماعة الامريكان ونشط الاسلاميين ليستعدوا لاستلام زمام الأمور في الحكم بمصر وفي ليبيا حلف الناتو والامريكان من الجو والاسلاميين من البر وفي سوريا لم يظهر على ساحة الصراع مع النظام السوري سوى الاسلاميين بالوقت الذي ظهرت به المعارضة على الحدود التركية وفي عواصم الغرب ، أما في فلسطين فقد كان ربيعها بطريقة تختلف عن ربيع بقية الاقطار العربية ابتداءاً من حل قضية شاليط والأسرى وخروج حماس من معسكر الممانعة الى معسكر الاعتدال القطري ومروراً بإعلان الدولة الفلسطينية في هيئة الأمم المتحدة وفتح باب اقامة المستوطنات الجديدة على مصراعيه مع احتدام الخلاف بين السلطة الوطنية الفلسطينية والأمريكان والأسرائيليين .

بعد هذه المقدمة الطويلة لا بد من الحديث عن أنعكاس الربيع العربي على الأردن لتسير الأمور كالتالي :
استطاع عملاء الأمريكان ومنذ بداية القرن اغراق البلاد بالديون الخارجية والداخلية لتصل اليوم أكثر من ستة عشر مليار رغم بيع ثروات البلاد عن طريق الخصخصة وفكفكة القطاع العام و أوصلوا البلاد الى وضع أقتصادي متردي لا يطاق فأصبح هم الأردني أن يؤمن قوت يوم أطفاله تبلور ذلك في الحراك بالجنوب والشمال من خلال مطالبة الاردنيين بمكافحة الفساد وبالإصلاح الاقتصادي وفي عمان تبلور الحراك عن المطالبة بالإصلاح السياسي وبالملكية الدستورية وبتشكيل الحكومات من قبل الأغلبية النيابية وقد تزعم هذا الحراك الاسلاميين الذين عقدوا الاجتماعات المسبقة مع الامريكان مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الاتراك وغيرهم بهدف تسلم السلطة في الأردن باسم المطالبة بالإصلاح السياسي ابتداءاً من أصلاح النظام ووصولاً الى تجريده من سلطاته كل ذلك والاسلاميين يستغلوا الوضع الاقتصادي المتردي للشرق أردنيين من مختلف الأصول والمنابت والذي أوصلنا اليه عملاء الامريكان من الديجيتاليين بالأمس ليسلمونا لقمة سائغة لعملاء الامريكان الجدد الذين اتفقوا معهم على قيادة شرق أوسط جديد يسهل معهم حل القضية الفلسطينية على حساب التوطين والوطن البديل وعلى حساب الأردن والأردنيين لصالح الصهاينة والامريكان وحلفائهم الجدد .

خلاصة القول مخطيء من يعتقد أن الأصلاح السياسي الذي يتشدق به أصحاب الأجندات الخاصة سيوصلنا الى شاطىء السلامة أو الأمان مثلما هو مخطيء من لا يعتقد أن الإصلاح الإقتصادي هو مطلبنا الذي لا تحققه لنا الاّ قيادتنا الهاشمية المعنية قبل أي كان بأمننا واستقرارنا وقوة دولتنا وضمانة الحياة الحرة الكريمة لنا ولأبنائنا بسواعد وطنية أردنية لأن بقائها بقاء لنا وزوالها زوال لنا .

حمى الله الأردن والأردنيين وأبقاهم على ثوابتهم

اللـــــــــــــــــه – الوطــــــــــــن – الملـــــــــــــــــــك

وان غداً لناظره قريب





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات