أيها المجتمع الدولي الشعب السوري يموت


لأكثر من ثمانية أشهر من العام الجاري 2011م والدم الزكي للشعب السوري الأبي الشقيق يسيل بلا انقطاع، وجلود أبنائه تُسلخ وأظافر أطفاله تُقلع وحرائره تُعْتَقل وحُرُماته تُنتَهَك، وأبطاله يُعذبون أقسى أنواع التعذيب، وكل ذلك على أيدي رجالات نظام الأسد البغيض، وذلك لأن الشعب السوري الأبي ثار سلميا مطالبا بالحرية وبالديمقراطية الحقيقية وبالانعتاق من العبودية، فإلى متى الصمت أيها المجتمع الدولي؟ وإلى متى الصمت أيتها المنظمات الحقوقية الدولية المختلفة؟ وإلى متى الصمت أيتها الشعوب الحرة في كافة أرجاء الدنيا؟!

أكثر من ثلاثة آلاف شهيد أعزل قضوا على أيدي نظام الأسد، بحسب الأمم المتحدة، بل هم أكثر من خمسة آلاف شهيد، وفق اللجان التنسيقية التابعة للثورة الشعبية السورية، وأكثر من مائة ألف في السجون والمعتقلات، فإلى متى السكوت أيها المجتمع الدولي وأيها العرب والمسلمون عما يجري من تذبيح في درعا وتقتيل في حماة وقصف جوي لأهالي حمص وقتل وتعذيب وتشريد لكل أبناء وبنات وأطفال الشعب السوري من كل مدنهم وقراهم وأريافهم وبواديهم وساحاتهم؟!

وأما الذي بات مطلوبا فورا وبشكل جلي وواضح لإنقاذ الشعب السوري من الظلم والقمع والاستبداد والمذابح والمجاز على أيدي نظام الطاغية الأسد وجلاوزة نظامه البغيض، فيتمثل في ضرورة السعي الدولي والعربي العاجل والفوري والمستعجل لتلبية نداء الشعب السوري الحر والمتثمل في طلبه الحماية الدولية، كما أعلنها في جمعة "الحظر الجوي" بتاريخ 28 أكتوبر/ تشرين أول 2011.

الشعب السوري الذي يلقى مختلف أصناف التعذيب والذبح والتقتيل والتنكيل والموت والتشريد على أيدي نظامه المستبد وأيدي الطاغية الدكتاتور بشار الأسد بات ينادي عاليا طالبا الحماية الدولية للمدنيين أسوة بإخوانه من أبناء وبنات الشعب الليبي الحر الأبي، والمتمثلة في ضرورة حظر الطيران فوق الأجواء السورية، وضرورة إنشاء مناطق عازلة، بحيث يمكن اللجوء إليها من مدنيين وعسكريين سوريين.

وفي حال إيجاد المناطق العازلة والحظر الجوي، فسرعان ما تنشق الفيالق والفِرَقُ والألوية والكتائب الباسلة من الجيش السوري الأبي بكافة أسلحتها الثقيلة منها والخفيفة إلى تلك المناطق، ويكون دور الحظر الجوي العالمي هو منع المقاتلات السورية من التحليق لقصف البواسل السوريين المنشقين عن نظام الطاغية، ومنع صواريخ الأسد من الانطلاق، خاصة وأنه لم يسبق لها الانطلاق باتحاه العدو الإسرائيلي؟!

فالشعب السوري الثائر ضد الظلم والطغيان يراهن على انشقاق كامل للجيش السوري المغوار، والذين لا ينقصهم سوى الحماية الجوية الدولية، وأما الشعب السوري فهو جاهز بأكمله لاحتضان كامل أبنائه البواسل الأحرار في الجيش السوري، والذين لن يخذلوا شعبهم الكريم المطالب بالحرية والخلاص من عبودية الأسد إلى عبودية الله وحده جل في علاه، من مسلمين ومسيحيين ومن مختلف الطوائف السورية الباسلة ومختلف الأعراق الشامخة.


أيها المجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين، إن شعبا سوريا كريما يقع سُكناه إلى الجنوب من تركيا وإلى الشمال من الأردن يُذبح ويُقتَّل على مرأى ومسمع من الشعوب العالمية الحرة، وإن مذابح ومجازر يرتكبها نظام الأسد البغيض بحق شعب سوري أعزل ماجد ما انفك ينادي بالحرية ويأبى أن يعود بثورته إلى الوراء والتي انطلقت منذ ما يقرب من العام، فأين أنتِ أيتها الشعوب في كل أقطار الدنيا، وأين أنتم أيها القادة الأحرار في العالم الحر المتمدن مما يجري في سوريا من مذابح ومجازر لشعب مدني أعزل على أيدي نظام بغيض يقوده طاغية قال له الشعب السوري الأبي على رؤوس الأشهاد، "مَـــــــــــــــامِـــــــــــــنْحِبَّـــــــــــــك"، يعني "إننا نبغضك ونكرهك ولا نريدك، فارحل".

بقي القول إن الأسد رفض الاستماع إلى النصائح التي قدمها له على طبق من ذهب العاهل الأردني عبد الله الثاني في فترة مضت من العام الجاري، دون جدوى، وذلك بحسب مقابلة للملك الأردني مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت.

كما أن كاتبا أميركيا معروفا هو تشالز كروثامر دعا في مقال له البارحة بنفس الصحيفة الأميركية الأسد إلى تَأَمُّل مصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وقال "إنه ينبغي للأسد أن لا يحلم بعد اليوم ولا حتى بزنزانة في لاهاي حيث يتناول ثلاث وجبات وحيث حراس السجن لا يُعذِّبون ولا يَقتلون السجين"، كما يفعل الأسد، فلقد فاتَ الأَسَدَ القِطَارُ.

وأما نحن فنقول للأسد إنه بات عليه أن يتنحى ويرحل قبل مرور آخر العربات! فدماء الشهداء لن تذهب هدرا، ودونك دماء شهداء ليبيا، ودعاء الأرامل واليتامى والثكالى ليس بينه وبين استجابة الباري حجاب، فيا أيها الاسد: ألا ترعوي؟! ولا تنسى أن بعض نفر من رجالاتك رفَّعوك إلى منصب إله، وأنت تعلم ذلك، فاحذر عذابا من الله دنا واقترب.

*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات