الغبي من لا يعي الوعي العربي


.... بتقدم المطالبة بالحقوق المفقودة من حياة الناس بسبب التغول عليها , ومحاولة جعلها حقوق شخصية للذين إكتنزوها , لا يجوز المساس بها أو حتى مناقشتها أو لفت النظر إليها , على إعتبار أنها حقوق مقدسة و مقننة وخارجة عن نطاق الشعب العادي , لأنهم من وجهة نظر هؤلاء المكتنزين عبيد بتفوق دون تحرير .
فمع هذه المطالبة الواضحة والصريحة من غير لبس أو تشويه , يتواجد الطرف المعاكس و المشاكس الذي يدعي الوطنية و الحفاظ على الأمن الوطني , مدعيا أن الأصلاح مفسدة ً للأمن , وهذي معادلة ً (ضيزا) , لا تنطلي إلا على الجهلاء و البلهاء , وكذلك الأعوان المستفيدين من التغول على عرق و كد و جَهد البشر المساكين , الذين سلموا أمرهم لأناس ٍ ظنا بهم حُسن ُ الأمانة ِ و الصدق معهم , فما فتأت هذه الجهات المعاكسة للأصلاح عن إستخدام كل الأسلحة القتالية في محاولة تمزيق هذا الأصلاح المنشود في خضم الربيع العربي , والتي منها اللعب على الأقليمية أو أخذ تعليمات من جهات خارجية مغرضة بأمن هذا البلد أو أن هذه المرحلة غير مناسبة لخوض غمار الأصلاح أو أن الشعب لا يستوعب الأصلاح لأنه شعب ٌ جاهل , هذا بالضبط ما يدعيه قوى الشد العكسي للأصلاح و للأسف هناك من يتعاطى مع هذه المقاييس إما عن جهالة أو عمالة أو عدم مبالاة .
فعدم الوعي للربيع العربي لا يُختصَر ُ على الشعب فقط بل قد يكون مطقع في أصحاب السلطة , وعندها تكون الطامة الكبرى التي لا تُبقي و لا تَذَر , لأنه من أولى أولوياتها فهم الواقع الذي على ضوؤه يكون إستشراف المستقبل بكل قَدمٍ واثقة .
قد لا يؤاخذ على البعض هذا الأمر ولكن يكون على السلطة أولى أولوياتها , والذي يتأتى عنه الضرر البليغ في الوطن و أهله , فمطالب الشعوب اليوم مطالب واعية ومطالب منطقية في عصر المكشوفات , حتى أنه يستطيع الواحد منا معرفة ما يجري بقرية في أقاصي الدنيا قبل أهلها في طرفها الآخر , و لا ندلل على ذلك بأقل من بلدة ساكب التي استضافت شخصية سياسية معارضة , لتقدم وجهة نظرها , ولكن كل العجز عندما لا يستطيع الطرف الآخر ان يستمع لأي وجهة نظر تخالف ما يعتقد , فعندها سنكون قد بادرنا لاستعمال سلاح السلطات الراديكاليه الدكتاتورية , و كأن بلدنا تعيش ما قبل التاريخ , هل هذا الأمر يعبر عن عدم قبول التطور و التجديد , على قاعدة الحالي أفضل ؟؟!!
ونقول بالفعل أن الغبي الذي لا يعي الربيع العربي , فليس واقع من يدعي أن بلد تختلف عن بلد ٍ أخرى , فالبشر هُم هُم , و الأرض هي هي والآمال و الطموحات عند الشعوب العربية خاصة ً هي واحدة و متجانسة ’ . فما حدث في تونس وجد َ صدا ً في مصر و ليبيا و اليمن و سوريا , فكل حكومات هذه الدول كانت تدّعي باختلاف الوضع عندها عن الوضع عما قبلها أو بعدها , فإننا هنا عندما نشير في ذلك فإننا نذكر , و الذكرى تنفع المؤمنين .
فالغباء و عدم الوعي غير مقبول على الأطلاق و من أي جهة ٍ كانت سواء ً سلطوية حكومية أو حزبية أو شعبية , مع أنني أرى أنه لا غباء و لا قلة وعي الأمر فقط تطنيش لفكر الشعوب و قتل لمستقبله .
الوضع الحالي ربيعا ً فلا تستطيع قوة أن تجعل الوضع خريفا ً, لأن الأمر ارادة شعوب تهوى الحياة والذي عليه فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد للقيد أن ينكسر ولا بد لليل أن ينجلي.



تعليقات القراء

صحيح
100% الغبي من لا يعي الوعي العربي
04-10-2011 11:11 AM
%%%%%%%%%%%%
الأستمرار بالغباء على قاعدة أنها من الذكاء مفهومه وأصبحت لا تجدي .
04-10-2011 11:12 AM
مواطن بحب الربيع
لماذا يتم محاولة وقف عجلة الربيع مع انه محاولات .. ؟؟؟؟؟
04-10-2011 11:12 AM
صاحب قلب متلوع
كلامك صحيح أخي
04-10-2011 11:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات