الربيع العربي ودوره في تقليص الفجوة بين الحاكم والمحكوم


ثورات الربيع العربي اليوم تختلف تماما عن الثورات السابقة التي كان يقودها قلة من العساكر أو المعارضين أو الأحزاب وبعد الثورة يسيطرون على الاقتصاد والشعب ويحكمون الناس بالحديد والنار . ثورات اليوم ليست شخصية أو حزبية أو عسكرية وإنما ثورة شعبية سوف يحدد مطالبها الشعب . والشعب هو الذي سوف يملي الدستور لا يملا علية كما في السابق والشعب هو الذي سوف ينتخب من يحكمه ومن لا يحكمه المحاسب الأكبر هو الشعب لكل المسؤولين .


مراحل تطور المجتمعات الحديثة
يعتمد تطور أي مجتمع على تجربة التحول التاريخية في المجتمع لذلك تجد تباين بين المجتمعات حسب ماضيها والتحولات التي طرأت عليها والمراحل السابقة التي تطورها ولكن رغم ذلك تجد بعض اللمسات المشتركة بين المجتمعات فكل مجتمع لا يخلو من الطبقات نتيجة لعدة أسباب منها السيطرة الاقتصادية والتقنية
فالجميع يعرف بتطور مجتمعات الغرب وليس جميع مجتمعات الغرب ولكن المجتمعات التي استطاعت إن تقلل الفجوة بين السلطة والمجتمع فكلما انحصرت الفجوة بين السلطة والمجتمع وازدادت الثقة تجد مايسمى حديثا بالمجتمع المدني
في هذه المجتمعات تجد درجة من العدل والمساواة حيث تجد الفرد في المجتمع يشعر بأنه عضو فعال وإنسان له قيمة واعتبار هذا كله يعزز قوة المجتمع فالمجتمع القوي يكون هو قاعدة للدولة قوية لان الدولة ستقوم على احترام قواعد ذات قبول عام في المجتمع وتجد الإدارة فيه سليمة وتملا الفراغ بين الأسرة والدولة وتتمتع بالقيم والمعايير المناسبة التي يقررها المجتمع وتتفق العدالة الاجتماعية فتصبح لديهم خبرات اجتماعية وسياسية واقتصادية ويبدأ يتبلور الفكر فيها على أساس الخبرات
وضبط سلوك الإفراد وحماية أمنهم وسلامتهم مجتمع تحدده طبيعة ومجال نشاطه ومصالحة . تصبح في المجتمع قيم ومعايير التسامح والاحترام وتوكل الإدارة إلى لإفراد .

إن سقوط روسيا مثلا كان سببه إن الدولة الروسية كانت تمثل كل شيء مقابل هشاشة وفقر المجتمع وانتشار البطالة والفساد. فسقوط الدول العربية الحالية.. نموذج مكرر من الماضي .
فلو بحثنا في الأسباب التي أدت إلى سقوط الدول واشتعال الثورات والعصيان والتمرد الشعبي على دولهم وحكوماتهم لتجد الأتي
1- إن القانون هو القوة الضابطة لشعب وللحفاظ على الاستقرار تحول في عهدهم إلى قوة للقمع وللمنع وللاستبداد وفرض القانون بالأكره على الشعب
2- السلطة في يد طبقة معينة من المجتمع واحتقار البقية وابتزازهم
3- ضمير المواطن يصبح أناني ومتقلب حسب المصلحة
4- يصبح الوطن رقعة جغرافية تفتقر للانتماء
5- تتقلص في المجتمع العلاقات والقيم الاجتماعية لأنها تصبح علاقات مصلحة
6- الحاكم والمسؤولين يصبحون مرهوبين لا محبوبين ولا يستطيعون التحرك بدون حماية
7- يحرف الدستور كما يشاء الحكام ويصبح منّه على الشعب
8- تضيع معظم الحقوق المدنية للمواطنين وتنتشر الرشوة والفساد
9- تقتصر الثروة على طبقة بسيطة في المجتمع الطبقة العليا ويتبعها العلم
10-تعدد الانتماءات والو لآت العرقية والدنية والجهوية والانتماء لخارج الوطن
11- تبدأ تتقلص شرعية الدولة والحاكم
12- يسود المجتمع الفرقة والعداء والخوف والتمزق
13- الدولة تتدخل في كل شي ترخيص الجمعيات والمنظمات وتمويلها واختبار القيادات والتعبير عنها وتفسير عملها للمجتمع.
قاعدة عدم الثقة
انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم في معظم الدول العربية مفقودة والدليل تراه في الشعارات التي يحملونها في المسيرات ت حتى أن بعض المتظاهرين وصل الحد فيه
يردد جهارا نهارا أن بعض المسؤولين كذاب ومنافق وفاسد كما يحدث ألان في اليمن وسوريا في كل الأعراف والقوانين أين العلاقة الاجتماعية بين الشعب والحاكم أذا خرج الشعب في الشارع وطالبوا برحيله .

الذي يسعى لتحقيقه الثوار اليوم وغيرهم من الشعوب هو المطلوب من المجتمع الذي يقوم على المقاصة البشرية ويحمي فيه ضمير المواطن وكرامته.
إن جميع هذه الأسباب كافية في تحرك الناس ومعاقبة سادتهم ومحاسبتهم وأعادتهم إلى المسار الصحيح ولكن في بعض الدول مثل اليمن وسوريا وليبيا قد يكلف ذلك كثيرا من البشر والمال لتحقيق ما أراد إفراد المجتمع الوصول إليه من رفاهية وامن وأمان اجتماعيين وتعزز انتماؤه للوطن لان الوطن هو من يلبي حاجات الفرد ويصون حقوقه المدنية وحرياته السياسية وكرامته وأمنه ورفاهيته.
إبراهيم القعير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات