فشة غل


سوريا .. البلد العربي الوحيد .. الذي اتمنى ان ازوره باستمرار ..سوريا التاريخ وعبق المكان
.. ساحة المرجة .. نبع ( بقين ) ..عين الفيجة .. مطعم الشرق ..مشاوي بلودان .. النسيم العليل في الزبداني ..هذه ليست بالنسبة لي مجرد مواقع بل هي شرايين واوردة ودقات قلب ..
كل شيء في الشام يغريني .. الصلاة في المسجد الاموي .. اغصان شجر التوت المتهدلة على جوانب الطرقات .. ثمار الاسكدنيا الذهبية مثل قرص الشمس .. قبر صلاح الدين .. ونشيد طلبة المدارس في الصباح حين يصدحون بنشيد ( حماة
الديار عليكم سلام ) .. ما الذي دها هذا البلد حتى يتحول لون مياه ينابيعه الى احمر قاني .. لماذا
صارت روح المواطن السوري ارخص من كيلو المشمش المستكاوي .. .. اشتقنا والله لطعم حلاوة البرج وللجبنة المجدلة وللكنافة المبرومة ... ياه .. انني اشم رائحة اللحم البشري المحروق .. جنود واطفال ونساء وشيوخ .. وهاهي الذبائح البشرية معلقة فوق اغصان الاشجار .. وها هم الاطفال يتبرعون ببراءتهم ويشاركون بدفن ارتال من الضحايا في مقابر جماعية ..... .. اشعر انني بحاجة ماسة الى البكاء .. فأي زمن هذا الذي يقتل الاخ فيه اخاه .. وأي حياة هذه التي تحّول الناس فيها الى وحوش .. \\\\\\ والله انني احب سوريا واعشقها .. ولي فيه ا ذكريات جميلة .. \\\\ والله اني احب ليبيا ولي في طرابلس ذكريات جميلة .. فقد زرت مقر اقامة القذافي في العزيزية .. كان مقرا متواضعا وبسيطا .. جلست في خيمة القذافي .. كانت خيمة عادية جدا .. استمعت الى خطاب للقذافي في نفس الخيمة .. الليبيون كانوا ودودين جدا .. وحين عدت من هناك اشتريت دشداشتين وطاقية واشياء اخرى.

... اما بغداد نور العين فقد أدمت قلبي .. وفي كل مرة كنت ازورها كان وجعي يكبر .. و طالما دعوت ربي ان يبقيها شامخة ذات عنفوان.. سلمّت على طه ياسين رمضان .. يومها كان في كامل رجولته وكبريائه .. اكلت السمك (المسكوف) بشارع ابو النواس .... زرت بابل والرصافة.. وشاهدت من بعيد قصور السيد الرئيس .. شامخة كما هو صدام حسين
و من الاعظمية اشتريت خمسة باكيتات من المن و السلوى.. وما ازال احتفظ بتحفة تراثية من منطقة الكرادة وهي حصان يقف في حالة جموح .. \\\\ وحينما حزمت امتعتي وودّعت فندق السدير ... اهداني احد العراقيين كمية من الرطب البرحي.. كانت الذ من العسل .. لن انسى خرير نهر دجلة وهو يلامس شغاف القلب ... \\\\ عند الفجر كنت اجلس على شرفة فندق فلسطين في اول زيارة تتحدى الحصار الذي فرضه الغرب والشرق على عرين العروبة ... كانت مدينة السلط اول من تحدى الحصار .. وكانت الطائرة سلطية بامتياز بركابها وبمالكها وبقبطانها ..


ابكاني مشهد طفلة في السابعة كانت تجوب طرقات بغداد منتصف الليل تبحث عن يد حانية تجود عليها بالقليل لتشتري لامها الارملة رغيفا او قطعة كعك ... . يومه ا ادركت ان بكائي على بغداد سيطول .. ما الذي دها هذه الامة ؟؟ وماذا جرى لها...؟؟؟

والله اني احب السعودية واعشق مكة والمدينة فقد زرتها مرة واحدة معتمرا .. وقبلها عشت في عرعر خمسين يوما .. ذهبت معارا من وزارة التربية والتعليم .. لم اكن يومها مهيئا للغربة والعيش في قرية صحراوية بعيدا عن صخب الحياة ... فقررت العودة الى الاردن هذا الوطن الذي لا يعرف قيمته الا الذي يغيب عنه شهرا او شهرين .. \\\\اذكر انني استأجرت منزلا قريبا من المدرسة في طلحة التمياط التي تبعد عن مدينة عرعر 500 كيلو متر .. خمس غرف بمنافعها بخمسين ريال في الشهر .. كان ذلك عام 84 بقيت فيها معزولا عن العالم .. كنت اقطع مسافة ال500 كيلو كل يوم جمعة لازور مدينة عرعر .. لا لشيء بل لاقنع نفسي انني ما زلت على قيد الحياة .. كان امير المنطقة هو الذي يملك سلطة تزويد منازل القرية الخمسين بالماء غير الصالح للشرب والكهرباء من مولد يمتلكه .. اما مياه الشرب فقد كان الناس كرماء معي حيث اذهب معهم الى مدينة رفحا على بعد خمسين كيلو من طلعة التمياط لشراء جالون اوجالونين من مياه الشرب بخمسة اةعشرات ريالات للجالونين .. يا الله ما اصعب الغربة ؟؟. بالمناسبة السعوديون لا يحبون من يتدخل في شؤونهم . . لكن الامانات عندهم لا تضيع .. وصاحب الحق يأخذ حقه ولو بعد حين ..

... اقسم انني احب كل العرب .. واحب كل العواصم العربية .. ولكنني حين كنت اتوقف عند نقاط الحدود كنت اشعر بالتقزز .. كنت ارى الاجنبي يعامل بوقار واحترام .. وكنا نحن الاشقاء نعامل بازدراء .. اذكر ان حرس الحدود في دولة عربية احضروا الكلاب الشرسة لكي تفتش امتعتنا .. مع ان هناك من التقنيات الكثيرة التي قد يستعاض بها عن الكلاب .... يا أ لله كم انا متألم لما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والبحرين .. وتونس ومصر .. ويا الله كم انا حزين لما سيقع في بقية الدول العربية رغم التطبيل والتصفيق والنفاق الكبير للزعماء الجاثمين على الكراسي ..
بالمناسبة الذين اسقطوا مبارك وزين العابدين والقذافي هم الذين كانوا يخرجون الى الميادين يغنون ويرقصون لهم .. ونفس الاشخاص الذين يهتفون بحياة البقية الباقية من الزعماء العرب هم الذين سينزلون الى الشارع لإسقاطهم ,, انا على يقين من ذلك .. هذا هو حال الامة لا ثبات على موقف ولا استقرار على رأي .. والزعماء يعرفون ذلك جيدا .. فهؤلاء يمثلوّن على شعوبهم وشعوبهم تبادلهم الشعور ذاته \\\\\\ دعوني اقولها بصراحة بعض الزعماء يطبقون المثل الانجليزي القائل جوّع كلبك يتبعك .. وهو مثل فقد هيبته وشرعيته.

بنفسي ان أسأل الزعماء العرب الذين تبهدلوا من قبل شعوبهم .. ماذا فعلت لكم ملياراتكم ؟؟ .. الم تكن هذه المليارات التي سرقتموها من شعوبكم سبب خزيكم وعاركم .. ؟؟ واقول للحكام العرب الجاثمين على صدور شعوبهم .. ماذا ستصنعون بملياراتكم المتكدسة في بنوك اميركا واوروبا حين يقرر الشعب شرشحتكم وبهدلتكم واسقاط انظمتكم ؟؟؟ اجزم ان امام كل الحكام العرب فرصة ذهبية لنيل احترام شعوبهم والبقاء على كراسيهم ولا يحتاج ذلك منهم سوى لحظة تدّبر وتفكر ..
فكل ما جمعوه من ثروات هو من مال شعوبهم .. وكل ما نهبتوه من مقدرات هو ملك هذه الشعوب .. فلماذا تتركون شعوبكم تئن تحت وطأة الجوع والفقر والحرمان مع ان الحل السحري لكل هذه المشكلات متوفر وهو بين ايديكم ... المطلوب منكم فقط ...ان تعيدوا للشعب امواله وان تسددوا مديونيته التي كنتم السبب الرئيس لها من فوائد اموالكم .. ولا اقول من زكاة اموالكم لان المال السمروق لا تجوز عليه الزكاة .. واعلموا انكم ان لن تفعلوا ذلك وعن طيب خاطر منكم .. فسوف تندمون لآن شعوبكم سوف تسترد هذه الاموال بالقوة .. وسينصاع اسيادكم لهم ولن يترددوا في تجميد ارصدتكم .. وتحويلها الى شعوبكم مع اول صدام جماهيري معكم .. وعندها لن ينفعكم ندم ولن تجدوا من يصفق لكم وستكون حاشيتكم اول من ينقلب عليكم ويفضح اسراركم .. وهو ما رأيناه يحصل مع كل الزعماء ( العتاولة ) الذين اسقطتهم شعوبهم .. وحولتهم الى كائنات هشة تستجدي اضعف خلق الله للوقوف الى جانبهم.
اكرر .. واقول ..

ما دام بعض الحكام العرب يحكمون شعوبهم ( بالنار )
وما دامت الاجهزة الامنية هي التي تحكم وهي التي تسيطر وتوجه الناس وتحولهم الى عبيد ينحنون للحاكم وما دام عدد الزنازين في الوطن العربي اكثر من عدد المدارس .. وما دام المواطن العربي يرغم على التصفيق ... و يحظر عليه التعبير عن وجهة نظره .. وما دام هذا المواطن يجبر على المشاركة في احتفالات لافائدة منها و تنفق عليها الاف الدنانير مع انه منهك من الجوع ومثقل من الضرائب والديون فانه سيظل يعيش حالة من الانفصام والتقية يقول خلاف ما يبطن .. لكنه ان سنحت له سانحة .. فالنتيجة معروفة سلفا ولنا مما جرى لبعض الزعماء مثال واضح على ذلك .. \\

اتمنى ان يدرك الحكام العرب ان الضغط يولد الانفجار وان عدم تكافؤ الفرص وانتشار الظلم والمحسوبية والواسطة يخلق حالة من عدم الانتماء.
.. وان المواطن حتى وان اجبر على التصفيق فلن يكون فرحا .. وان المواطن قد يرغم على فعل اشياء كثيرة غير مقتنع بها اما رهبة من عقاب او املا في ثواب ... الا الحب والمشاعر الحقيقية .. فلا يعلم حقيقتها الا الله عز وجل وصاحبها ..

اقول ما اقول وانا مطمئن من انني اكتب لمن يقرأ ويعي ما بين السطور .. ومن لا يعجبه كلامي ارجوه ان يعود الى الاية 25 من سورة ال عمران .



تعليقات القراء

محامي فالوجي
...........
رد من المحرر:
نعتذر
06-09-2011 05:26 PM
بدون وطن
صدقت ... ان الضغط يولد الانفجار وان عدم تكافؤ الفرص وانتشار الظلم والمحسوبية والواسطة يخلق حالة من عدم الانتماء.
18-11-2011 07:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات