شخصيات عامة (ممنوع الاقتراب)


تطالعنا وسائل الإعلام المتعددة وعلى مدار الساعة بإخبار تثقل كاهل القارئ، وأحيانا تدفعه إلى التفاؤل، ومن الأمثلة عليها تحويل ملف فساد كذا إلى هيئة مكافحة الفساد، وأحيانا تتسرب أسماء كنا نعتبرها رموز وطنية ويثبت يقينا تورطها بالفساد، فبات المواطن لا يعرف الغث من السمين ومن هو الصالح من الطالح، فهل يخاف وطن بطوله وعرضه من أن يحاسب شخص أو مجموعة اعتنقوا الفساد مذهبا لهم على طول مسيرتهم الوطنية، فلماذا لا يقدموا للمحاكمة ليكونوا عبرة لغيرهم ولكل من تسول له نفسه العبث بالمال العالم ومقدرات الوطن. فإلى متى يبقى أمثال هؤلاء الفاسدين يسرحون ويمرحون في هذا الوطن ويختالون في الشوارع بطولها وعرضها، ولا حسيب عليهم ولا رقيب ومع الأسف يطلق عليهم لقب شخصيات عامة ويوسع لهم في المجالس، واعتقد أنهم من قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة) إذا كان هذا وزنهم عند الله لماذا نقيم لهم نحن كل هذا الإجلال . ومما يدفع المواطن أحيانا إلى التفاؤل ولو ليوم أو أيام ذكر بعض ملفات الفساد والتأكيد من الحكومة على تقديم أصحابها للقضاء ، و تصبح في يوم وليلة مثل تلك الأخبار إشاعة إلى أن تتلاشى من غير معرفة الأسباب.
واعتقد هنا أن استئثار فئة معينة على المكاسب السياسية والمادية في الدولة وحرمان الباقي منها، قد جاء بنتائج يجب التوقف عندها واخص بذلك الحكومة ( الحالية أو القادمة) والتي يجب عليها أن تنظر للجميع بعين واحدة وان يحاسب كل عابث بهذا البلد، وان تتقبل الرأي والرأي الآخر بكل صدر رحب، وعدم استرهاب المواطن لأنه بالنهاية ابن الدولة.
فأين النص الواضح للخطاب الأردني لإراحة هم الموطن الأردني والاقتصاص من كل شخص أساء للوطن. فالهوية الأردنية يجب أن تكون جامعة وليست مفرقة و بحاجة ماسة إلى محرك واضح يساعدها على التعافي من عبث الفاسدين للخروج من مأزق هذه المرحلة، و إذا عجزت القوى السياسية الأردنية عن علاج مشكلاتها ينبغي عليها أن تتبنى قوة دافعة إلى الخروج من هذا المأزق وتبني إستراتيجية واضحة بحيث يقدم كل عابث بالوطن مهما كان إلى القضاء ليحاسب على أفعالة، في ظل قانون يكفل لجميع الفئات حقوقهم وواجباتهم ،أي أن يكون هنالك توافق وضوابط تتطلب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد للوقوف بوجه كل مرتشي حاقد على الوطن.
في ظل هذه المفارقات ماذا يفعل المواطن المسكين في هذا البلد والى أين يتجه.
وكيف يفكر بالمستقبل وكيف يستطيع أن يغرس قيم الولاء والوطنية بين أطفاله الذين تعصف بأفكارهم تيارات متعددة الاتجاهات، هذا فاسد وهذا مختلس باع مقدرات الوطن، فالأردن عندما اختار أن يكون دولة مؤسسات، السيادة فيه للشعب، قد اقر بشرعية الشعب الأردني وإرادته السياسية الحرة في المضي قدما في سبيل التقدم والازدهار في شتى المجالات. ولكن إلى أين يتجه هذا البلد الحبيب في ظل انتشار مجموعات عمل خاصة لكل مجموعة شيخها وطريقتها وأهدافها الخاصة، مما شكل في النهاية مجموعات من الأردنيون الذين يحملون الهوية الأردنية مع الأسف عاثوا في الأردن فسادا، ونهبوا خيرات البلد وقلصوا فرص التنمية، وأغدقوا البلد بالديون، وان اعتقدوا أنهم استطاعوا الإفلات من العقاب فأين يذهبون من الله سبحانه وتعالى. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله جلالة الملك المفدى.
الأغوار الجنوبية.
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

محمود أبنيه العونه
ألله يحميك 0لاكن أتسائل هل مايحصل في توزيع الأراضي في سلطة ........ينتمي ألى أي......الكبار الذي قصدة 0تخيل عندمى سئلة مسئول في السلطة أين حقوق الذينا لم يحصلو على حقوقهم قال لي با الحرف الواحد حقوقكم عند .......0جميع من ضلمتهم السلطه يجب ان يرجعو ا..........
20-11-2011 01:34 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات