عوامل نجاح الحكومة الجديدة في معركة الإصلاح


كُلف الرئيس الخصاونة بتشكيل الحكومة الجديدة بعد سلسلة من الأزمات التي عصفت بالأردن ، أسهمت في زعزعة الأمن ووترت الأجواء ، وعمقت التخبط والفوضى ، وأثارت الخلاف والصراع بين العشائر والمواطنين ، ونكدت على الناس ونغصت عليهم عيشتهم ، وأوصلت الأردن إلى حافة الهاوية، فقدت فيه الدولة هيبتها ، والمراكز السياسية السيادية قيمتها !00 فجاء الخصاونة لإنقاذ الأردن مما هي فيه من ويلات اقتصادية واجتماعية وسياسية وفساد مستشري ، وان يعيد وصل ما انقطع ، ويرمم خيوط الثقة بين المواطن والدولة ، ويعيد الاعتبار والاحترام للأجهزة والمواقع التي مسخت !00
وهي مهمات ومطالب كبيرة ولا شك ، نتمنى لهذه الحكومة أن تنجح في مهماتها ، وان يحقق الرئيس الجديد ما فشل في تحقيقه غيره من الرؤساء السابقين ، وان يعيد الهدوء إلى الشارع الأردني ، والاستقرار والثقة إلى نفسية المواطن 00

ولتحقيق هذا النجاح المطلوب لابد من تضافر مجموعة عناصر وأسباب ، وان يتعاون الجميع مع الحكومة الجديدة لتحقيق هذه الأهداف ، فهي تكاد تكون حكومة إنقاذ في وقت عز فيه الإنقاذ ، وغرقت الدولة بالفوضى وتطامنت هيبتها ، وهانت على الناس !00
لذلك لابد من توفر العناصر التالية لإنجاح الحكومة في مهامه ورسالتها الإصلاحية وكما يلي :
1ـ تعاون القصر والديوان الملكي : فبدون هذا التعاون والانسجام والتناغم لن يتم نجاح ، والقصر والديوان يدركان الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفورة الشباب محليا ، ويدركان ماذا في العالم العربي وفي الجوار من تحولات ، وقد وصل تيار التغيير إلينا ، واخشي أن تنفلت الأمور وتتطور ويصعب السيطرة عليها ، ولات ساعة مندم !00بالرغم أن لدينا بنية دستورية وقانونية ومؤسسات تصلح مع التطوير أن تكون نموذجا للديمقراطية في العالم العربي ، وواحة وارفة الضلال لحرية الرأي ، وقدوة للآخرين في الإصلاح ومكافحة الفساد ، إلا انه بدون أن يبدأ الإصلاح من هذه المواقع ، وبدون أن تكون هي قدوة للآخرين ومثالا يحتذي من الجميع، وبدون أن تتعاون مع الحكومة لتحقيق إصلاح ما أفسدته الحكومات ، فلن يتحقق تقدم أو إصلاح !00ولن يهدأ الشارع ، ولن تخف المطالب ، ولن تتردد الجماهير بان تطور مطالبها و شعاراتها !00 فمن لا يؤمن بالإصلاح ويدعو إليه ويسعى إلى تحقيقه لا يريد الأمن والاستقرار للوطن والنظام !00

2 ـ تعاون الأجهزة الأمنية : للأجهزة الأمنية دورها في حفظ الأمن والنظام ، والدفاع عن الدولة والوطن في الخارج والداخل ، والتعاون مع الحكومة في تنفيذ سياستها وليس الخروج عليها، وهي أولا وأخرا أجهزة وطنية تنبع سياستها من حسها وعقيدتها الوطنية ، التي تفرض عليها أن تهتم بالوطن وتعتني بالمواطن خدمة للنظام واستمراره ، والدولة واستقرارها ، ولكن إذا أصبحت هذه الأجهزة دولة داخل الدولة تعمل ما يحلو لها ، و خرجت عن الأهداف التي وجدت من اجلها ، وتدخلت في حياة الناس خلافا للتوجيهات الملكية ، وزورت الانتخابات البلدية والنيابية وغيرها من الانتخابات حتى الطلابية !00وتبنت غير الأكفاء ودفعتهم إلى مراكز متقدمة ليست من اختصاصهم ، ووضعت غير المناسب في مكان لا يفهم فيه كما كان يحصل، فقد أسهمت في تراجع الأداء وقيمة المراكز 00فلن يتم الإصلاح المنشود ولن تنجح الحكومة في تحقيق برنامجها المرسوم في الإصلاح !00وعندها يشيع التذمر والحقد والقلق والشكوى والاضطراب، وقد ينفجر الضغط والكبت والحرمان في أي وقت، ولن يعرف النتيجة إلا الله !00
غير أن رسالة جلالة الملك إلى المدير الجديد للمخابرات كانت صريحة في التوجه نحو الإصلاح والتعاون مع الحكومة وخدمة المواطن وحماية الحريات وكرامة الإنسان ، وفي تجاوب مدير المخابرات الجديد مع هذه التوجيهات برسالته الجوابية تمنحنا أملا في الانتقال إلى مرحلة جديدة من احترام مبادئ الدستور وحرية المواطن وفرض العدالة والتعاون مع الحكومة في تحقيق الإصلاح ، وان غدا لناظره قريب 00

3 ـ تعاون الأحزاب والتنظيمات : وإذا أردنا لهذه الحكومة أن تنجح لتحقق الإصلاح والأهداف التي تنادي بها الجماهير، وتقاوم الفساد ، وتشيع الديمقراطية والاعتراف بالرأي الآخر ، فعلى هذه الأحزاب والتنظيمات أن تلتزم أولا بالتوقف عن الاعتصام والمظاهرات التي أقامت البلد ولم تقعدها ، وأثرت على الإنتاجية والاقتصاد سيما السياحي منه ، وشجعت المواطنين على التظاهر وقطع الطرق بدون أسباب جوهرية تستدعي ذلك ، مما سبب الفوضى واوجد الاحتكاك الأمني والاتهامات واحدث المضاعفات ، وعلى هذه الأحزاب ـ وبالرغم من أن من حقها التظاهر وإبداء الرأي ــ أن تمنح الحكومة الجديدة مهلة مئة يوم على الأقل أو حتى تعتمد برنامجها الإصلاحي وتذيعه ، للتأكد من نواياها المخلصة في تنفيذ برامج الإصلاح 00 مع الأخذ بعين الاعتبار أن مسيرة الإصلاح تستغرق وقتا طويلا لتحقيقها00
وثانيا : على هذه الأحزاب والتنظيمات أن تقدم للحكومة ما لديها من برامج وأفكار إصلاحية وتساعد الحكومة في الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف ، أما التنظير وحده والنقد المجرد عن التنفيذ ومن اجل النقد ، والتحريض والهدم والتجريح والاتهام وإثارة الناس لتحقيق أهداف شخصية فلا يحقق إصلاحا ولا يبني دولة ، ويستطيع أي إنسان مخرب لا يتقي الله في هذا البلد أن يمارسه !00ونرباء بأحزابنا العقائدية عن هذا السلوك 0
وثالثا : يطلب من هذه التنظيمات أن تتعاون مع هذه الحكومة على أمل أنها حكومة إنقاذ وطني جاءت للإصلاح وترميم ما خربه الآخرون ، فعلى هذه الأحزاب أن تتعاون وتستجيب لرغبة الحكومة في مشاركتها في تحمل الهم الوطني فيما إذا طُلب منها المشاركة في الحكم ، حتى تتحمل المسؤولية وتسهم في البناء وحتى تضع الأفكار التي تنادي بها هذه الأحزاب على المحك ، أما التنظير عن بعد والشغب الناعم آو الخشن فلا يفيد هذه الأحزاب ولا يفيد الوطن 0 فمن لديه فكر إصلاحي وطلب منه المشاركة في تحمل المسؤولية فعليه أن يساهم و يستجيب حتى لا يضع عراقيل في طريق الراغبين بالإصلاح ، ولن ينفعه النقد والتنظير عن بُعد !00

4 ـ تعاون المواطنين : واغلب المشاركين في مسيرات الإصلاح والمظاهرات ليسوا من الأحزاب ولا من التنظيمات السياسية المعروفة ، وإنما هم مواطنون دفعهم الفساد والبطالة والمحسوبية ومظاهر الشللية والتحيز والترهل والتسيب في أجهزة الدولة للخروج إلى الشارع ورفع أصواتهم المطالبة بالإصلاح 00 ومطلوب من هؤلاء أيضا أن يشاركوا الحكومة في تحمل المسؤولية وان تُمنح الحكومة مهلة حتى ترسم أهدافها وتعتمد برامجها وتباشر في تحقيقها ، وبعدها نحكم لا على النوايا فقط وإنما على الأفعال أيضا 0

5ـ وتبقى مسؤولية الحكومة : وحتى نظمن هدوء الشارع والنجاح في مسيرة الإصلاح وتحقيق ما يحلم به المواطن فعلى الحكومة أن تحقق ما يلي :
أولا : اختيار الكفاءات من أصحاب الخبرة والاختصاص ليتقلدوا مسؤولية مسيرة الإصلاح ، وان يعتمد وجوه جديدة من هؤلاء بسيرة وتاريخ نظيف ، وتستبعد الوجوه التقليدية المستهلكة غير المنتجة من هذه المسيرة ، فما قزم المراكز الوزارية إلا التدخل والواسطة في وضع الرجل غير المناسب في موقع لا يفهم فيه ، ففشل وأخطأ ولم ينتج وأساء إلى المركز الذي أشغله 0 وتحقيق التوازن الجغرافي والمناطقي ليس عيبا في ذاته ما دام شاغل المركز من أصحاب الخبرة والاختصاص وتاريخ نظيف ، ففي كل المناطق كفاءات مميزة يمكن البحث عنها واستخراجها والاستعانة بها 0
وثانيا : أن يكون الفريق الوزاري متجانسا يؤمن بالتغيير ، لديه أهداف إصلاحية يسعى إلى تحقيقها ، مسكون بهموم المواطن وما يعاني منه من مشكلات ، إذ لا يؤخر المسيرة أكثر من أن يكون في الفريق متخاذل أو فاسد أو من التيار المعاكس أو لا يفهم في ما أوكل إليه من اختصاص !00
وثالثا : الإسراع في تحقيق الأهداف : فقد مل المواطن ولم يعد يصدق تسويف الحكومات التي أشبعته وعودا وجرشا دون أن يرى طحينا !00 تسير خطوة إلى الأمام وتتراجع خطوتين إلى الخلف ، مما شكك المواطن في نيتها ورغبتها في الإصلاح !00
فعلى الحكومة بعد التشكيل أن لا تضيع وقتها ، وإنما تضع برامج قابلة للتطبيق يعيد للمواطن ثقته بالدولة ، يلمس اثأر التغيير والتوجه الجديد سواء بالتشريع أو الاقتصاد أو تحقيق العدالة ومكافحة الفساد لتحقيق الانفراج ، وهي أهداف وأمور كبيرة لن يعجز المخلصون عن تحقيقها .



تعليقات القراء

الحساب قريب.
غريب والله امر بعض المسؤولين القدامى اصحاب المعالي الذي يقدّم النصح والارشاد للغير حول كيفية التصرف في ادارةالحكومة واختيار الاشخاص النظيفين غير المنظرين وغير الفاسدين وكأنه وحده من يمتلك الفهم والحقيقة ،المواطن يا استاذ عندما يقرأ في الحقيقة يحب ان يقرأ لأشخاص كبار في اعمالهم وسمعتهم الطيبة وعرفوا بوطنيتهم وحبهم للمواطنين من خلال عملهم الصالح المنتمي غير المحاز للمنطقة او العشيرة او الطائفة يحب ان يقرأ لشخص طبق الاعمال والصفات الحميدة في عمله اين انت من ذلك ؟؟؟؟ والله عيب يا رجل يا كبير هل تتذكر كم مدير من عائلة المومني عيّنت في وزارة البلديات عندما كنت وزيرها هل اسميهم لك 1-2-3-4-5 ؟؟ والله يا رجل لا ارى في كلامك الا...... لانك ممارساتك اثناء عملك لا تشهد لك بالسيرة الحسنة ،وفي الحقيقة يصيبي غثيان احيانا من عدم الصدق والرياء،اللهمّ حاسب كل من اساء وظلم وتجبر وقذف الاخرين بالسؤ من دون وجه حق .
22-10-2011 09:23 AM
كلمة حق وشكر
اذا لم يكن معالي الاستاذ حسن من أصحاب الرأي والمشورة فمن تكون انت يا ....، كل التقدير والاحترام استاذ ويشهد لك بوطنيتك وشفافيتك، وانت أهل للأمانة والثقة وسداد الرأي، حياك وشكرا لمقالك القيم. وربنا يعطي كل انسان بقدر نيته.
22-10-2011 01:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات