وأد المعلم حيا


جراسا -

المعلم هو أب وأخ وصديق لكل أسرة على امتداد هذا الوطن, والمعلم أحرص ما يكون على الوطن ومقدراته البشرية, المعلم منتمي لوطن يحبه ولمهنة يحترمها ويقدرها. المعلم يريد بيئة تربوية أمنة ليستطيع من خلالها القيام بواجبه بكل إخلاص وتفان في سبيل إخراج جيل قادر على حماية الوطن ومقدراته وجيل يتحمل المسؤولية من خلال ترسيخ قيم الانتماء والولاء.

المعلم إنسان واعي ومثقف وقيادي في مدرسته وحيه ومجتمعه وقادر على التأثير الايجابي البناء، وهو الذي يحقق الانتصار تلو الانتصار في كل صباح ومساء ،ومع ذلك ما زال المعلم يعيش القهر والفقر والظلم من خلال أنظمة وقوانين وزارة التربية والتعليم وأذرعتها ، إن المعلم في الأردن قد بات بائسا وفقيراً, فالراتب الشهري بالكاد يكفي مصروفا للجيب, وظروف العمل قد باتت قلقة تخلو من والكرامة والامتيازات, يضاف إليها كم هائل من الواجبات اليومية التي تأكل من حق ودور المعلم في إعطاء حصته المقررة على أكمل وجه, هل سيقوم بالفعل بإعطاء مادة تعليمية بالشكل الصحيح .

أم سيدخل الغرفة الصفية مثقلا محملا بالواجبات والاستجوابات ليجلس هذا الإنسان المتعب المقهور والمأسوف على شبابه بين ثنايا هذا القطاع المترهل والذي ما زال يطبق قوانين وأنظمة تربوية منذ ستينات القرن الماضي . غير قادرة على تنمية روح الإبداع والابتكار وإكساب الطلبة المهارات التي يحتاجونها بحيث يصبحوا قادرين على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية .

والجدير بالذكر أن هذا الحجم الكبير من الواجبات الموكلة على عاتق المعلم يجب ان يقوم بها خلال الدوام الرسمي ويصعب نقلها الي المنزل لالتزام مجموعة من المعلمين بإعمال إضافية بعد الدوام ليسد بعض الالتزامات الحياتية لتقلص القيمة الشرائية للراتب الشهري مع ارتفاع المعيشة, والتي يتخللها موصلات ومـأكل ومشرب وبعض الديون والأقساط.

وبذلك سيتم اختزال المادة التعليمية على حساب الواجبات المدرسية والحياتية ليتحول المدرس بعد فترة وجيزة إلى آلةٍ ناطقة، تماثل تماما صفحة الكتاب الورقي، ويصبح عمله كمدرس روتينا مقيتا وتخرج لنا حصة صفية ضعيفة المستوي تفتقر الي دسامة المحتوي وخلوها من الحوار والتحليل لإيصال المعلومة بالشكل الذي يفترض ان يكون , وفي النهاية سنحصد الأمية من هذا القطاع المهزوز من الداخل,
وهناك أيضا بعض المشاكل التي تواجه القطاع التعليمي في الاردن من أبرز هذة المشاكل تكمن في الطالب نفسه، فأكثر طلاب اليوم متمردون، فهم يدخلون أبواب المدرسة مرغمين من الآباء، ويدرسون تحت وقع عصا المعلم، وسطوة التقليد المجتمعي، فطلاب اليوم، بما يملكونه من ذكاء ودهاء وعقول ناضجة يتجرعون الدروس والمقررات كما الدواء المُنفر المُر، لا لسوء المقررات فقط, ولكن لأنهم يشعرون بقلة جدوى كثير من المواد التربوية التعليمية, لأنهم بارعون في الكمبيوتر والانترنت وال فيسبوك وعلوم الهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية، وأصبح الشئ المحبب عندهم هو تكنولوجيا العصر، وهو نقيضُ محفظاتهم المدرسية التقليدية.
 
كما ولا ننسي أمرا مهما يعوق مسيرتنا التعليمية، وهو البناء المدرسي, فمعظم مدارسنا ليست سوى صورة مصغرة من السجن، في شكلها الخارجي، فشبابيك الغرف المدرسية محاطة بقضبان حديدية كقضبان نوافذ السجن، وبواباتها السوداء مخفورة بالعسس والحراس ،مضافا إلى كل ذلك اكتظاظ الطلاب في الصف الواحد، وبعض من مدارسنا تعمل لفترتين أو أكثر في اليوم الواحد، فالطالب لا يشعر بملكيته للمكان وحبه له. وإذا أضفنا إلى ذلك فإن أكثر مدارسنا غير مصممة لإشباع هوايات الطلاب، فهي تخلو من تفعيل دور مشغل المهني وحصة التربية الفنية وحصة الرياضة وللمسرح والأنشطة المختلفة اللامنهجية، وعدم احتساب علامة هذه المواد في المعدل كان سببا في تهميش هذة المواد.

فتأمل يا رعاك الله ما حجم هذة المشاكل في يوم المعلم العالمي، فأن خمسون عاما من عمر وزارة التربية كانت كافية لتحفر للمعلم في هذا اليوم قبرا عمقه الف عام بعد التقرير الاخير للمرصد العمالي عن وضع المعلمين في الاردن.



تعليقات القراء

اسماعيل محاسنه/مدير مدرسة
أحسنت وأبدعت لكنك نسيت أشياء كثيرة منها:أولا البيروقراطية المقيتةالتي يحملهاكبار موظفي الوزارة وعلى رأسهم الوزير حتى تتخيل نفسك وكأنك في بلاط القيصر .ثانيا:البدعة السيئةللمقابة للشواغر والتى يستخفون بها بعقول الموظفين لإيصال معارفهم وشللهم دون أي اعتبار للشهادة أو الكفاءة أو الدرجة.ثالثا:اانعدام الضمير والمزاجية في تعبئة التقارير لترفيع فاشلين ومترهلين على حساب أكفاء ومخلصين .رابعا:السكوت على التجاوزات المالية لتحسين مكاتب الموظفين في الوزارة أو المديرية على حساب المدارس الحزينة.خامسا:احتراف التمثيل في صناعة المناهج وتغييرها باستمرار بحجة التطوير وواقعه التدمير من أجل طرح عطاءات لتقاسم الإكراميات.سادسا:وغيرها كثير و لاحول ولا قوة الأ بالله
02-11-2011 12:19 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات