الأردن مضياف .. والغلاء مضاف


حل علي ضيف من فلسطين صديق لي، ومفتخرا ً بمدينتي الزرقاء صحبته متجولا ً في احد شوارعها ،وكان شارع عبدالله الذي يعج بالمواطنين له النصيب الأكبر في تجوالنا المحدود ،ونحن نخترق الجموع الغفيرة التي تؤم أسواق الزرقاء في ايام قبل العيد.
منهم من يتسوق وهم ميسوري الحال ومنهم من يتفرج على الحركة والبركة التجارية وهم جيل صيع الشباب والفتيات الذين لا هم لهم سوى تضييع الوقت والزمن الذي يجور عليهم بالبطالة المقصودة في أردننا العزيز على قلوبنا جميعا.
ونحن نتجول تبادر لذهن الصديق الكريم واسمه أكرم أن يشتري لولده الوحيد بين أخواته البنات ،طقما ًليبسه على العيد في فلسطين وفعلا ونحن متجولين مررنا من أمام محلات لصديق لي واسمه على أسمي .
ولفت انتباه أكرم طقم وتناوله الموظف البائع ووضع الطقم الذي أصبح ملكا ً لولد أكرم في شنته بلاستيكية خفيفة، ونا ولها لأكرم وبارك له في الطقم ومد يده المشتري ليدفع ثمن الطقم المعهود وطلب خمسة وعشرون دينار ثمن للطقم الولادي لابن الأربع سنوات .
وقد ذهلت حينما سمعت برقم خيالي بالنسبة لي واستدرت نصف دائرة، وسلمت على صديقي سليم صاحب المحل وعرفته على ضيفي، وقلت له كم ثمن هذه القطعة وحاول ان يقدمها كهدية للضيف ورفض الضيف.
ووجه سؤال سليم لأحد موظفيه عن تكلفة القطعة الولادية وقام بخصم من ثمن القطعة للضيف ثلاثة دنانير، لتصبح بمبلغ اثنان وعشرون دينار وفعلا دفع الأخ اكرم ثمنها، وخرجنا من المعرض وأنا لم أصدق ما شاهدت ورأيت بعيني.
ولكنني أقنعت نفسي بأن التاجر له الحق برفع الأسعار كون الحكومة تنهب منهم المكوس والجمارك الباهضة .
واعذرت التجار أيضا ً عذرا آخرا لعدم نشاط الحركة التجارية في باقي أيام السنة ،سوى فترة الأعياد ونهاية كل شهر حينما يستلم الموظفون والعسكر رواتبهم التي لا تكاد تفي بتغطية مصاريفهم الأسرية وحياتهم المعاشية.
ياهل ترى لماذا أسعارنا أغلى من أسعار العالم بدوله المتقدمة ورواتب مواطنيهم أضعاف أضعاف رواتب مواطنينا، ولم أشاهد الغلاء الذي ينهك مواطنينا بدخولهم المتدنية جدا وأنا من الذين شاهدوا الأسواق العالمية ونشاطاتها المستمرة، وقوتها الدائمة بعكس بلدنا الذي يشتغل التاجر فيها على المواسم فقط.
والله أن أسواق كورتنغ ليس في بلما دي ما يوركا balma de mall orca أو أسواق Carrefourفي لاس بالماس أرقى جزر العالم مناخا ً ،أو في هونغ كونغ الصينية المستعمرة بريطانيا ً، وتم استقلالها ولكن بقيت تعيش على نظام بريطانيا وأسعار بريطانيا ولغتهم الأنجليزية
وجدت أسعارها أقل من أسعار الأردن والله.
لماذا هذا الغلاء الذي حل علينا، منهك قوانا ومدمر بيوتنا ومعقد أبنائنا رواتب متدنية جدا ً، وأسعار خيالية جدا إذا ً لا يلام السائق حينما يزيد في التعرفة لان طقم ولده يراد له مبلغ ضخم حتى يتمكن من توفيره له.
لماذا رغيف ساندويتش الفلافل ب 30 قرش لماذا أجرة البيوت ارتفعت الضعف ، ويستهلك ثلاث أرباع موظف بلدية الزرقاء كبدل أجرة للبيت شهريا ً ،لماذا يا حكومتنا الرشيدة الرواتب للجميع متدنية.
ماعدا السوبر فايزر من وزراء ومدراء ومستشارين هم الذين يتقاضوا خيال من الرواتب ، وباقي الشعب في كل مواقع الموظفين رواتبهم متدنية ،ولا تكاد تفي بأثمان السلع للعائلة.
لماذا الجمارك الباهظة جداً والغلاء الفاحش الذي لم أشعر به إلا بعد مرافقتي لضيف الأردن، الذي قارن الأسعار وكانت عندهم ارخص من عندنا يا دولة رئيس الحكومة الموقر ويا مسئولينا العظام .
يجب إعادة النظر بجدولة الرواتب وتثبيت الأسعار للمواطنين لكي يتمكن المواطن العيش بكرامة، في أردن الشهامة أردن الاستقرار ويعد من أفضل الأقطار، ولكن من أغلا الأسعار العالمية.
ورواتب موظفي الدول أعلا من موظفينا ب خمسة أضعاف أين تذهب الفروق هل للجيوب التي لا تمتلئ من جشع أصحابها، أم تستهلك الموازنة في طرقها المشروعة في النهب والإختلاس في سفريات ل داعي لها، وبعثات لا نستفيد منها كوطن، بل الشخص هو الذي يحسن وضعه ويملئ جيبه بالمال والمواطن يساهم بدعم موظفيه ،والحكومة تنهب الجميع .
دولة الرئيس عون الخصاونه أنت مدعوا أمام الله وإمام عبيد الله وأنت المسئول التنفيذي، والملك أوكلك الأمانة التي تسأل عنها يوم القيامة يوم الندامة ، بأن تعيد النظر في كل الأمور التي تهم المواطنين بدون استثناء.
لا تحابي أحد على حساب الآخر مع العلم أنك حابيت في التشكيل الوزاري الغير موفق، وفي أعادة مجلس الأعيان الغير ممثل لكافة النسيج الوطني، كما هم النواب لا يمثلون إلا عشائر وعائلات لا يمثلون شعب، وهم لا يعلمون كيف يعيش الشعب من ذل وهوان.
في ظل تغولات المتغولين من بعض الفئات التي تنهب الثروات وتشكل إمبروطوريات مالية ،وأصبحوا أصحاب ثراء وكثير المواطنين يعيش على الفتات .
يجب إعادة النظر في الرواتب والعدالة بين المواطنين بكل شيء، لان العدل أساس الملك ، وغير العدل نهلك كلنا يكفينا حرمنا من نعم السماء ومنع عنا المطر، وا نحن في تشرين ومقبلين على كوانين ولم نرى قطرة ماء نزلت من السماء. خافوا الله يا حكام الشعوب واتقوا الله يا من قبلتم بتحمل المسؤولية، خافوا لله وأعيدوا حساباتكم عسى ان الله يكرم أطفالنا ،الذين يطالبونا بأضحية لا نستطيع شرائها لرفع أسعارها ، وكذالك حرمنا من شراء ملابس لأطفالنا يا حكومتنا الرشيدة وعن الرحمة بعيدة.
ولكن نرجوا الله أن يهديكم لسبل الرشاد وان تعينوا العباد وهم خير عون لكم بعد الله ، وعون كان ثقة عبدا لله والله يحفظ بلدنا ويثبت أسعار سلع تجارنا ويهدي على الخير مواطنينا.ويديم علينا نعمة الأمن والأمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات