أفكار ثورية 1


يمر عالمنا العربي حاليا بفترة حاسمة و مفصلية في تاريخه المعاصر يتمثل في عدد من الثورات الشعبية التي اجتاحت بعض دوله ، و هو ما أطلق عليه الربيع العربي ، و قد أحببت أن أتحدث عن هذه الثورات بتقديم بعض من أهم الثورات التي أثرت في تاريخ العالم ، و لم أجد خيرا من ثورة خير الخلق أجمعين لأبدأ بها فمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب ( صلى الله عليه و سلم ) ، الذي ما زلنا و سنظل نفتخر بأنا أتباعه ما حيينا رغم ضلالنا و ابتعادنا عن هديه المصطفوي الكريم ، لم تكن ثورة رسولنا الكريم كأي ثورة فهي ثورة جاءت بأمر الهي حيث لا أمر و لا قول بعد هذا الأمر و لا هذا القول ، و ما سبق هذه الثورة المباركة لا يختلف كثيرا عما نعيشه اليوم فقد عانى الناس الأمرين في ذلك الوقت من الظلم و الجور و الطغيان من قبل أناس نصبوا أنفسهم أسيادا و اتخذوا الآخرين عبيدا ، فأجبروا الناس على عبادة أصناما صنعوها بأيديهم ، و لجهل هؤلاء أو خوفهم اتبعوا طريق الضلال إلى أن أتى الأمر الإلهي بنزول الوحي على الرسول الأمين أثناء تعبده في غار حراء ، و بدأ بعدها محمد بدعوة سرية سرعان ما انتشرت رغم كل التعذيب الذي ذاقه المسلمون من كفار قريش لأنها دعوة حق لم يسعى فيها الرسول الكريم الى مجد شخصي بل كان مبتغاه هو إرضاء وجه ربه الكريم الذي شرفه بحمل خاتم الرسالات في هذه الدنيا ، و بعد مكة كان لابد لهذه الرسالة أن تنتشر في أرجاء الأرض فمحمد أرسل الى الناس كافة و لم يرسل الى مكة فحسب فقد قال عن نفسه» أنا رسولُ من أدركتُ حيًا، ومن يولد بعدي« ، فكانت الهجرة الى الحبشة ثم الى يثرب ( المدينة المنورة ) و ما تبعها من انتصارات للمسلمين في شتى بقاه الجزيرة العربية لتمتد هذه الثورة الماجدة الى فتح مكة المكرمة مسقط رأس النبي الشريف الى القضاء على دولتين كانتا تعدان الأقوى في ذلك الزمان ألا و هما الروم و الفرس رغم التفوق في العدة و العدد الذي طالما تمتعتا به و جثمتا طويلا على صدور العرب ، الى أن جاء نور الإسلام ليزيل الخوف من صدور الرجال و يهزموا هذه القوى شر هزيمة ظلت ماثلة في التاريخ العسكري ، فكانت الثورة المحمدية الخالدة و التي لم تنته بوفاة خير البشر بل استمرت من خلال الفتوحات الإسلامية التي وصلت الى الأندلس و كادت تطيح بأوروبا بأكملها في قبضة المسلمين ، إلا أنها بدأت تخفت بسبب تقاعس الحكام المسلمين المتوالين و اهتمامهم بالأمور الدنيوية و انشغالهم بشؤون الدولة الإسلامية المترامية الأطراف في ذلك الوقت ، قبل أن تنهار هذه الدولة العظمى و تتهاوى في أيدي أعداء الماضي لتنهب خيراتها و يذبح أبنائها على أيدي الغزاة الذين استعمروها و من ثم قسموها قبل أن يسلموه لعملائهم من حكام كرتونيين تآمروا على مصير شعوبهم قبل أن تنتفض هذه الشعوب و تبدأ في الاستيقاظ ، و لكن هل ما يحدث حاليا هو استمرار للثورة الإسلامية المحمدية الشريفة التي لم و لن تنتهي إلا بانتهاء و فناء الأرض و من عليها ، أم أن هذه الثورات لا تعدوا عن كونها ثورات ضد الظلم و الطغيان فحسب دون ارتكاز الى أيدلوجية دينية ثابتة فلننتظر ما تقدمه الأيام لنا .



تعليقات القراء

مواطن...


لاحول الله يا ربي !!!!!....
05-11-2011 10:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات